القدر يحوي أسرارا لا يعلمها إلا القادر سبحانه وتعالي ولم يصل إدراكنا إلي أغوارها بعد.. فالأحداث تتشابك, وتملأ حياتنا ونغفل عن تحليل أسرارها وحيثياتها.. وقد تنقلب الي احداث جسام تتجاوز المعايير والموازين الحاكمة للمستقبل. المستقبل مرهون بعقود وقدرات ارتبطت بثورة وإرادة الشعب بنسيجه الوطني وعموده الفقري( الجيش), فالشعب يريد اعلاء قيم المواطنة بلا انحراف او متاجرة بالدين. قال تعالي فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم. اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمي ابصارهم صدق الله العظيم. ارحلوا وليرحمكم الله واتركوا مصر للمصريين آمنين بعقيدتهم( الله..الوطن..الشعب), دعائم ارست المواطنة والدولة المدنية منذ فجر تاريخها.. وحلت سنة هجرية جديدة بذكري النبي الشريف الذي يعد الاسوة ومازال, وهو الحدث الاهم في تاريخ الامة الاسلامية للانتقال من مجتمع الاضطهاد والارهاب الي الدستور الحاكم كتاب الله لكل زمان حتي يرث الله الارض وماعليها, وكان الشعب في تآخ بين المهاجرين والانصار وتلاحم بين اهل الكتاب( اليهود المسيحيون المسلمون) في اول معاهدة لحقوق الانسان دون تمييز, وكانت الارض بأمر( كن فيكون) فتصبح الدولة المدنية وليست الدينية, وكانت ومازالت كلمات الله( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) وكانت كلمات رسوله اتخذوا من مصر جندا كثيفا فهم خير جنود الارض. وقد مضي علي الانقسام والصراع الذي دام سنين طويلة من الحروب بين قبيلتي الأوس والخزرج, وبقية العلاقة الروحية بالوطن حامية ومحبة ومدافعة عن مقدساته لكل حبة رمل ونقطة مياه ونسمة هواء مفتدي بكل غال لتصبح مصلحة الوطن العليا, وعلي الاسرة ان تربي في نفوس اطفالها الولاء للوطن, وان تغرس قيم المواطنة والانتماء في عقولهم لتكون عقيدة ملازمة لهم للحيلولة دون وقوعهم في شباك الانحراف الديني او البعد عن غايات المجتمع ومساره الصحيح نحو المستقبل. ( للحديث بقية). http://[email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح إبراهيم