متابعتي أمس لسير عملية الاستفتاء علي دستور ثورة 03 يونيو التي ازاحت عن صدر مصر كابوس جماعة الارهاب الإخواني بكل مفاسدها.. برهنت علي أن الشعب المصري بكل طوائفه كان علي مستوي المسئولية الوطنية كعادته. ان الاقبال التاريخي علي التصويت عكس الحرص المبهر علي مباشرة هذا الواجب الوطني. لقد اتسمت الحشود المصرية هذه المرة بأعلي درجات التحدي والاصرار علي التصدي لتهديدات وارهاب الجماعة الارهابية. جاء ذلك بعد إدراك تآمرها علي هوية مصر وتاريخها ساعية الي الخداع والتدليس والتجارة بالدين استغلالاً للمشاعر الدينية الغالبة علي التوجهات الشعبية. ان انتصار.. نعم في استفتاء امس واليوم علي الدستور - وهو المؤكد باذن الله - بأعلي نسب التصويت سوف يعني نهاية هذه الجماعة الارهابية لكل ما احاط بوجودها المشين وماضيها الاسود القائم علي التضليل والانحراف برسالة الدين الاسلامي الحنيف التي تدعو الي السماحة والموعظة الحسنة ونبذ القتل والتدمير والتخريب والحاق الاذي بعباد الله الآمنين. لا جدال ان مشاهدة المصريين في هذه الطوابير المتراصة امام اللجان قد ملأ نفوس المتطلعين لازدهار هذا الوطن بالفرحة والبهجة. كان هذا المنظر دافعاً لانتعاش آمالهم بزوال الغمة وتصعيد ايمانهم بأن الطريق اصبح مفتوحاً للمضي قدماً الي آفاق التقدم لدولة مصر الديمقراطية الحديثة. ان تفاهات الارهاب الاخواني الذي يلفظ انفاسه الأخيرة لم تستطع ان ترهب سيل الحماس الجماهيري أو تمنعه من المشاركة في اقرار الدستور الجديد الذي سوف يؤسس لخطوات بناء مصر. كان وقوف المصريين في صفوف طويلة امام لجان التصويت أقوي وأعتي من كل ارهاب وتآمر علي تصميم الشعب علي مواصلة مسيرة ثورته يوم 03 يونيو. لقد اراد الشعب ان يقول للعالم كله بهذا المظهر الحضاري أن لا مجال لعودة ركب التضليل الاخواني الذي مارس التآمر لصالح القوي الأمنية والصهيونية العالمية. نعم لقد اختار الشعب طريقه واتخذ قراره للانطلاق بوطنه نحو استعادة مكانته اللائقة بتاريخه ودوره الحضاري الانساني. ان ركيزته لتحقيق هذا الهدف قامت علي تعظيم مباديء الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمواطنه الحقه القائمة علي المساواة في الحقوق والواجبات واحترام القانون. أن الباب مفتوح امام أي من ابناء هذا الوطن للانضمام الي هذه القافلة المظفرة برعاية وامر المولي عز وجل. وفي هذا المجال اقول ان المؤشرات تقول اننا قد بدأنا خطواتنا الصحيحة والسليمة للعبور بهذا الوطن الي بر الأمان.