صدق أو لا تصدق: أكلات مصر المشهورة.. مستوردة!! من الفول والعدس والمكرونة.. إلي التوم وكل الزيوت.. بالذمة ده كلام؟ الفطار الأساسي لكل المصريين، فقراء وأغنياء، وهو طبق الفول المدمس.. مصر تستورد 65٪ من هذا الفول.. من الصين إلي كندا.. إلي كاليفورنيا في غرب أمريكا.. وحتي من أقصي الأرض، من استراليا، ورحم الله فول المكامير.. في المنوفية!! والفول المصري يأكله المصري أخضر.. قبل أن يجف عوده.. ** والعدس.. شوربة.. أو كشري.. أو رز وعدس اسكندراني ودمياطي وبورسعيدي نستورد منه 90٪ مما نأكل، والعدس المصري يوفر فقط 10٪ من احتياجات الاستهلاك، وإذا كنا نستورد 800 ألف طن من الفول منها 150 ألف طن لاحتياجات الآكلين في شهر رمضان فقط.. فإن أفضل عدس نستورده من سوريا ومن تركيا.. وأيضا من الصين.. واستراليا.. وإذا كان المصري لا يشبع في الصباح إلا من طبق المدمس.. فإنه يعشق مطبقية شوربة العدس ظهراً ومساء.. ويا سلام علي فتة العدس التي يعوم فوقها فصوص التوم.. وكل ده.. مستورد!! ** وشيء لزوم الشيء أيضا مستورد..ونقصد به كل أنواع الزيوت.. سواء زيت الذرة أو زيت عباد الشمس، أو حتي زيت الشلجم الذي هو اللفت.. كله مستورد، ومصر تستورد من زيوت الطعام 98٪ مما تستخدم.. وان كان عندنا زيت الزيتون من سيناء وسيوة والفيوم ويطلق عليه المصري اسم «الزيت الطيب».. ويكاد شعبنا ينسي السيرج أي زيت السمسم الذي عاش عليه المصري قروناً عديدة حيث كان يعصر في السرجة بمعاصر حجرية تديرها البغال غالباً.. ونسينا كذلك الزيت الفرنساوي الذي كنا نستخرجه من بذور القطن.. ولكن هذا الزيت يكاد يندثر مع تدهور زراعة القطن واختفاء محالج القطن ومعاصر بذور هذا القطن، وكان أشهرها في كفر «الزيات»!! قبل أن تنسوا هذا الاسم.. ونسينا أيضا الزيت الحار الناتج من عصر بذور الكتان وإن كان يفضل المصري استخدامه- مع طبق الفول- في شهور الشتاء بسبب ارتفاع السعرات الحرارية فيه.. ** وما دمنا في عيد اللحمة والفتة- أقصد عيد الأضحي- فإن المصري يعشق قارب الفتة بالخل والتوم مع رقبة الخروف.. ويعشق المصري أن يفطر أول أيام هذا العيد مع طبق الكبدة والقلوب والكلاوي والفشة والطحال.. يعشق قارب الفتة.. وبجواره مطبقية اللحمة الضاني بالدمعة.. ولكن أفضل ما في هذه الوجبة- بعد اللحم طبعا- هو التوم.. الذي تكثر ست البيت من استخدامه مع الخل لعمل الفتة.. وكذلك فوق حلة اللحمة بالدمعة. وللأسف فإن المصرية الآن تفضل استخدام التوم المستورد من الصين عن استخدام التوم المصري البلدي.. لعدة أسباب أولها أن فص التوم الصيني يمتلئ باللحم النباتي يعني بلحمة التوم نفسه.. فضلاً عن سهولة تقشيره عن التوم البلدي. وتكاد تنتهي عادة شراء المصرية للتوم المصري وهو أخضر ووضعه في البلكونات لتجفيفه.. لأن الست المصرية، والست «الكتعة بالذات» تفضل التوم الصيني وهو مستورد من الصين.. طيب ما تيجوا- كمان- نستورد ستات من الصين ليحسن إدارة بيوتنا ويرفعننا من القاع الاستهلاكي إلي القمة الإنتاجية.. ربما نصبح في يوم ما.. في مقام الصين وشعب الصين الذي صنع كل شيء.. بالذمة ده كلام يا مصريين.. ** وإذا كنا نستورد فول التدميس والعدس وربما الفول المجروش أيضا لزوم عمل الطعمية وذلك بحوالي 2500 مليون دولار سنويا، فإن فاتورة الغذاء تصل إلي 250 مليار دولار سنويا نستورد منها ما قيمته 100 مليار دولار من القمح لزوم العيش والمكرونة إلي زيوت طعام وفول وعدس.. وتوم.. وكذلك لحوم من بلاد تركب الأفيال وتربي الكانجرو وترعي الأغنام في نيوزيلندا، وفي البرازيل والأرجنتين.. وإثيوبيا والصومال والسودان وربما أيضا من كينيا.. فهل هذا يجوز؟ ** هل يجوز أن نستورد معظم- بل كل- الوجبات الشعبية المصرية من الخارج بينما نبني البيوت فوق الأرض الزراعية.. طيب: أليس الأفضل أيضا أن نستورد قدرة الفول نفسها.. وطاسة الطعمية.. وحلل شوربة العدس.. ابعثوا للصين يمكن تعملها وتصنع كل ذلك وهي التي صنعت للمسلمين سجادة الصلاة وجلبابها والسبح والطواقي والشباشب- غير المخيطة- وكذلك صنعت لنا فانوس رمضان الذي يغني لنا: وحوي.. يا وحوي.. ** هي فعلاً الوكسة الكبري.. وخلوا الإخوان يفرحوا!!