عرس ديمقراطي حقيقي شهدته مصر أمس في اليوم الأول من الاستفتاء علي مشروع الدستور, برهن المصريون علي أنهم شعب يستطيع صناعة المعجزات إن أرادوا ذلك. لقد خرجت الملايين إلي الشارع واصطفت في طوابير امتد بعضها لكيلو مترات, في مشهد حضاري يعيد إلي الأذهان بعض ملامح ثورتي52 يناير و03 يونيو, يحدوهم الأمل في غد أفضل, ومستقبل أكثر إشراقا لأبنائهم. وقد فاق الإقبال علي لجان الاقتراع كل التوقعات, وأحبط آمال وأوهام جميع المراهنين علي مقاطعة الاستفتاء, أو هؤلاء الذين حاولوا ترهيب المصريين وتخويفهم حتي لا يخرجوا للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء. ومن الإسكندرية إلي المنيا وأسوان والسويس والإسماعيلية والشرقية, خرج المصريون البسطاء في تحد لكل التهديدات, ولسان حالهم يقول إننا شعب لا يخضع للابتزاز أو التهديد, ولن تروعه حملات الإخوان, ومن وراء الإخوان, وتحول بينه وبين التعبير عن رأيه والخروج إلي مقار الاستفتاء. لقد أصاب الإقبال الكبير في أول أيام الاستفتاء أمس, مندوبي الصحف ووكالات الأنباء والفضائيات العالمية بالمفاجأة, فأشادوا بشجاعة ووعي المصريين الذين خرجوا أمس ليكتبوا لبلدهم تاريخا جديدا. لمزيد من مقالات رأى الاهرام