أقصد طبعا بال يوسف أفندي فاكهة اليوسفي التي يزدهر موسمها في مثل هذا الوقت من السنة, ومناسبة سؤالي هو أنني كنت أستقل سيارة تاكسي وشاهدت إحدي عربات' الكارو' وعليها كمية كبيرة ومنسقة بشكل ملفت من اليوسفي وأعربت للسائق عن إعجابي بالحجم الكبير لثمار اليوسفي المعروضة. فقال لي ياأستاذ هذا يوسفي صيني! مستورد من الصين! وتعجبت بالطبع, ورجعت إلي المصادر التي يمكن من خلالها أن أعثر علي إجابة لسؤال محدد: هل تستورد مصر ثمار اليوسفي من الصين؟ ولم أصل إلي إجابة شافية! فالمؤكد, وفقا لموقع إدارة الإرشاد الزراعي, التابعة للبحوث الزراعية بوزارة الزراعة, أن هناك أربعة أصناف من اليوسفي, هي: البلدي المعروف بصغر حجمه وطعمه المميز وكثرة بذوره, والصيني ويتميز بكبر حجمه وقلة بذوره( ثم هناك أيضا مايسمي اليوسفي كينو, واليوسفي كليمانتين وكلاهما ثانوي قليل المحصول) أي أن هناك نوعا من اليوسفي يزرع في مصر واسمه اليوسفي الصيني, أي أن اصله من الصين وربما أن بذوره أو شتلاته مستوردة من الصين التي تشتهر بتلك الفاكهة, وبالطبع لا غبار في ذلك علي الإطلاق, ولكن سؤالي هو بالتحديد:هل تستورد مصر ثمار اليوسفي من الصين؟ وأنا للأسف لا أستبعد ذلك! فنحن نستورد من الصين كل شيء تقريبا, ابتداء من علب' الكبريت' و'الشباشب' وفوانيس رمضان( وبعضها يؤذن للصلاة!) وكل أنواع الأدوات المكتبية والأقلام, بل وكل أنواع المكانس و'المقشات' وكل أدوات النظافة...مرورا بسمك البلطي, وحتي أجهزة الموبايل والآي باد! وخط الطيران المباشر بين القاهرة وبكين كامل العدد دائما بنوع جديد من' رجال الأعمال'! القادمين من كل أنحاء مصر, وفي القلب منهم تجار شارع عبد العزيز والموسكي الذين' ينزحون' إلي مصر كل شيء تقريبا, وبأسعار ترضي- وياللعجب- المنتج والمستورد والبائع والمستهلك؟! فإذا أثير التساؤل:هل في ذلك أي مخالفة للقانون؟ أليست تلك هي السوق الحرة و التجارة الحرة؟ لن أعترض, وسوف أصمت, ولكن لن أمنع نفسي من الشعور بالأسي والحزن! وأعود إلي السؤال الذي أرجو أن يجيبني أحد عنه: هل نستورد ثمار' اليوسف أفندي' من الصين؟ لمزيد من مقالات د.أسامة الغزالى حرب