بقلم:أ.د. طارق عبد الباري صدر أخيرا االمعجم الهندسي الجديدب لمؤلفه الدكتور المهندس أنور عبدالواحد, و يأتي هذا الإنجاز بمثابة الإضافة المهمة لمكتبة المعاجم العربية. فالمعجم يتميز بالوضوح الشديد من حيث الشكل والمضمون. ترتاح عين القارئ علي صفحاته الوثيرة وهي تنبسط في راحة وسخاء بين يديه. المدخلات الأساسية مكتوبة باللون الأسود السميك الداكن والشروحات العربية تأتي في وفرة بلا إسهاب وإيجاز بلا إخلال. وكل الذين يعملون في مجال المراجع والمعاجم الهندسية يعلمون يقينا أي نوع من التحديات هذا الذي هم بصدده حيث يقف المترجم والمعجمي أمام تحديات كبيرة في نحتا ألفاظ جديدة أو تعريب أخري أو الترجمة المباشرة عن الأصل الأجنبي. وفضلا عن أنها لها قواعدها الخاصة, إلا أنها تتطلب قدرا كبيرا من الدقة والصحة العلمية واللغوية والتوافق والقبول الثقافي لدي مستخدميها المحتملين, هذا فضلا عن التحدي الأكبر وهو توحيد المصطلحات الفنية في البلدان العربية. يضم المعجم مايزيد علي35000( خمسة وثلاثين ألف مدخلا) باللغات العربية والانجليزية والفرنسية مزودة بشروح مبسطة تستهدف إيضاح وتعريف وتصنيف كل مدخل( مصطلح) بلغة ميسرة وجلية. وقد تحري المعجم الدقة العلمية استنادا لآخر المصادر والمراجع التي صدرت في السنوات القليلة الماضية لضمان مواكبة أحدث ما وصل إليه تطور العلوم الهندسية. وقد طور الدكتور أنور عبد الواحد علي مدار السنوات الطويلة أسلوبا خاصا به في اختيار المصطلحات, حيث لم يتبع الأساليب النمطية التي كانت منتشرة حتي وقته منذ بداية اهتمام الوطن العربي بالمصطلحات الهندسية في الثلاثينيات والتي كانت تركز, بحكم البدايات في هذا المجال, علي أسلوبين فقط: التعريب وسصدي تعبيرات أهل الصنعةس كما يذكر الدكتور أنور عبد الواحد في مقدمة المعجم. ولم يترك في سبيل إثراء معجمه خبرة سابقة عليه أو تالية له إلا وسخرها من أجل هدفه النبيل نحو ترجمة وإبداع مصطلحات دقيقة علميا ولغويا, فاستعان بما أسست له المجامع اللغوية العربية في الوطن العربي علي مدار تاريخها الطويل, وكذلك الأساتذة الكبار الذين لم ينس فضلهم ولم يبخسهم حقهم فأشاد بما تعلمه علي أيديهم, ومن هؤلاء الأساتذة: الأستاذ مصطفي نظيف والدكتور عبد الحليم منتصر والدكتور كامل اسكندر والأستاذ حسن حسين فهمي والمهندس محمد عبد المجيد الزميتي, وكذلك ما حباه من مساندة وتأييد كل من الأساتذة الرواد الدكاترة إبراهيم بيومي مدكور وشوقي ضيف ومحمود حافظ ابراهيم وقد شغلوا جميعا منصب رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة. ويتوجه المعجم بالأساس للطلاب الفنيين والأكاديميين والمهندسين والمنشغلين بالمجالات الهندسية والصناعية علي كافة المستويات في العمل والدراسة والترجمة. يذكر أن الدكتور أنور عبد الواحد من مواليد عام1927, وهو يعمل في صمت الرهبان منذ مايقرب من خمسين عاما علي معاجمه التخصصية وكتبه الفنية, فأنتج للغة العربية والوطن العربي ثروة كبيرة منها تعد بالنسبة لكل من يعمل في هذا المجال ركيزة أساسية لعمله, سواء أكان طالبا بكلية الهندسة أو المعاهد الفنية أو مترجما أو مهندسا متخصصا في أي مجال من مجالات الصناعة والهندسة. من أهم مؤلفاته سلسلة كتب زالأسس التكنولوجيةس(37 كتابا) و زمعجم المصطلحات الفنيةس الذي نشرته إدارة التدريب بالقوات المسلحة المصرية(1962) والذي شارك في تصنيفه, و سلسلة المعاجم التخصصية(19 معجما) التي أصدرتها زدار النشر لايبزجس بألمانيا والتي عرفت فيما بعد باسم زسلسلة معاجم الأهرامس لأن مؤسسة الأهرام هي التي تبنت نشرها بعد ذلك, وكذلك قاموس ماك جروهيل الموسوعي للمصطلحات التقنية والعلمية, ولايزال الرجل يعمل حاليا بنفس الحماس وإنكار الذات رئيسا لتحرير النص العربي لأول قاموس تقني تخصصي أون لاين ألماني-انجليزي-فرنسي-عربي, والذي يشرف كاتب هذا المقال برئاسة فريق ترجمته من الألمانية للعربية, ويصدره مكتب تنسيق التعريب التابع لهيئة الأليكسو( المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) التابعة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع الهيئة الألمانية للتعاون الدولي والمركز الثقافي الألماني( معهد جوته), هذا فضلا عن عمله مقررا للجنة الصياغة بالهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة منذ العام.2001 صدر عن الشركة المصرية العالمية للنشر لونجمانب كلية الألسن ذ جامعة عين شمس