يبدو أن الصين لم تكتف بغزو منتجاتها للسوق المصرية في جميع المجالات, فقررت غزو موائد المصريين أيضا, خصوصا مع اقتراب شهر رمضان وإقبال المصريين علي شراء المنتجات الغذائية, فانتشرت في الأسواق الأسماك المستوردة, خصوصا من الصين, وهي تتميز بالطبع كغيرها مما تصدره الصين برخص أسعارها مقارنة بالأسماك المحلية, بجانب تخوف المستهلكين من أسماك المزارع السمكية بسبب تربيتها في مياه الصرف الزراعي. ومن جانبه حذر محمد فتحي رئيس هيئة الثروة السمكية من انتشار الأسماك الصينية المستوردة بشكل عام, موضحا تعمد شركات الاستيراد استيراد جميع أنواع الأسماك حتي المتاح منها لدينا مثل البلطي, وهو ما يهدد( حسب تعبيره) بتدمير الثروة المصرية من الأسماك, خصوصا أن مصر تحتل المركز ال11 عالميا في الاستزراع السمكي. بينما شن حسين منصور رئيس جهاز سلامة الغذاء هجوما شديدا علي طرق الاستزراع السمكي في مصر, واتهمها بالعشوائية والبدائية, موضحا أن قانون وزارة الموارد المائية والري يحظر تربية الأسماك في المياه النظيفة ويقصر ذلك علي المصارف الزراعية, وهو ما يثير الرعب في نفوس المستهلكين من هذه الأسماك, مؤكدا أن هذا القانون يخالف العديد من الاتفاقيات الدولية ومنها اتفاقية(SPS) الخاصة بالحماية النباتية. وقال منصور: إنه قبل الهجوم علي الأسماك المستوردة يجب إيجاد بيئة نظيفة لإنتاجنا السمكي خاصة في مراحله الأولي, مشددا علي أن أغلب المزارع السمكية لا تطبق معايير السلامة الغذائية لأنها تعتمد علي زيادة الإنتاج علي حساب نوعية وسلامة المنتج. وفي الوقت الذي أرجع فيه البعض انتشار الأسماك المستوردة إلي استمرار العمل بالقرار34 لهيئة الثروة السمكية بحظر الصيد بأنواعه في الخلجان مثل خليج السويس والعقبة حتي شهر أكتوبر المقبل حفاظا علي الزريعة, دافع رئيس هيئة الثروة السمكية عن القرار وقال: إن هدفه هو إتاحة الفرصة لأمهات الأسماك للتكاثر لتعويض الإجهاد الذي تعانيه مياهنا الدافئة بسبب الصيد الجائر, مؤكدا أن هذا القرار لمصلحة الصيادين. وناشد محمد فتحي شركات الاستيراد ضرورة التوقف عن استيراد الأسماك الموجودة في المزارع السمكية, مشيرا إلي أن الفارق في السعر بين السمك الصيني والمحلي لا يعوض الفائدة الغذائية. وردا علي ذلك أكد أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية أن حجم الأسماك المستوردة لا يزيد علي30% من الاستهلاك المحلي, في حين لا يتعدي سعر المستورد نصف المحلي. وقال شيحة: إن واردات الأسماك لا تقتصر علي دول بعينها مثل الصين, بل يتم أغلب الاستيراد من إندونيسيا وسلطنة عمان وتايلاند, والمهم هو السعر.