عندما يخرج أحد الأفراد عن السائد المألوف من الأعراف والقيم الاجتماعية الرشيدة فهو ينظر إلي أموره نظرة فردية يغلب عليها الطابع الأناني الذي يجعله يخرج علي ماتتطلبه القيم والأصول والمباديء الخلقية من تصرفات تليق به كانسان بوصفه يمثل قيمة وأملا وانجازا يؤثر في نسيج الكيان البشري كله. وبعيدا عن السلوكيات التي بدأت تظهر في مجتمعنا من عنف وتحرشات جنسية فان هذه التصرفات غير الأخلاقية تجعلنا نصاب بدوار الدهشة والاستهجان لأن هذه التصرفات تجعل أصحابها في عداد الحيوانات المفترسة بعيدا عن روح الانسان العاقل الطاهرة التي تجعله يتصرف بما يليق به كانسان لأن الانسان الحق سيظل دائما ذلك الكائن الحي الذي يمثل وحدة متميزة لها كيانها العضوي المتفرد لأنه صاحب الفطرة الطيبة التي فطر الله عباده الصالحين عليها, فلابد من الاسهام الفعال والمنتج في عملية البناء الاجتماعي لتحقيق الأمل المرجو منه, ويعبر عن تلك الفطرة الطيبة السليمة في تناغمهاوتفاعلها مع كيان المجتمع. والذين يتعاملون بعنف مع الآخرين أو يتحرشون بالأخريات هم اولئك الذين ينسلخون عن المجموع وهم كالبقع السوداء التي تحاول أن تشوه الثوب الأبيض, الذي يرفضهم ويحاول أن ينظفهم حتي لايشوهوا رونق ونقاء وبياض الثوب الأبيض الناصع. وهؤلاء الذين يتحرشون ويظهرون دناءة أخلاقهم نقول لهم بلغة النصح عليكم بمجاهدة نفوسكم الأمارة بالسوء, وعليكم ببذل الجهود أمام غرائزكم ومن خلال هذه المجاهدة المحترمة تدركون معني الحياة الحقيقي التي تجعلكم تشعرون بالإنتماء الحقيقي لمجتمعكم وتكوين اعتمادا علي شعوركم البديل الذي يرقي بكم شبكة من العلاقات الاجتماعية السليمة الراقية بعيدا عن العنف في المعاملات والتحرش بالآخرين في سلوكياتكم. نحن نريد أن نقول لكل من يتصرف بعنف أو من يتحرش بالآخرين عليكم أن تتمسكوا بذلك الوضع الانساني المشترك الذي يحياه أناس قد زالت الفوارق بينهم لان مصيرهم قد توحد علي الخيرووجدوا أنفسهم أمام هذه التصرفات الشائنة التي بدأت تطفح علي مسرح حياتنا بازاء خطر مشترك يتهدد مستقبل حياتنا, فالعقلاء الإبرار لايستطيعون أن يسايروا هذه التصرفات المعيبة أو أن يتعاملوا مع أمورها العجيبة والمفزعة والمذهلة والمدمرة في نفس الوقت. فكيف يمكن للأبرار أصحاب النوايا الخيرة والطيبة أن يقوموا بهذه الأفعال المخربة التي تجعل من يقوم بالعنف والتحرش في موقف مخز معيب وهم اولئك الذي يتجهون الي ربهم ويخشون عذابه ويتطلعون الي رحمته ورضاه, وهم أيضا اكثر حرصا علي تماسك مجتمعهم ويتطلعون الي ان يسود السلام والهدوء والاحساس بالرضا في المعاملات بعيدا عن هذه الاساليب المعيبة ونحن نتطلع الي السلوك الذي يتميز( بالجدعنة) لأن الجدعنة هي صفات ابن البلد الأصيل الذي لايرضي أن يعامل بعنف أو يقوم بالتحرش المعيب لان الجدعنة ينبوع الصفاء الذي يتفجر في فردوس أصحاب الفروسية في الأداء والتصرف وحسن المعاملة والعشرة الطيبة, والجدعنة تمزق كل خداع لأنها عبرة للمتأملين تتجه بهم نحو العمل المخلص الذي يشهد دائما بالمروءة والنبل وأخلاق الفرسان..فهي لا تعرف خداع الحضارة الغربي الذي يحاول أن يلغي المشاعر ولكنها تسعي بفضل فروسيتها أن تفتش عن الحلول الأصيلة التي تنبع من الاطار الديني الخلقي وستظل الجدعنة تفتش عن هؤلاء الجدعان تهدهدها نغمات حالمة تنساب رقراقة من شفاه الغدير وتصحو بعد سبات عميق علي أغاني الحياة الأصيلة فتمنع من يحاول أن يطمس الشهامة أو ينال من المروءة والفروسية فالجدعنة تنادي كل السواعد الفتية وتعزف لهم اناشيدها المثيرة, وتسقي العطشي منهم رحيق الحياة وسلافة الأمل. وسؤالنا الآن: كيف تواجه الجدعان سلوكيات العنف والتحرش الجنسي؟ قبل الاجابة عن هذا السؤال نقول: ان الشخص الذي يقوم بسلوكيات العنف ويسمح لنفسه بارتكاب حماقة التحرش له مجموعة من الصفات هي * الاتكالية وعدم النضج الانفعالي الشخص الذي يرتكب سلوك العنف والتحرش الجنسي( غير الجدع) يكون دائما غير قادر علي الاعتماد علي نفسه فهو يصبح دائما عاجزا عن الاستقلال أو توظيف ارادة الخير, فيدفعه شعوره بالعجز إلي ارتكاب هذه الحماقات *السلوك العدواني تعبيرا عن الاسراف في حب الذات: والشخص الذي يتميز بالسلوك العدواني والاتجاه نحو التحرش جنسيا بالأخريات يحب وهما الاعتداء, ويميل الي أن يجد نفسه من خلال هذا السلوك الشائن *الضعف والوهن وقلة الحيلة: وعلي الرغم من أن الذي يستخدم السلوك العدواني في تصرفاته فاننا نجده يتميز بالضعف والوهن وقلة الحيلة, فهو اذا كان قادرا وله ارادة فعالة كانت ارادته تمنعه من العنف والتحرش * شخصية تعذب نفسها لشدة توترها وتبرمها: وتتميز شخصية الذي يتجه الي العنف والتحرش الجنسي بانها شخصية تعذب نفسها, فهو من خلال سلوكه العنيف أو سلوك التحرش يعذب نفسه ويدفعه توتره وتبرمه الي ارتكاب هذه الحماقات السلوكية *شخصية لاتقدر الذوق والكياسة الاجتماعية: وتتميز شخصية الذي يميل الي العنف ويلجأ الي الاشباع الغريزي من خلال التحرش الظالم بالأخريات بأنها شخصية لاتقدر الذوق أو الكياسة الاجتماعية فهو قليل الذوق ولايحترم العادات والتقاليد والأصول والواجبات الإجتماعية مما يجعله غير مهذب أو مقبول من الجماعة. واعتمادا علي هذه الصفات علينا أن نواجه هذه الشخصية غير السوية بالجدعنة لأن أهل الجدعنة يعملون بجد وكفاح وصبر ومثابرة وحسن خلق ورأي سديد وقرار رشيد وارادة فعالة مثمرة وخلق ديني ومنبع, وعندما قالوا في التراث الشعبي( سلام مربع للجدعان) فان هذا السلام تعبير عن سلوك أولئك الذين يتميزون بالسلوك الجدع الذي يمنعهم دائما عن الخروج علي السائد المألوف من الأعراف والقيم النبيلة ونحن نعترف بفروسية الجدعان, ودائما سوف نقول..سلام مربع للجدعان الف مرة. رابط دائم :