كان يوما تاريخياً بكل المقاييس.. شعر المصريون بالمسئولية فخرجوا يعلنون رأيهم في الدستور الجديد للبلاد.. ادركوا اللحظة الفارقة في تاريخهم فذهبوا يغتنمونها دون توجيه من أحد فسطروا بطوابيرهم ملحمة جديدة من ملامح النضال الوطني في محافظات المرحلة الأولي للاستفتاء علي الدستور التي جرت أول أمس السبت. لم يعبأوا بضجيج النخبة ولا بإعلامها المسموم علي مدي الشهور الماضية وخرجوا بوازع من ضمير وطني واع فحققوا مالم ترجوه النخبة. ليس مهماً ماذا قالوا.. لا فرق عندي بين "نعم" أو "لا".. المهم انهم خرجوا في طقس ديمقراطي بديع وعبروا عن آرائهم بكل حرية بينما كان رجال "النخبة" مشغولون ببث اكاذيبهم وتصفية حساباتهم الرخيصة عبر شاشاتهم الفضائية المشبوهة. هاهي دعوات المقاطعة وتهديدات مناضلي الفضائيات بألا يمر الاستفتاء قد تهاوت وداستها طوابير الحرية أمام اللجان الانتخابية وهاهي حشود الناخبين قد كشفت مدي بعدهم عن الشارع والجماهير ونبض شعب مصر الاصيل. أبوا ألا يمر يوم العرس الديمقراطي إلا وينكدوا فيه علي الشعب. فسلطوا اذنابهم الحقيرة لتخرج في مسيرات هشة تلقي بزجاجات المولوتوف يميناً ويساراً وتروع الآمنين المشغولين بمستقبل الوطن وبلقمة عيش وحياة مستقرة طال انتظارها.. لقد عز عليهم ان ينجح الشعب فاشهروا بسلاحهم الجاهز "الاستفتاء مزور" قبل ان تبدأ عمليات فرز الأصوات"!!". أرجوكم ألا تتحدثوا باسم جموع المصريين بعد اليوم لقد كشفت الجماهير حقيقتكم علي أرض الواقع.. لا وجود لكم إلا علي فضائياتكم ولا مكان لكم في شارع أو حارة بسيطة أو قرية أو نجع.. انسحبوا من حياتنا فوراً وعودوا من حيث أتيتم. لم يعد المصريون يطيقون رؤية وجوهكم الكالحة التي جلبت لهم البؤس والشقاء وقسوة العيش وغياب الأمن والأمان. يبقي الشعب هو المعلم والقائد لكن من يتعلم الدرس ومتي تعي ما تطلق علي نفسها النخبة.. عظمة هذا الشعب.. تعلموا ولو مرة واحدة.. ألف مبروك لشعب مصر العظيم الواعي الذي سيظل يعلم العالم بينما "نخبته" تصم أذانها عنه.