احتفلت اليونسكو الأسبوع الماضي باليوم العالمي للغة العربية, وأعلنت إيرينا بوكوفا مديرة اليونسكو أن اللغة العربية تحمل هويات وقيم حوالي422 مليون مواطن عربي ونصف ومليار مسلم يستخدمونها في صلواتهم, فهي محرك لتعزيز القيم المشتركة. ورغم قرار الأممالمتحدة باعتبار18 ديسمبر من كل عام يوما عالميا للاحتفاء باللغة العربية, فإنها محاصرة داخل الوطن العربي ذاته. وهناك عاملان يؤثران فيها قوة أو ضعفا, وهما: التعليم ووسائل الإعلام. فبعض الدول العربية مازالت اللغات الأجنبية هي لغة التعليم الأساسية في نظامها التعليمي, وتدرس العربية كلغة فقط, بينما في دول أخري يهتم القادرون بإجادة لغة أجنبية أو أكثر لتكون مفتاحا لوظيفة تشترط فيمن يشغلها إجادة لغة أجنبية دون النظر الي إجادته للغة الأم, وهذا هو حالنا في مصر! أما وسائل الإعلام فبدلا من أن تلعب دورا حيويا في تقويتها, تشارك في إضعافها باستخدام العامية واللهجات المحلية, في حين أنها تستطيع استخدام العربية المبسطة التي تصل الي المستمع أو المشاهد بسهولة, بعيدا عن العربية المقعرة دون أن تتخلي نهائيا عنها لصالح العامية. والغريب أن وجود تقنيات حديثة كالإنترنت بدلا من أن يكون سببا في انتشار اللغة العربية, كانت سببا في تراجعها, حيث يشير تقرير عن اللغات المستخدمة في محتوي الإنترنت إلي تناقص استخدام اللغة العربية من1.1% نهاية عام2012 إلي0.9% في نهاية2013, ناهيك عن كمية الأخطاء اللغوية والإملائية التي يقع فيها مستخدمو العربية علي الإنترنت, وكتابة البعض لها بحروف لاتينية وهو ما يهددها في الصميم. وإذا كانت مصر والعراق وسوريا قد أنشأت مجامع للغة العربية للحفاظ عليها, والتعبير عن مستحدثات اللغة وفتح الباب للتعريب. فيجب أن يكون هناك إلزام للمؤسسات والهيئات التعليمية والحكومية بالتعامل باللغة العربية وعمل برامج إعلامية وتعليمية لتفعيل استخدامها وتنميتها وتحديث مناهجها وتوسيع نطاق نشرها باعتبار أن لغتنا تعبر عن ثقافتنا وهويتنا. لمزيد من مقالات جمال نافع