جاء الاعلان الرسمي حول تصنيف جماعة الاخوان المسلمين كتنظيم ارهابي متأخرا كثيرا, ولكنه أفضل من الموقف السابق الذي شجع هذه الجماعة وأعوانها علي استمراء مخططاتها الشيطانية دون خوف من قانون أوعقوبات فضلا عن وازع من ضمير أو دين, حيث ثبت بالفعل أن دينهم هو هواهم الذي يحكم كل اطماعهم وشرورهم واخلاقياتهم الهابطة. هذا الموقف الرسمي المصري الجديد الذي جاء تحت ضغوط شعبية غلابة لابد أن يشمل كل التنظيمات المتأسلمة التي تساند فوضوية الاخوان, مما يتيح للدولة دولة القانون ان تضرب بجدية وحزم كل من يناوئ الأهداف النبيلة لثورة25 يناير30 يونيو في إقامة الدولة المدنية الحديثة بمرجعيتها الأخلاقية الاسلامية التي تحض علي العدل والمساواة والإخاء والحرية والديمقراطية والرخاء والرفاهية لجميع المواطنين. الخطر الذي نواجهه الآن بجانب خطر الاخوان واعوانهم, هو ما يسمي بالطابور الخامس وكنت أتمني ألا ألجأ يوما الي استخدام هذا المصطلح ولكن حقيقة الحال تؤكد اننا بالفعل في مواجهة هذا الطابور الذي يعمل علي تفكيك وحدة الشعب مع دولته والايقاع بالوطن في مستنقع التقاتل للوصول الي الحرب الأهلية, ولحظتها سوف يهرب كل جنود هذا الطابور الي خارج البلاد يستمتعون بأموالهم الحرام التي جمعوها من التمويلات المتدفقة عليهم. الجمعيات الأهلية التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان هي في حقيقتها جزء من الطابور الخامس, وهي تقف الآن ذلك الموقف المتوقع طبقا لدورها المرسوم في الهجوم علي تصنيف الاخوان كتنظيم ارهابي.. وفي خلف هذه المنظمات الحقوقية, كل الفضائيات والصحف التي تدعي انها مستقلة والتي تروج لاعتراضات وأفكار هذه المنظمات بدعوي حرية الرأي.. وبكل الوضوح لابد من موقف رسمي من الدولة يقرر أن كل جمعية ومنظمة تتلقي الأموال من الخارج بعيدا عن مراقبة الدولة والقانون, هي ضمن الطابور الخامس. وان كل فضائية وصحيفة وموقع الكتروني تروج لهذه المنظمات, هي جميعها امتداد طبيعي لهذا الطابور الذي يتخذ من ظاهره الرحمة, وهو في باطنه العذاب والتدمير والخراب. هذا التنظيم الارهابي الذي تسانده هذه المنظمات المخربة, وتخدم عليه بوعي أو دون وعي الفضائيات والصحف المستقلة, استولي علي السلطة عنوة في أخطر لحظات ضعف الكيان المصري.. لحظة أن نام المصريون في العسل بعد نجاح ثورتهم علي نظام مبارك, وتركوا الساحة لقوي الاستغلال وتجار السياسة الذين ارتموا في احضان الاخوان وأعلنوها صراحة بدون خجل في مؤتمر فيرمونت عن بيعهم الوطن لهذا التنظيم الفاشي, وعندما أراد الله تعالي أن تستمر مصر محروسة ومحفوظة برعايته, أيقظ المصريين من سباتهم بعد عام واحد من حكم السفه الاخواني والاستغلال المادي والجهالة بمقاصد الدين الاسلامي الحنيف والاستخفاف بالوطن والخيانة لوحدة اراضيه, وتلاحم شعبه الواحد مسلمين واقباطا. مصر ليست ارخص من الولاياتالمتحدة.. وكما ان لهم مصالحهم في الحفاظ علي أمنهم القومي, فلنا ايضا امننا القومي.. كان جورج بوش الابن غاية في الصرامة عندما اعلن ان من يقف الي جوار امريكا فهو الصديق وأن من يقف ضدها فهو العدو, وذلك في مستهل حربه علي تنظيم القاعدة بعد كارثة تفجيرات نيويورك.. مصر الآن في كارثة تهدد امنها القومي في الصميم, واذا نجح مخطط الاخوان في الايقاع بالدولة المصرية, فلن تكون هناك دولة ولا وطن.. سوف نتحول الي قطيع من المتخلفين يقودنا قسرا وعنوة فريق من الجاهلين الخونة الي احط مكانة للشعوب علي وجه الأرض. كنت من المتحمسين لعدم إقصاء الاخوان المسلمين من المنظومة السياسية المستقبلية.. كنت واحدا ممن يأملون في استيعاب الإخوان للدرس جيدا.. ولكن الآن وبعد التأكد من أن هؤلاء القوم لا خلاق لهم ولادين ولا أمان, اسحب كل حماسي وكل آمالي في أن يعود هؤلاء الي جادة الصواب. ليس علينا ان نحسب هذه الحسابات الرعديدة من موقف المجتمع الدولي.. فليذهب المجتمع الدولي الي الجحيم اذا كان يصر علي إسقاط الدولة المصرية وتركيع شعبها.. وحسبنا أن الله سبحانه وتعالي سوف يحفظ مصر من كل الشرور حفظه لقرآنه الكريم وقوله تعالي ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين.. حسبنا ان أشقاءنا في دول الخليج لن ينسوا للحظة واحدة قيمة وقامة مصر العظيمة التي هي درع لهم, والتي أوقفت الزحف الاخواني عليهم.. وفي الصميم احسب اننا دولة ذات امكانات عظيمة, وفقط نريد من العقول الحاكمة ان تخلص لله وللوطن عند ادارة هذه الموارد الضخمة التي تحت ايديهم.. حسبنا ان شعب مصر وفي القلب منه شباب مصر سوف ينتفض ويستمر علي انتفاضته حفاظا علي حلم الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.. دولة تتسع للجميع إلا لمن خانها واستهان بمقدراتها, وضرب أمنها ووحدتها وتحالف مع الشياطين من أجل تنفيذ مخططات دنيئة ومنحطة. في مستهل اليوم الدراسي وداخل الفصول بالمدارس والجامعات الأمريكية يقود المدرسون والأساتذة طلابهم في أداء هذا القسم الجماعي: نقسم أن نكون مخلصين للجمهورية التي تمثلها أمة واحدة في رعاية الله غير مقسمة ومليئة بالعدل والحرية للجميع.. انظروا ماذا يفعل طلابهم.. وماذا يفعل طلابنا الذين تلوثت عقولهم بعقيدة الإخوان الفاسدة. لمزيد من مقالات محمد السعدنى