سلام مربع للجدعان مقولة شعبية شهيرة لتمجيد الجدعنة فما يميز الشخصية المصرية أنها دائما تتطلع إلي الأمل, ومن هنا نشأت فكرة الجدعنة في السلوك المصري. ويقول الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية والعلاج النفسي بجامعة عين شمس ان الجدعنة المصرية تعني السلوكيات المعبرة عن اداءالواجب والاصول الاجتماعية والالتزام بما يميز الشخصية المصرية ويجعلها منفردة. وتلعب الأسرة دورا مهما في ترسيخ هذا السلوك من خلال علاقة الأسرة أب وأم بالاولاد وتعليمهم كيف يتواصلون بأدب وذوق ومروءة مع الآخرين. ويلعب الأب الواعي دور القيادة من خلال تعليم الاولاد الجدعنة والتصرف الواعي عند اداء الواجب والالتزام الاخلاقي بالقيم والمثل العليا ومن هنا تحاكي الأم أيضا هذا السلوك ويصبح المناخ الاسري عبارة عن بوتقة جميلة ينصهر فيها الاولاد ويتعلمون كيف يحافظون علي المثل العليا من الاخلاق والقيم. ويظن واهما ذلك الذي يري ان الجدعنة عبارة عن منازلات أو فتونة أو تصرف بعنف مع الآخرين ولكن الجدعنة عبارة عن سلوكيات اخلاقية تجعل من صاحبها فارسا. فالجدعنة فروسية لانها تحمل بين جوانبها الصدق والأمانة والمسئولية والانجاز والعمل الفعال دائما وهؤلاء الفرسان الجدعان هم نسيج مصر وهذا يدفعنا إلي أن نقول ان علي المدرسة أن تكمل دور الأسرة فتعطي التلاميذ الفرصة لكي يعبروا عن أنفسهم ويوظفوا مقرراتهم الدراسية في خدمة أنفسهم وخدمة المجتمع الذي يعيشون فيه وعلي المعلم ان يكون قائدا فارسا جدعا لان جدعنته تنعكس علي التلاميذ. وإذا انتقلنا إلي الشباب فسنجدهم يمثلون قيمة المجتمع فعلينا ان نتعامل معهم في الجامعات علي انهم الأمل والهدف الذي نسعي من خلاله ان نحقق تنمية مصرنا الحبيبة. ويتعين علي الأستاذ الجامعي ان يمثل الجدعنة في سلوكياته وحرصه علي ان يقدم علمه في خدمة بلده, وللأجهزة المعنية في الإعلام بأنواعه مقروء ومسموع ومرئي دور كبير في ان يكونوا كوكبة واحدة بعيدا عن دائرة الخبث والدهاء وذلك حرصا منهم علي الإعلام عن وطنهم باخلاص وفهم وموضوعية أما القيادة التي تسوس الافراد فعليها ان تتعلم الجدعنة من خلال الشفافية والوضوح والحرص علي الانجاز السريع. من هذه الدائرة المشرقة تظهر الجدعنة المصرية ويرتقي المجتمع ويتآلف افراده وتتعانق قلوبهم لان الجدعان هم سر استقرار وطننا المصري بأمانة ودقة ومسئولية.