«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحو منظومة فاعلة لتعريب العلوم / د. محمود منصور
نشر في محيط يوم 24 - 12 - 2010


نحو منظومة فاعلة لتعريب العلوم


* أ.د محمود إبراهيم منصور

1. مقدمة:

د. محمود منصور
تذكرنا كتب التراث بأن أول من شجع الترجمة ,كان خالد بن معاوية أخا معاوية الثانى في العصر الأموى .

وفي عهد العباسيين كان أول المترجمين في زمان الخليفة المنصور، هو أبو يحيى البطريق الذى ترجم لأرسطو وغيره من الفلاسفة.

وكان أيضا محمد بن ابراهيم الفزارى الذى ترجم السند هند الكبير، وفي عهد الرشيد تم نقل كتاب الأصول فى الهندسة لإقليدس علي يد الحجاج بن يوسف بن مطر (786-835م) .

وفى عهد المأمون تم إنشاء دار الحكمة ببغداد ، وكان أشهر المترجمين فى ذلك الوقت أبناء موسى بن شاكر الثلاثة والطبيب حنين بن اسحق وثابت بن قره ، وقسطا بن لوقا البعلبكى ، وهلال بن أبي هلال الحمصي وعمر الطبرى .. وغيرهم كثيرون حيث نقلوا عن الإغريقية والسنسكريتية والفارسية والفينيقية القديمة .

وقد نقل الغرب عن العرب مصطلحات علمية بمعناها العربى مثل كلمة (جيب الزاوية) ليصبح بعد ترجمتها إلي اللاتينية (SINUS ) ، علماً بأن أصل الكلمة العربية (جيب) مأخوذة عن الكلمة (جيف) وعن اللغة السنسكريتية ومعناها (خط الحياة علي الكف) وذلك حسب ما رأى الفزارى (156ه - 7773م) ] 1 [ .

ومن أمثلة الكلمات العربية التى تم نقلها كما تلفظ إلى اللاتينية في علم الفلك كلمة الطائر (Altair ) والغول (Algol ) ... وغيرها كثير، وفي علوم أخرى كالرياضيات, والفيزياء.

وذلك في الحقبة الذهبية من تاريخ النهضة العلمية عند العرب . ولكن تلك الحقبة لم تدم ، جريا علي سنة البشرية , فانتقلت فعالية الحضارة الي دول أخرى ، أخذت بأسباب العلم ، فنقلوا عن العربية وغيرها ، مما ساعدهم علي التطور والتقدم والإزهار .

ومن ذلك يتضح أن اللغة, أيا كانت, عبارة عن كائن حى تؤثر وتتأثر كغيرها من اللغات, هذه تأخذ من تلك وتعطى أخرى .. وهكذا تتطور اللغات ....

ومع ضعف الخلافة أو انتهائها ووجود الاستعمار في بلادنا, فقد ضعفت الترجمة ، وكثر استعمال اللفظ الأجنبى, وفي العصر الحديث مال الناس إلى استعمال المعرب والمترجم العشوائى والمنحوت والمولد المزاجى] 2 [ , وذلك نظراً للتقدم العلمى الهائل الذى نمر به ولا نستطيع ملاحقته لأسباب عديدة .

من أهمها عدم توفر المصادر والمراجع والكتب العلمية باللغة العربية ، بالإضافة إلى عدم فاعلية منظومة التعريب الحالية المتواجدة في الوطن العربى .

والأمر يتطلب ضرورة وجود منظومة حديثة ومتطورة ومتكاملة لتعريب العلوم ومقبولة علي المستوى العربى القومى ، تستطيع نقل كل ما هو حديث وجديد في العلوم كى نتمكن من النهوض والتطور والتقدم الذاتى ، باستثمار طاقاتنا ، لنعمل ونفكر ونبدع ونبتكر ونتقدم فيتحقق لنا النمو والرخاء.

2 0 تحليل المنظومة الفاعلة لتعريب العلوم :

1.2. عناصر المنظومة

تتكون منظومة تعريب العلوم كأى منظومة أدائية] 12 [ ، من مدخلات, ومخرجات ومجموعة من الإجراءات ,تتم من خلال رقابة ومتابعة فاعلة .

وتقوم المنظومة علي موارد محددة ، وتعوقها بعض القيود ، والتى تعتمد أساساً على منهجية أساسية لنقل العلوم من اللغات الأجنبية المختلفة للعربية بالترجمة أو التوليد أو تعريب الألفاظ.

وفيما يلى تحليلاً لكل عنصر من عناصر منظومة تعريب العلوم .

1.1..2 المدخلات

وتتكون أساساً من :-

- المواد العلمية والمصطلحات والألفاظ المنشورة باللغات الأجنبية والمراد تعريبها .
- متطلبات الخطط والمناهج التدريسية لجميع المراحل من اللغة العربية واللغات الأجنبية.
- متطلبات الإعلام من مواد إعلامية معربه .

القيود : معوقات وصعوبات :

الموارد:

- المتطلبات الاجتماعية و الرسمية والدولية من تعريب للمصطلحات الفنية وغيرها .
- روافد أخرى عديدة لمجموعة مدخلات منظومة لتعريب العلوم .

2.1.2 مجموعة الإجراءات الفنية للمنظومة :

وتتم هذه الإجراءات الفنية لغوياً وعلمياً بتسلسل منهجى لمجموعة الإجراءات التالية :-

- إجراءات جمع وتصنيف وترميز وترتيب المواد والمصطلحات العلمية الجديدة باللغات الأجنبية المختلفة .
- معالجة الجديد فنياً ولغوياً وعلمياً من قبل مجموعات مدربة علي أصول الترجمة.

ولجان للمراجعة والاعتماد والتنميط والتوصيف والتوثيق والنشر في الوطن العربى حسب المنهجيات والتوصيات والقرارات الصادرة عن مجامع اللغة العربية في الوطن العربى ] 3 [.

- إجراءات إدارية لضمان سير العمل بكفاءة طبقا لتبعية المؤسسة القائمة بالتعريب .
- إجراءات نوعية أخرى عديدة.

والمنظومة تتكون من ثلاثة منظومات فرعية متكاملة مع بعضها البعض وهى(1 )

- المنظومة الفرعية للترجمة .
- المنظومة للتوليد أو الإشتقاق والنحت ..... إلخ.
-المنظومة الفرعية لتعريب الإعلام والمصطلحات .

تتكون مجموعة المخرجات لمنظومة التعريب من النتائج الهامة التالية :-

- تعريب صحيح مقبول لكل ما هو جديد من المواد والمصطلحات العلمية ، سواء بالترجمة أو التوليد أو الاشتقاق أوالنحت أو التضمين نقلاً أو قياساً أو مجازاً .

- وضع وتحديث معجم موحد يتضمن تعريب المصطلحات الأجنبية مع وضع شرحاً مبسطاً للمعنى باللغة العربية مع وضع المقابل من اللغات الأجنبية العالمية، مع إنتاج هذا المعجم علي أقراص ممغنطة ، حتى يمكن استخدامه على الحواسب الآلية .

- صياغة منهجية إرشادية للكتابة العلمية وتعريب العلوم والمصطلحات العلمية من اللغات الأجنبية العالمية إلى اللغة العربية ، مع انتاجها على أقراص ممغنطة .

- تنظيم دورات تدريبية وندوات ومؤتمرات تدور حول تعريب العلوم .

- تنظيم المسابقات لتشجيع الترجمة والتأليف والنشر باللغة العربية .

- تحديد الحدود الدنيا لمناهج تدريس اللغة العربية واللغات الأجنبية وإدراجها في الخطط التعليمية لجميع المراحل الدراسية ومختلف نوعيات التعليم الجامعى .

- حل مشكلة التداخل بين مضمون المصطلحات العلمية .
- دليل نحوى مبسط ومفهرس يمكن استخدامه علي الحواسب الآلية.

- لجان متخصصة لديها القدرة لإعطاء النصح والإرشاد بسرعة فائقة من خلال شبكات الاتصال من خلال الحواسب الآلية, لمساعدة الباحثين والمترجمين والدارسين ورجال الصحافة والإعلام خاصة وذلك لأن الصحافة ووسائل الإعلام من أوائل المتعاملين بكل ما هو جديد في العلوم في العالم.

هذا بجانب مخرجات أخرى عديدة .

فيما يلى أهم موارد منظومة التعريب:-

- كتب التراث اللغوى العربى.
- نتائج دراسات وبحوث مجامع اللغة العربية في الأقطار المختلفة .
- نتائج دراسات وبحوث ومؤتمرات وندوات مجامع اللغة العربية] 4 [ .

- نتائج دراسات وبحوث اللغويين والعلميين المتخصصين .
- دراسات المستشرقين واجتهادات الأفراد والمهتمين بأمور اللغة العربية.
- مؤلفات و ترجمات ومؤتمرات الجامعات ومراكز البحوث العلمية .

- موارد أخرى عديدة .

أهم القيود والمعوقات التى تواجه منظومة تعريب العلوم حالياً ما يلى:-

- عوائق نابعة عن أساليب تدريس اللغة العربية نفسها سواء من المناهج أو من القائمين بالتدريس ] 5 [.
- المعارضون للتعليم الجامعى باللغة العربية والمتفرنجون .
- النقص فى إعداد المتخصصين علمياً ولغوياً.

- الانفصام الفكرى ومحاولات طمس هويه الأمة العربية ومحاولات طمسها تحضيراً للعولمة .
- عدم وجود مؤسسة عربية مركزية متخصصة مسؤولة عن التعريب ولها شخصيتها القومية ، تعمل بخبراء وعلماء علي مستوى التخصص الدقيق .

- التناقض الذى يحياه الإنسان العربي المثقف والمتعلم بين حياته العلمية وحياته اليومية.
- التداخل بين الكلام العامى والفصيح وتفشى الألفاظ الأجنبية في حديث العامة من العرب.

- الاختراق الثقافى للامة العربية الذى تقوم به القوى المالكة للعلم والثقافة وفق استراتيجية محكمة ذات أهداف سياسية واقتصادية وغيرها.

- الجدل الذاتى حول كثير من القضايا الفكرية التى باتت من مخلفات الماضى .
- الصراع الفكرى والعنصرية بين مختلفة الاتجاهات الفكرية في عالمنا العربى.

- التباين الواضح بين ثقافة الجماهير وثقافة الصفوة .
- مقاومة التغيير والتجديد .

- مقومات عديدة أخرى .

.3 أوجه قصور منظومة التعريب الحالية :

.1.3 الآثار اللغوية...

فيما يلى أهم أوجه قصور منظومة التعريب الحالية.

لكى تقف علي مدى قصور منظومة التدريب الحالية, نتأمل تعريب كلمة (Washer ) وهى أبسط المكونات فى السيارات والآلات والمعدات والنبائط ومكانها تحت الصامولة (Nut) لتوزيع الاجهاد الناتج عن ربطها بالمسمار (Bolt ) علي الجسم المراد ربط جزء آخر عليه .

فإذا تأملنا الألفاظ المنطوقة بالعربية نجدها تلفظ في مصر : وردة ، فى الأردن : روندللا (لغة ايطالية) ، في العراق: واشر(لغة إنجليزية) وكذلك كلمة (Pliers) تلفظ في مصر : بنسه أو زردية ، في العراق : بلايس ( لغة إنجليزية ) ، في لبيبا : كشفيته.

وكلمة Plugs) ( تلفظ في مصر : بوجيهات ( لغة فرنسية) ، وفى العراق : بلجات (لغة إنجليزية ) ، وفي ليبيا شماعى وكلمة (Nut ) تلفظ فى مصر : صامولة ، في العراق : نت ( لغة إنجليزية) وكلمة (Cable) تلفظ فى مصر: كابل (لغة إنجليزية) في سوريا والعراق قابلو(اشتقاق من المعنى) وفي الاردن كابل ( لغة ايطالية) ( 6 ).

وتكفى هذه الأمثلة التى تدل ببساطة شديدة علي قصور منظومة التعريب الحالية وذلك نظراً للعوائق والأسباب الواردة بالبند .5.1.2 والتى تمثل لنا المشكلة هذا بجانب كثرة الكلمات الأجنبية الدخيلة علي اللغة,

برغم وجود المقابل لها من لغتنا الجملية هذا مع ظهور دعوات مغرضة ضد اللغة العربية مغزاها أن اللغة العربية قاصرة فى أن تكون متناً للعلوم وذلك لسلبنا هويتنا وتدمير تراثنا.

.2.3 عدم توافر المواد العلمية باللغة العربية

من الملاحظ فقر المكتبة العربية من الكتب والمراجع والمصادر العلمية المختلفة المتخصصة الدقيقة في جميع فروع العلوم ، مما يمثل صعوبة علي أبناء العربية فى أن ينهلوا من العلم الحديث والمتقدم.

.32.3 عدم وجود دعم حكومى لمنظومة التعريب

لا يوجد دعم حكومى بالمعنى الواضح والشكل المطلوب لمنظومات التعريب بالوطن العربى، مع قله الدعم المادى للقائمين بعلمية التعريب.

وهذا قليل من كثير، ويحضرنا هنا قصيدة الشاعر حافظ إبراهيم من حوالى قرن من الزمان والمعنونة "اللغة العربية تعنى حظها بين أهلها" وفيها ما يكفى لتشخيص الحالة والحال , وللأسف لم يحن الوقت بعد للحلول الجذرية.

4 -المشكلة والحل

يتبين من دراسة أوجه قصور منظومة التعريب ، مدى خطورة المشكلة القائمة حاليا ، والحل يكمن فى الاستقلال الثقافى والنضج مع عدم الانغلاق علي الحضارة الحديثة وعلاقتها والاستلاب فى مظاهرها .....

وهذا يتطلب اجماعاً فكرياً حول الأهداف والقضايا الوطنية والقومية التي تفرضها الظروف الراهنة والتي تبدأ بتعريب العلوم بمفهومه الشامل . وبحيث يمكن تفعيل المنظومة الحالية من خلال استخدام الأساليب التقنية الحديثة فى مجالات الحواسب الآلية ومنظومات المعلومات المتكاملة( 12 ) ووسائل الاتصالات المتطورة.

.2.3 أساليب تفعيل منظومة تعريب العلوم

ولتفعيل منظومة تعريب العلوم، كى تقوم بدورها فى المجتمع العربى يجب أن يتم التالى :-

1 - وضع وتصنيف للأفرع والتخصصات العلمية الدقيقة, ويمكن أن يعتمد في هذه الآلية أساليب التصنيف التالية :-
- الأسلوب العشرى العالمى لتصنيف الكتب، أو تصنيف "ديوى" حيث صنف "ديوى" على سبيل المثال العلوم إلى قسمين فقط: علوم بحتة وعددها 81 تخصصاً والعلوم التطبيقية وعددها أيضا 81( 7 ) .

-إعتماد اسلوب التصنيف الدولى لبراءات الإختراع ] 8 [ أو الاسترشاد وبه كما يلى:-

يقسم العلم الواحد إلي الأقسام التالية ومن ثم يمكن ترميزها بسهوله :

• عنوان التخصص العلمى.
• عنوان فرع علمى عام .

• عنوان فرع علمى دقيق.
• تقسيم الفرع العلمى الدقيق إلى موضوعات أساسية.

مما يسهل عملية التعريب للموضوعات والمصطلحات من ناحتين هما :-

-اختيار أعضاء فرق التعريب من العلماء واللغويين بكل دقة.
-الرجوع بسهولة الي قواعد البيانات استرجاعاً أو تجديدا أو تخزيناً .

2 -تطبيق الأساليب والتقنيات الحديثة في علوم الحواسب, وسرعة الاتصالات, واجراء المؤتمرات المفتوحة عن بعد كما في الشبكة العنكبوتية (Internet ) للتفاعل مع المدخلات والمخرجات والاجراءات الموضوعية المعتمدة من قبل المجامع اللغوية والجامعات والمهتمين والمجتهدين وغيرهم.

وذلك علي المستوى القطرى والقومى والعالمى بحيث تتفاعل هذه المستويات مع منظومة التعريب المتكاملة
3 -تشجيع القائمين بالتعريب مادياً مع تفريغ المتميزين منهم, سواء أكانوا علماء أو لغويين فى مؤسسة متخصصة في التعريب علي المستوى القطرى والعربى تضم مترجمين ومعربين ومراجعين.

4 - جمع التوصيات والقرارات والمنهجيات الصادرة عن مجامع اللغة العربية الخاصة بتعريب العلوم والمصطلحات العلمية وتبسيط قواعد اللغة العربية, وصياغتها فى كتيبات متخصصة لكل فرع من فروع العلوم متضمنة منهجية ثابتة ومتفق عليها من قبل اللغويين والعلميين من ذوى الاختصاص.

.5 جمع الأعمال المتناثرة من أعمال المتخصصين والمهتمين بالتعريب( 9 ) وضم المفيد منها إلي إصدارات المجامع اللغوية بعد اعتمادها.

6 - تحديد الاحتياجات الدنيا من دراسة اللغات الأجنبية واللغة العربية فى جميع مراحل التعليم التي تفى بمتطلبات تعليم العلوم.
7 - حل مشكلة التداخل بين مضمون المصطلحات العلمية .

8 - أن تدار إجراءات منظومة تعريب علوم المتفق عليها بإنسيابية سريعة دون معوقات إدارية أو نزعات إقليمية تحت مظلة جامعة الدول العربية أو احدى مؤسساتها.

9 - إعداد وتنفيذ برامج تدريبية لأساتذه الجامعات والباحثين والمدرسين والدارسين لاعدادهم للتعامل مع تعريب العلوم بأسلوب موحد ومنهجية محددة.

10 - تقوم المؤسسة بإعداد معجم متخصص خاص بتعريب العلوم والمصطلحات العلمية يحتوى علي شرحاً لمفهوم المصطلح مع صياغته بعدة لغات عالمية يتفق عليها .

11 - توفير الكتب والمراجع والمصادر العلمية والدوريات الأجنبية باللغة العربية لجمع مراحل التعليم مع تشجيع التأليف العلمى باللغة العربية.

وهذا يمثل قليل من كثير, وهناك أساليب ووسائل أخرى يمكن بها تفعيل منظومة تعريب العلوم فى الوطن العربى نظراً لأن تعريب العلوم يعتبر مطلباً قوميا محاصراً فى هذا العصر.

5-التطبيق والمناقشة :

يتضح عند تطبيق الإجراءات والتي تبين منهجية تعريب المصطلحات والألفاظ العلمية الأجنبية بسهولة ويسر باستخدام الحواسب الآلية ، لان اللفظ الأجنبى يمكن تقسيمة إلي ثلاثة أنواع وهى :-

- المصطلح له ترجمة عربية اصلية, مقبولة، أو غير مقبولة، ومتداولة، أو غير متداولة.

- ليس المصطلح ترجمة عربية, وعلي ذلك يمكن تقسيم هذه النوعية من المصطلحات إلي اسلوبين فى التعريب هما :-

أ- توليد مرادف عربى .
ب- تعريب المصطلح بأن يلفظ بالعربية بالمنطوق الأجنبيى حسب القواعد والأصول مع مراعاة قواعد مقابلة الحروف الهجائية اللاتينية بالحروف الهجائية العربية المتفق عليها من قبل مجامع اللغة العربية .

وحسب التسلسل الاجرائى وبعد التوصل إلى التعريب الصحيح من قبل الفريق المتخصص علمياً ولغوياً وقطرياً , يعرض علي اللجنة المركزية المتكونة من المتخصصين من جميع الأقطار العربية ويعمم فى حالة الموافقة.

أو يعاد لفريق العمل المتخصص لإعادة الدراسة من جديد في حالة عدم الموافقة عليه, حسب ما هو مبين فى المخطط الإنسيابى المذكور, وفيما يلى بعض الحالات التطبيقية.

الحالة الأولى:-

تعريب الكلمة (Flow ) لها ترجمة عربية ممكن أن تكون الأولى/ سريان والثانية / جريان الترجمة : سريان كلمة مقبولة ومتداولة بينما جريان غير مقبولة القرار : موافقة اللجان الداخلية والمركزية على الفظة : سريان .

الحالة الثانية :-

تعريب الكلمة (Cable) عرفت في مصر في لغة الصناعية "كابل" وجمعها كابلات وفى سوريا والعراق "قابلو" وجمعها (قابلوات), وذلك من المسميات التالية:- شركة الكابلات المصرية ، وشركة القابلوات العراقية .

وعند ادخالها في منظومة التعريب وجدت لفظة عربية فصحى في المعجم الوجيز ] 10 [ وهى :كبل" وجمعها "كبول" ,والذى يدعو للأسف أن الأصل اللاتينى (Cable ) مأخوذاً عن العربية .

الحالة الثالثة:-

المصطلح (Thermometer ) نجد إنها تتكون من صدر وكوسع ، الصدر (Thermo) و الكوسع ( Meter ) - حرارى (Thermo ) – مقياس( meter ) . وعلي ذلك تترجم محرار أو مقياس حرارة .و تعرب ترمومتر بدلاً من ترموميتر .

الحالة الرابعة:-

ورد للجنة المراجعة فى منظومة التعريب الجملة المترجمة التالية:-

" إذا صار لون أنف الطفل كلور الكريز ...." فرأت اللجنة صياغة الجملة بالاقتراحات التالية واعادتها إلى فريق الترجمة " إذا صار لون أنف الطفل كلون التوت الأحمر ...... " أو "......... الزيتون الداكن ......" أو أى صياغة أخرى مناسبة تناسب المجتمع العربى...

6 -الخلاصة:

خلص البحث إلى النتائج التالية:-

- ضرورة قيام عمل عربى مشترك كإنشاء جهات مركزية أو مؤسسة عربية لتعريب العلوم تعريباً مقبولاً فى الوطن العربى ومن الممكن أن تتبع الجامعة العربية ، تعنى بإصدرا المجلات والدوريات العلمية المترجمة عن اللغات الأجنبية العالمية وتوثيق الأبحاث العلمية باللغة العربية.

- حتمية تعريب التعليم فى مراحله المختلفة مع الاهتمام والعناية باللغات الأجنبية (لغة واحدة على الأقل) مع وضع المصطلح العلمى الأجنبي إلي يسار الذى تم تعريبه نظراً لأهمية ذلك فى عملية التعريب.

- تعريب منسق للمصطلحات حسب منهجية موحدة متفق عليها لصياغة الألفاظ المستحدثة وذلك علي نسق التوصيات الخاصة بمنهج وضع المصطلحات العلمية العربية المتخصصة والتي اقرها مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1995.

- إصدار التشريعات و القوانين ومتابعتها التي تجعل اللغة العربية لغة العلم والتعليم فى المدارس و الجامعات والمؤسسات التعليمية .

- إصدار التشريعات ومتابعتها التي تتصدى للاتجاهات المعرقلة لعملية التعريب وإلزام المؤسسات العلمية الاكاديمية والإعلامية بالالتزام باللغة العربية كأساس لغوى تحتمة الضرورة القومية.

- يجب إنشاء صندوق تمويل لمنظومة التعريب في الوطن العربى يمكن تمويله من مخصصات جامعة الدول العربية والتبرعات وغيرها.

- تنشئة الجيل نشأة اعتزاز باللغة العربية وذلك من خلال الاهتمام بتعليم اللغة العربية بأسلوب تربوى حديث جذاب يشترك فيه كل من البيت والمدرسة ووسائل الأعلام .

مع العناية بعلوم اللسانيات (Linguistics) والصوتيات (Phonation) ، وتدريس مناهج التعريب في الكليات الجامعية العلمية والعملية والقضاء على العوائق النابعة من اللغة العربية نفسها.

- توفير الظروف المادية والمعنوية للعلماء العرب وتدريبهم علي اساليب التعريب وإشراكهم فى لجان التعريب بمجامع اللغة العربية القطرية والاتحادية .

وتشجيع التأليف والترجمة ونشر البحوث العلمية باللغة العربية من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم واختزانها علي الاقراص الممغنطة تواصلا مع الإصدارات والتوصيات الصادرة مكتب تنسيق التعريب بالرباط .

- إنشاء قواعد بيانات في العلوم والتقنيات وإصدار الدوريات العلمية العالمية بعد تعريبها باللغة العربية مع توفير معاجم موحدة متخصصة تساعد القائمين بالتعريب تحت إشراف جامعة الدول العربية.

- تعريب العلوم ضرورة قومية اجتماعية تنموية لانه وسيلة لتطوير الفكر وشرط اساسى للابداع والابتكار والبحث العلمى الاصيل .

- الاهتمام بتدريس اللغات الأجنبية بما يخدم التعريب بصورة عامة وتعريب العلوم بصفة خاصة ونشر المعاجم العربية مع إمكانية استخدام "الإنترنت" فى أي لحظة من قبل القائمين بالتدريس والإعلام وغيرهما؛ لتسريع عملية التعريب نظراً لبطئها حالياً ، مع عدم توافر المركز من المعلومات والمناهج والمواد اللازمة للتعريب .

المراجع:

اولاً: المراجع العربية

1 – مؤتمر تعريب العلوم في الوطن العربى ، بغداد ، 1980.

2 – وثائق ندوة التعريب التي عقدت بالجماهيرية الليبية 1975.

3 – وثائق المؤتمر الثقافى للتعريب فى الجزائر ، 1973.

4 – توصيات خاصة بمنهج وضع المصطلحات العلمية العربية المتخصصة " مجمع اللغة العربية " ، ج.م.ع ، 1994-1995 .

5 – الدكتور محمد عيد, "العوامل الطارئة علي اللغة ، دراسة لقضايا اللجنة والتصنيف والقوانين والتعريب فى ضوء علم اللغة الحديثة" ، اللسان العربى ، فى الجزء الأول ، 1972.

6– "معجم المصطلحات الفنية ( انجليزى – عربى )"، إدارة التدريب المهنى للقوات المسلحة المصرية – القاهرة 1976.
7 – صلاح الدين رياض أمين, " المنهج العلمى للمكتبة " , دار الصفا للطباعة والنشر ، القاهرة ، 1981.

8 – "التصنيف الدولى لبراءات الاختراعات" ، المنظمة العالمية للعملية الفكرية ، ترجمة المجلد التاسع,اتحاد مجالس البحث العلمى العربى ، 1984.

9 – محمد رشاد الحمزاوى, "المنهجية العامة لترجمة المصطلحات وتوحيدها وتنميطها (الميدان العربى) " ، دار العرب الاسلامى ، بيروت ، 1986.

10 – "المعجم الوجيز" , مجمع اللغة العربية, دار التحرير للطبع والنشر , القاهرة, 1980

ثانياً: المراجع الأجنبية:

11- “New Webster's Dictionary of the English Language “ Consolidated Book publishers, New York, USA, 1975.

12- Lucas, Jr. “The analysis, Design, and Implementation Systems", McGraw-Mill, New York, USA, 1992.

------------------------------------------------

*استاذ بكلية الهندسة بشبرا - جامعة بنها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.