التهبت أسعار الخضراوات والفواكه بصورة غير مسبوقة خلال رمضان، حتي بعد عيد الفطر المبارك، كما ارتفعت أسعار السلع المحلية بمعدل أعلي من الأسعار العالمية، بالاضافة إلي ترك الفلاح بمفرده دون رعاية من وزارة الزراعة والغاء الدورة الزراعية المقننة، وبحسب وصف المزارعين "الارشاد الزراعي أصبح بدون أب يوجه، ماذا يمكن زراعته؟ ومتي؟ وكيف؟ فانخفض الإنتاج وساءت نوعيته، وقاربت بعض الأنواع علي الاختفاء مثل الخضراوات الورقية التي امتنع الفلاح البسيط عن زراعتها، وقريبا سوف نستورد المحاصيل الزراعية مثل الدواجن واللحوم. وقد حاولت العالم اليوم "الاسبوعي" الاستفسار من وزارة الزراعة عن الاسباب والحلول المقترحة، لحل أزمة الخضراوات وارتفاع أسعارها وبدأت بمركز البحوث الزراعية فأجاب المسئول أن الخضراوات والفاكهة من اختصاص مركز بحوث البساتين الذي اعتذر المسئولون فيه بانشغالهم الشديد، فتوجهت بالسؤال إلي عبدالرحيم الغول رئيس لجنة الزراعة بمجلس الشعب الذي أجاب بعبارة "مالناش دعوة بأسعار الخضار والفاكهة" فالسوق عرض وطلب، ولا توجد وسيلة فعالة للسيطرة علي أسعارها! حشرات وبذور المهندس الزراعي محمد علي استشاري تسجيل مبيدات واسمدة بوزارة الزراعة أكد أن البرودة الشديدة والعواصف في شهر فبرايرالماضي وقبل بداية الربيع تسببت في سقوط زهر الفواكه مثل المشمش والمانجو، مما أثر علي إنتاجية الفدان، وكذلك الارتفاع الشديد في درجات الحرارة في الصيف الحالي التي تجاوزت ال40 درجة مئوية لم يتحملها الشجر، وظهور آفاق جديدة لم تكن معروفة من قبل مثل حشرة جديدة تصيب العائلة الباذنجانية، والبطاطس "توتا أبسليوتا" التي ظهرت في بعض مزارع الطماطم، وأشار إلي غياب دور المرشد الزراعي الذي أصبح يهتم ببيع المبيدات التي يتقاضي عليها عمولة من الشركات الموزعة بغض النظر عن فاعليتها، وبعد الغاء الدورات الزراعية ترك الفلاح بمفرده، أما أسعار البذور أو الشتلات المستوردة والمعتمدة من وزارة الزراعة فقد ارتفع سعرها بشدة وبعض الأنواع التي تصل فيها نسبة الانبات إلي 100% وتعطي إنتاجية عالية قد قفز سعرها إلي أرقام خيالية للكيلو فالبذرة الجيدة لها ثمنها، وتستخدمها المزارع الكبري فقط المتخصصة في التصدير، وهناك أيضا بذور هجينة منتجة محليا بسعر أقل، مؤكدا أن تكلفة الزراعة المرتفعة قد تدفع الفلاح إلي تجفيف بعض الثمار بعد جني المحصول علي البذور، وإعادة زراعتها مرة أخري، وبعضهم يلجأ إلي شراء بذور غير معتمدة من شركات "بير السلم". البطيخ المرشوش أما البطيخ الذي يشكو الجميع من انخفاض جودته بشكل ملحوظ فيرجع المهندس علي الأسباب إلي سرعة الإنتاجية ورش مواد تساعد علي كبر حجمه بسرعة، ولا يأخذ الفترة الزمنية المطلوبة للتسوية الطبيعية، كما أن اختفاء بعض الخضراوات الورقية مثل الشبت و"البقدونس" وارتفاع أسعارها، فالسبب في ذلك هو انصراف الفلاح صاحب الحيازات الصغيرة التي لا تتجاوز القيراط والقيراطين عن زراعتها، وبحثه عن المحاصيل التي تباع بأسعار مرتفعة مثل الكرنب والقرنبيط. عقدة الخواجة د.شوقي الباجوري رئيس مجلس إدارة الشركة الزراعية المصرية لإنتاج التقاوي "إيجا سيد" يؤكد أن معظم تقاوي الخضر مستوردة من الخارج وسعرها مرتفع للفلاح، ولكن توجد أصناف محلية، فالشركة لديها مركز بحثي لإنتاج بذور هجينة بإنتاجية عالية، وتتحمل المناخ الحار الرطب لدينا في مصر، وبأسعار منافسة، ولكن غالبية المنتجين بحسب تعبيره "لديهم عقدة الخواجة".