القدر يحوي أسرارا لا يعلمها إلا القادر سبحانه وتعالي ولم يصل إدراكنا إلي أغوارها بعد.. فالأحداث تتشابك, وتملأ حياتنا ونغفل عن تحليل أسرارها وحيثياتها.. وقد تنقلب لاحداث جسام تتجاوز المعايير والموازين الحاكمة للمستقبل. فمن الضرورة الاستراتيجية للأمن القومي المصري والعربي والافريقي, بعد ان حققت الاستراتيجية الاسرائيلية تفكيك تواصل الامن القومي العربي العربي.. والافريقي والسيطرة علي خطوط الملاحة في مياه المحيط الهندي وخليج العقبة لاطلاق يد القوات البحرية الاسرائيلية في العمق الجغرافي لمصر والسعودية والأردن ثم السودان والصومال واليمن, وكان لأمريكا وإسرائيل يد طولي في الشأن الاثيوبي الصومالي الاريتري والحروب الانتقائية لإدارة الحرب علي الارهاب, لتعملا علي التواصل مع قيام ثورات الربيع العربي وتوابعها بين التمكين لتيارات الاسلام السياسي للحكم, ويدار صراع جديد بين تناقضات الدولة المدنية والدينية مع تصفية القوي العسكرية بحروب ميليشيات وجيوش حرة ضد الجيوش الوطنية بعملية عبثية جارية لا يعرف نهايتها إلا الله سبحانه وتعالي. وتنتهز اثيوبيا الفرصة للسيطرة علي الشأن الداخلي والخارجي لدول المنطقة لتقود حرب المياه, باستراتيجيتها النائمة لتصبح المنطقة علي صفيح ساخن( مشروع سد النهضة) فتتزعم صراع دول المنبع ضد دول المصب ليتحول نهر النيل العظيم هبة الله والرابط بين شعوبه الي مشروع للانقسام وتدمير المصالح المشتركة للدول ولتقع بعض الدول في كمين الاستثمار والاستغلال المشبوه لمياه النيل للزراعة وتنمية الثروة الحيوانية وإنتاج طاقة الكهرباء وتسويقها لتقع هذه المنطقة في دائرة نيران الدول الصديقة. فليكن.. لقد كان لمصر حكماء وحكام أداروا ملفات مصر العربية الافريقية بالحكمة السياسية والاقتصادية والعسكرية بقيم شعوبها الدينية والأخلاقية, وقد سطر التاريخ سير زعماء وقادة وطنيين.. وعلينا جميعا, أن نقرأها ونحللها حتي نعي مسئولية مستقبل الوطن والمواطن. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها العظيم,وهم في رباط الي يوم الدين. http://[email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح إبراهيم