القدر يحوي أسرارا لا يعلمها إلا القادر سبحانه وتعالي ولم يصل إدراكنا إلي أغوارها بعد.. فالأحداث تتشابك, وتملأ حياتنا ونغفل عن تحليل أسرارها وحيثياتها.. وقد تنقلب الي احداث جسام تتجاوز المعايير والموازين الحاكمة للمستقبل. وقد شاء القدر بانتقال الروح حاملة جسد مواطن من ارض الكنانة الي ارض الحرمين الشريفين في ضيافة خادمها الملك عبد الله ليحط الجسد والروح علي بقعة من الارض.. وصفها رسول الله عليه الصلاة والسلام بأنها بقعة من رياض الجنة حددها بين منبره وبيته, ليدعو الله سبحانه وتعالي ان يحفظ مصر وشعبها وجيشها وأمنها وأزهرها من كل سوء وتآمر, وان يؤدي الازهر رسالته الدينية الوسطية والداعم لقيم المواطنة والمحبة والسلام لجميع انحاء شعوب العالم, وكان القدر قد وضع مصر في دائرة الاختبار وحكمة الاختيار ليعي المصريون البلايا التي حلت تحت حكم الجماعة في زمن قصير بآفة الانقسام( لتدرك لجنة الخمسين) والتدمير لمن يشتركون في وطن واحد بعادات وتقاليد ولغة واحدة حتي أصاب أصحاب الدين الواحد( أشد خطرا), وقد اختلط الدين والمعتقد بالسياسة وتحزبها لتزداد حدة الاستقطاب وليستثمر الخلاف السياسي في معارك مقدسة بين الايمان والكفر والجنة والنار والجهاد والإرهاب باسم الدين في الشوارع بمنهج فاضح تقوده المحظورة ومشتقاتها من السلفية والإسلامية والتكفيرية وزيادة حدته بافتعال معركة مارس2011( الاستفتاء) حتي استيلاء تيار الاسلام السياسي علي السلطة بتنظيم كامل وممنهج بالتعاون مع الادارة الامريكية مدعوما بسلطة المال والتمويل لزيادة الاستقطاب والانقسام الحاد بين الجماعة والغالبية المجتمعية ليصبح الامر تهديدا حقيقيا وواقعا يعيشه المصري مؤديا للشلل الاجتماعي وتحديا كبيرا لوجوب التعايش بقيم المواطنة والوطن الواحد لكل خلقه, وفضيلة الوفاء للأوطان, كما قال أحمد شوقي: وللأوطان في دم كل حر... يد سلفت ودين مستحق ( للحديث بقية). http://[email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح إبراهيم