فجر الدكتور نادر نورالدين أستاذ الزارعة بكلية الزراعة جامعة القاهرة قضية مهمة وهى اختفاء العديد من ثمار الفواكه خلال فصل الصيف المنصرم وفصل الشتاء الحالى. من أهم الفواكه التى اختفت من السوق المصرى تماما البرقوق البلدى وحل محله البرقوق المستورد وكذلك الخوخ السيناوى وحل محله الخوخ القادم من جنوب أفريقيا حيث ازدادت صادرات الخوخ منها على الرغم من موقفها المخزى من مصر بعد ثورة يونية حيث إنها تقود حملة سياسية ضد من مصر من بلدها إلا أن هذا الموقف لا يمنع التجار من الاستيراد منها. ومن أنواع الفواكه التى اختفت من الأسواق جزئيا بمعنى أن الكميات المعروضة منها قليل مقارنة بالكميات الواردة لنا من الخارج منها البلح الأحمر الزغلول، حيث إن المعروض منه قليل جدا مقارنة بالأعوام الماضية كذلك نجد أن العنب البناتى والأحمر البلدى والمانجو تراجعت كمياتها بدرجة كبيرة كما أن الكثير من أصنافها لم تظهر طوال أشهر الصيف ومنها المانجو العويسى والهندى والدبشة مع العلم أن العام الماضى كان الرئيس المخلوع مرسى يتباهى بالمانجو وانخفاض أسعاره. ارجع الدكتور «نادر نور الدين» السبب فى هذا إلى استخدام المبيدات المغشوشة وغير المصرح بها والهرمونات أو كما يطلق عليها «المخصبات الزراعية» أضرت بالزراعات والأشجار طويلة الأجل وخاصة أشجار الفواكه، كانت هذه المبيدات إسرائيلية أو صينية ومن المعروف أن الصين تصنف عالميا أنها الأولى فى غش المبيدات والهرمونات وللأسف فإن الهرمونات الصينية تسيطر على السوق المصرى. وقال «نور الدين» الكمثرى من أكثر الفواكه المهمة لجسم الإنسان وهى فاكهة صيفية، إلا إنها لم تظهر سوى بكميات كبيرة وهى تعتبر منظفاً طبيعياً للمعدة ويوصى بها لمرضى التيفود والإسهال كما أنها غنية بالبوتاسيوم، لذا فهى تعمل كمحلول جفاف طبيعى. وأشار إلى أن وزير الزراعة الأسبق يوسف والى أخطا كثيرا عندما استورد خبير إسرائيلى لتطوير شركة السماد المصرية «نوباسيد» بالنوبارية والذى تسبب فى إغلاقها فيما بعد والنتيجة أصبحت مصر تستورد 100 % من بذور الخضراوات والفاكهة سواء من خلال شركات عالمية أو بذور مهربة عبر الأنفاق. وللأسف فإن تجارة المبيدات المغشوشة منتشر بشكل كبير مما تسبب فى تدمير العديد من المحاصيل ومازال وزير الزراعة يقول إنه يحاول الحصول على صفة الضبطية القضائية لموظفى الزراعة إلا أن هذا ما هو سوى حجج واهية. الدكتور سيد محمود سنجر أستاذ الزراعة المتفرغ بجامعة القاهرة قال إن أغلب أنواع الفاكهة الموجودة بالأسواق مستوردة من الخارج خاصة خلال شهرى أكتوبر وسبتمبر وعلى سبيل المثال التفاح الموجود بالأسواق جميع أنواعه مستوردة ما عدا صنف واحد بلدى، فهناك التفاح السورى واللبنانى والتركى والفرنسى. وأشار إلى أنه فى نفس الوقت تقوم مصر بتصدير كميات كبيرة من خضراوات والنباتات الطبية بما يعادل مليار ونصف مليار جنيه سنويا.