هدد يان الياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة بإمكانية لجوء بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان إلي استخدام القوة من أجل حماية المدنيين هناك. وقال في تصريحات للصحفيين في نيويورك أمس إن التفويض الذي منحه مجلس الأمن الدولي لبعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان أونميس يسمح لها بحماية المدنيين, وهو مافسره دبلوماسيون في نيويورك بإمكانية استخدام الأممالمتحدة للقوة العسكرية للدفاع عن المدنيين, لاسيما أولئك الذين لجأوا إلي قاعدتيها منذ اندلاع الأزمة في جوبا. وأدان الياسون بشدة الهجوم علي قاعدة للأمم المتحدة في مدينة جونجلي أمس الأول الخميس والذي أودي بحياة ثلاثة جنود هنود, وكان43 من قوات حفظ السلام من الهند, و6 مستشارين من شرطة الأممالمتحدة, واثنان من المدنيين موجودين في القاعدة وقت الهجوم. ونفت الأممالمتحدة طلبها الوساطة من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني بشأن الأحداث الجارية في جنوب السودان, وقال الياسون لم نطلب الوساطة من رئيس أوغندا يوري موسيفيني, ونحن نعرف التأثير الذي يتمتع به في جنوب السودان, لكننا نناشد جميع القادة السودانيين التزام الهدوء والعمل علي تحقيق المصالحة الوطنية من خلال الحوار السياسي. يأتي هذا في الوقت الذي أفادت صحيفة نيو فيجن الأوغندية أمس أن جنودا أوغنديين انتشروا في جوبا تلبية لطلب من جنوب السودان لإعادة الأمن للعاصمة التي تشهد اضطرابات. وقال جوي كونتريراس المتحدث باسم الأممالمتحدة إن قتالا عنيفا بين جنود من قبيلة النوير وجنود من قبيلة الدنكا اندلع في ثكنات عسكرية قريبة في قرية روبكونا علي بعد كيلومترين من بنتيو عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط استمر حتي الساعات الأولي من صباح أمس. وأضاف كونتريراس أن27 جنديا من قوات رئيس جنوب السودان سلفا كير لجأوا الي مجمع للمنظمة الدولية قرب روبكونا ومعهم525 مدنيا. وكان فريق الوسطاء الذي أرسله الاتحاد الافريقي قد وصل إلي جوبا لإجراء محادثات, وقال مسئول إثيوبي إن أعضاء الفريق من إثيوبيا وكينيا وأوغندا ورواندا, وهذه أول مبادرة مهمة لإحلال السلام منذ اندلاع الاشتباكات, وقال المتحدث أتني ويك أتني لا يزال الاتحاد الافريقي في اجتماع مع الرئيس... رسالتهم هي انهم يحاولون التوسط لاحلال السلام بين القوتين, وأضاف أتني أن بور تخضع لهيمنة قوات مشار وقال استسلمت بور في واقع الأمر لأن القوات التي كانت في بور أغلبها من الموالين لمشار إنهم يسيطرون علي البلدة لكن القوات الحكومية تحاول استعادة السيطرة عليها. ومن جانبه, دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما جنوب السودان الذي يشهد معارك طاحنة بين فصائل من الجيش إلي أن يوقف فورا جميع أعمال العنف التي تهدف إلي زعزعة حكومة الدولة الفتية التي أصبحت علي شفير هاوية الحرب الأهلية, وقال في بيان له إن المعارك الاخيرة تهدد وتغرق جنوب السودان مجددا في الايام الحالكة التي عاشها بالماضي داعيا الي انهاء المعارك فورا الهادفة الي تصفية حسابات سياسية وزعزعة الحكومة, وأعلن أوباما في رسالة إلي الكونغرس أن الولاياتالمتحدة أرسلت نحو45 جنديا إلي جنوب السودان لتأمين الرعايا الأمريكيين, وقال ان الجنود المجهزين بشكل جيد للمعركة, انتشروا بهدف تأمين حماية مواطنين ومصالح أمريكية وسيبقون في جنوب السودان ما دام الوضع تطلب ذلك. ومن جهته, طالب وليام هيج وزير الخارجية البريطانية أمس الأطراف المتناحرة في دولة جنوب السودان بضبط النفس وإنهاء أعمال العنف هناك, وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية عن قيامها بإجلاء63 من المدنيين الأوروبيين والإيطاليين من جنوب السودان إثر اندلاع الاضطرابات في البلاد بين القوات الموالية للحكومة والقيادات العسكرية المتمردة علي متن طائرة عسكرية, كما بدأ الجيش الألماني أمس في إجلاء نحو100 مواطن ألماني من دولة جنوب السودان.