يتوقف مصير أقدم مسرح قومي في الشرق الأوسط( بناه المهندس الايطالي ماريللي) علي محتوي تقرير اللجنة الثلاثية بهندسة المنصورة الذي كلفها وزير الثقافة بإعداد بيان ما اذا كان المبني الذي يضم المسرح يصلح لاعمال الترميم ام يحتاج الي اعادة بناء . وذلك بعد ان ضربت يد الارهاب الاسود المبني الذي يضمه المسرح والمواجه لمبني مديرية امن الدقهلية في الحادث الارهابي الذي استهدفها يوم24 ديسمبر الماضي وراح ضحيته16 شرطيا ومواطنا واصيب فيه102 اخرون.. مثقفو الدقهلية واهلها يتساءلون عن جدوي ترميم هذا المبني بعد ان قامت شركة المقاولون العرب بوضع لافتة تعلن عن تأهيله وترميمه في الوقت الذي اصدرت فيه اللجنة العليا للمنشأت الآيلة للسقوط بالمحافظة قرارها رقم101 لسنة2013 بإزالة المبني الذي يضم المسرح والوحدة المحلية لمركز ومدينة المنصورة وبنك المصرف المتحد ومشروع الاسر المنتجة و4 محال تجارية حتي سطح الارض.وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب زار المنصورة وتفقد اثار التدمير التي خلفها الحادث الارهابي بالمبني الذي يضم المسرح القومي واعلن يومها انه اتفق مع المهندس إبراهيم محلب وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية علي ترميم واعادة تأهيل هذا المبني كما اتفق مع المحافظ اللواء عمر الشوادفي علي اخلاء الجهات الاخري لامكان الاستفادة من كامل المساحة وتحويله الي مركز ثقافي عالمي يضم دارا للاوبرا ومسرحا قوميا وفندقا للنزلاء بعد ترميمه للحفاظ علي قيمته التاريخية والمعمارية والفنية في حين اصدرت اللجنة العليا للمنشآت الآيلة للسقوط بالدقهلية القرار رقم101 لسنة2013 الخاص بازالة المبني حتي سطح الارض وهو الامر الذي اصبح يمثل عائقا امام المسئولين حاليا لتنفيذ اعمال الترميم. وحول اهمية هذا المسرح يقول عادل عفر مدير عام مسرح المنصورة القومي ان المسرح ترجع اهميته الي كونه اقدم مبني مسرحي في الشرق الاوسط وله3 مزايا فنية ومعمارية وتاريخية حيث انه اقدم من الاوبرا الخديوية القديمة بالقاهرة التي احترقت وكذلك اقدم من مسرح سيد درويش بالاسكندرية وترجع قيمته الفنية الي انه هو المسرح الذي وقف عليه الفنانون جورج ابيض ويوسف وهبي والشيخ سلامة حجازي وسيد درويش وعلي الكسار واسماعيل ياسين واقامت عليه ام كلثوم عددا من الحفلات الغنائية وقدم عليه الفنان محمد صبحي مسرحية علي بيك مظهر كما قدم عليه الفنان يوسف شعبان مسرحية مطار الحب وقيمته الثالثة هي القيمة المعمارية حيث ان المسرح مبني علي الطراز الايطالي وبه زخارف نادرة..والمبني جميعه كان من ملحقات قصر امينة هانم زوجة الخديو توفيق وتمت اقامته في عام1870 ثم قام المهندس الايطالي ماريللي في عام1902 بتصميمه واعادة بنائه حيث اصبح يضم ديوان مجلس مدينة المنصورة وكان المسرح يسع650 مقعدا وبه حجرات وصالة لاقامة السادة اعضاء المجلس البلدي بالاضافة الي المسرح تياترو وكازينو وصالة للبلياردو وفي اربعينيات القرن الماضي تم تخصيص صالة المسرح لوابورات المطافي حتي عام1964 عندما تمت اعادة افتتاح مسرح المنصورة القومي بمناسبة احتفال المحافظة بعيدها القومي. ويقول المهندس محمد أبو سعد رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة ومدير صندوق التنمية الثقافية انه فور وقوع الحادث الارهابي واكتشاف تضرر المبني الذي يضم المسرح قرر وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب تشكيل لجنة هندسية ثلاثية من اساتذة كلية الهندسة جامعة المنصورة لاجراء المعاينة اللازمة للمبني وتحديد اسلوب الترميم والتدعيم حيث ان هذا المبني مسجل ضمن المباني ذات الطبيعة المتميزة وبالتالي فان قرار لجنة المنشآت الآيلة للسقوط يعد خسارة فادحة لهذا الصرح الثقافي, وأشار إلي ان اللجنة قامت بمعاينة جزء منه غير أنها لم تتمكن من الوصول الي قاعة المسرح فطلبت من شركة المقاولون العرب تصليب المبني وضع شدات خشبية ودعامات للمبني لإمكان دخوله دون خطورة علي أرواحهم..واكد المهندس محمد أبو سعدة أن الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة اتفق مع الدكتور اشرف العربي وزير التخطيط علي دعم هذا المشروع حيث تم رصد10 ملايين جنيه من موازنة هذا العام ورصد مبالغ جديدة بشكل عاجل في ميزانية العام القادم وسيتم البدء في ترميم المبني بمعرفة شركة المقاولون العرب فور ورود تقرير لجنة هندسة المنصورة والذي سوف يحدد ما اذا كان المبني يصلح لاعمال الترميم ام يحتاج الي اعادة بنائه..ومازالت الوزارة ومثقفو المنصورة واهلها في انتظار هذا التقرير الذي سوف يحدد مصير اهم واقدم مسرح قومي علي مستوي الاقاليم في مصر.