يبدو أن شعارنا في القرن الجديد هو "نحن نستورد من الابرة للصاروخ" فالأدوات المكتبية التي ستستنزف قسما مهما من ميزانية البيت المصري في الأيام القادمة مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد أغلبها صيني أو هندي أو تايواني حتي المصنع منها في مصر يحمل اسما أجنبيا.. وتفسير ذلك كما قال أحمد أبوجبل رئيس شعبة الأدوات المكتبية والخرداوات ولعب الأطفال بالغرفة التجارية هو "سر الصنعة" في القلم الجاف المستعصي علي الصانع المصري. سألناه عن لعب الأطفال فقال لنا "الصين سبقتنا في هذا المجال منذ زمن طويل".. أما عن تفاصيل الحوار فهو في الأسطر التالية: * سألته بداية نود أن نعرف ما هي أبرز مؤشرات حركة التجارة في المستلزمات المكتبية مع اقتراب بدء الموسم الدراسي الجديد؟ ** الحقيقة أنه لا توجد مؤشرات تحت يدي عن هذا العام ولكن من الواضح أنها تسير وفق نفس المعدلات المعتادة والحقيقة أن عمليات الاستيراد للاستعداد للعام الدراسي بدأت من شهر أبريل الماضي. * وهل الجدل الذي كان دائرا حول تأخير ميعاد بدء الدراسة وتم حسمه بالتأكيد علي بدء الدراسة في المواعيد المعتادة أربك التجار هذا العام؟ ** الواقع أن هذا الموسم يأتي في ظروف مختلفة عن الظروف المعتادة فمن ناحية كان الجدل الذي أشرت إليه والذي تابعه التجار باهتمام لتحديد خططهم التسويقية ومن ناحية أخري تزامن الموسم الدراسي مع شهر رمضان فنحن نتوقع ألا يكون حجم القوة الشرائية مع بدء الدراسة مماثلا للمواسم السابقة لأن المستهلكين سيوجهون جزءا كبيرا من ميزانيتهم الخاصة للمصروفات الغذائية هذا إلي جانب مصروفات العيد المعروفة. عروض تسويقية * ألم تدفعكم هذه الظروف للتفكير في عروض خاصة جديدة تتماشي مع ظروف الطلب هذا الموسم؟ ** لا.. لا ألاحظ هذا الاتجاه في السوق. * وهل تأثرت أسعار الأدوات المكتبية بالارتفاع العالمي في الأسعار هذا العام؟ ** بالطبع فهناك ارتفاع في أسعار المواد الخام التي تصنع منها هذه الأدوات فالبلاستيك شهد ارتفاعا في أسعاره ويؤثر علي الأقلام والمستلزمات الأخري كالدوسيهات والشنط المدرسية والتي ارتفعت بحوالي 20% هذا إلي جانب الأدوات التي تصنع من الاستانلس والذي يتأثر بارتفاع أسعار الحديد كالدبابيس والدباسة والخرامة والتي ارتفعت أيضا بحوالي 20%، علاوة علي ارتفاع أسعار الورق والذي ارتفعت أسعاره من 1040 دولارا للطن إلي 1070 دولارا للطن. هذا إلي جانب تأثير ارتفاع أسعار الوقود علي أسعار الشحن والذي بالطبع سينعكس علي أسعار المنتجات المستوردة في السوق المحلي. * ما أكثر الدول التي نعتمد عليها في استيراد الأدوات الكتابية؟ ** الصين هي أكبر مصدر في هذا المجال يأتي بعدها دول كالهند وتايوان وهونج كونج.. وفي مجال الورق تعتبر أندونيسيا من أكبر الأسواق المصدرة لمصر وتتميز بارتفاع مستوي جودتها. * وما السبب وراء تسيد الصين لهذه التجارة؟ ** الصين تعتمد علي رخص السعر وتقدم لك مختلف مستويات الجودة حسب طلبات التاجر.. كما أنهم يصنعون أسماء ماركات عالمية ويصدرونها لمصر كالآلات الحاسبة والدباسة وفرامات الورق وغيرها. * وهل يمثل البائعون الصينيون منافسة للتجار المصريين في هذا المجال؟ ** لا أعتقد ذلك فهم مجرد أفراد لا يقارنون بتجار كبار يستوردون بشكل منظم. * وهل تغيرت خريطة الاستيراد هذا العام مع توقعاتكم بانخفاض القوة الشرائية؟ ** نعم هناك انخفاض ملحوظ في واردات السلع الرفاهية كالأدوات الكتابية مرتفعة الثمن والمقلمات والشنط مرتفعة الثمن أيضا وأعتقد أن الاستيراد هذا العام تركز علي الضروريات. * وهل توجد صناعة محلية في الأدوات المكتبية؟ ** نعم نسبة كبيرة من الأدوات الكتابية البلاستيكية هي صناعة محلية ولكنها تحمل تراخيص بماركات عالمية ولكن الأقلام الجافة المصرية 100% قليلة جدا فهناك محاولات مصرية ولكنها توزع علي مجال محدود وخاصة في الأرياف.. أما الدباسات فهي تستورد من الخارج وكانت هناك دباسة مصرية في الستينيات ينتجها مصنع حربي تحت اسم "فاتن" ولكنها لم تعد موجودة الآن. سر الصنعة * وهل صناعة القلم الجاف صناعة صعبة لدرجة أننا نعتمد فيها علي أسماء عالمية؟ ** بالطبع القلم الجاف له "سر صنعة" مثل باقي الصناعات ومواصفات خاصة لتركيبة الحبر وشكل سن القلم. وأود أن أشير أيضا إلي أن هناك فرصا جيدة للاستثمار الصناعي في هذا المجال نظرا إلي أن اتفاقية التيسير العربية تفتح أسواق المنطقة للمنتجين المحليين في هذا المجال. * هل تحمل الأدوات المكتبية بأعباء جمركية نحتاج إلي تخفيضها؟ ** الجمارك تتراوح بين 10% و30% وتصل في الورق إلي 5% هي نسبة مناسبة وان كانت بالطبع تساهم في رفع تكلفة المنتج ولكن بعض المستهلكين يتقبلون ارتفاع أسعار المنتجات مقابل مستوي الرفاهية في هذه المنتجات. * هل سيشهد السوق المحلي ارتفاعا في أسعار الأدوات المكتبية هذا العام؟ ** بالطبع تأثر بارتفاع الأسعار العالمية كما ذكرت وسيترواح بين 15 و 17% وهي بالطبع نسبة كبيرة ولكن يجب أن نقر أيضا أن ارتفاعات الأسعار العالمية فوق قدرة التجار. * هل تكفي المعارض المتاحة لحجم الطلب في السوق؟ ** الملاحظ أن هناك ظاهرة إيجابية وهي تنوع المعارض فهناك مثل معرض العودة للمدارس الذي يبدأ قبل الدراسة ب 10 أيام إضافة إلي المعارض غير التقليدية المفتوحة في النقابات والتي تقسط أسعار المنتجات والمعارض المتنقلة من مكان لمكان.. هذا إلي جانب الفجالة التي تقدم المنتجات المتنوعة في مكان واحد. * هل ستشهد منتجات لعب الأطفال ارتفاعا مماثلا في الأسعار؟ ** موسم ألعاب الأطفال بدأ منذ بداية إجازة الصيف وينشط أيضا في العيد.. وأسعارها ارتفعت بالفعل مع بداية الدراسة بحوالي 10% وستظل ثابتة علي هذا السعر. والصين مكتسحة أيضا في هذا القطاع وتتميز برخص السعر وأيضا هناك منتجات هندية وتايوانية. * وهل تحتاج لعب الأطفال أيضا لسر صنعة يستعصي علي المصريين؟ ** الصين سبقتنا في هذا المجال وعندهم خطوط إنتاج كبيرة ينتجون بها منذ وقت طويل مما ساعدهم علي تثبيت تكاليف الإنتاج وتخفيض السعر.