وسط آمال غربية عريضة بتوقيع اتفاق تاريخي يضع حد لأزمة الملف النووي الإيراني, انطلقت أمس جولة جديدة من المفاوضات النووية بين إيران ودول مجموعة(5 +1) في جنيف. وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم تحركات دبلوماسية غير مسبوقة لتسوية الأزمة, أكد آية الله علي خامنئي المرشد الأعلي للجمهورية الإسلامية أن طهران ترغب في علاقات ودية مع كل الدول بما فيها الولاياتالمتحدة. وأضاف أمام جمع من ميليشيا الباسيج لسنا معادين للأمة الأمريكية.. مثلها مثل الأمم الأخري في العالم. فما كان من أفراد الميليشيا إلا أن هتفوا الموت لأمريكا. كما شدد علي أن بلاده لن تتراجع قيد أنملة عن حقوقها, بما في ذلك حقها في امتلاك الطاقة النووية, كما أنها لن تخضع للضغوط مطلقا. إلا أنه أعرب في الوقت ذاته عن تأييده الكامل للإدارة الإيرانية الحالية, بما في ذلك فريق التفاوض الخاص بالبرنامج النووي. وفي تصريحات نارية جديدة ضد تل أبيب, أكد المرشد الأعلي الإيراني أن إسرائيل مصيرها الزوال. وأوضح في الخطاب الذي نقله التلفزيون الرسمي مباشرة أن أسس النظام الصهيوني ضعفت كثيرا ومصيره الزوال, مؤكدا أن أي ظاهرة تفرض بالقوة لا يمكن أن تدوم, علما بأن إيران لا تعترف بوجود دولة إسرائيل وتدعم الحركات المسلحة المناهضة لها. وتزامنت هذه التطورات المتلاحقة مع تلقي الرئيس الإيراني حسن روحاني مجموعة من الاتصالات الهاتفية من بعض قادة الدول الكبري أكد خلالها علي الحقوق النووية لبلاده. فقد أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند خلال حديثه مع نظيره الإيراني علي وجود فرصة حقيقية لتسوية الأزمة النووية الإيرانية. أما ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني فقد أجري هو الآخر اتصال هاتفيا مع روحاني يعد الأول من نوعه منذ أكثر من10 سنوات, حيث أعلن متحدث باسم داونينج ستريت في بيان رسمي أن كاميرون بحث مع روحاني تحسن العلاقات بين لندنوطهران مع تعيين قائمين بالأعمال غير مقيمين, وهي خطوة أولي في عملية تطبيع العلاقات بين البلدين. وفي المقابل, اكد روحاني- في حديثه مع كاميرون- أن إيران ستدافع بحزم عن حقوقها النووية وسترفض أي تمييز في هذا المجال. وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الصيني شي جينبينج, أكد روحاني أن إيران تسعي لاتفاق يصون حقوقها وتظهر عبره أن برنامجها النووي سلمي بحت. وطلب من الصين التحرك ضد مطالب بعض الدول المبالغ فيها, في تلميح إلي فرنسا التي طالبت في اجتماع جنيف الأخير بتشديد نص الاتفاق المعد من قبل إيرانوالولاياتالمتحدة. وقد رفضت طهران الصيغة النهائية للنص. ومن جهته, شدد علي لاريجاني رئيس مجلس الشوري الإيراني علي تصميم إيران علي الدفاع عن كامل حقوقها النووية بدون أي تراجع. وفي واشنطن, استبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن تؤدي مفاوضات جنيف إلي توقيع اتفاق انتقالي, ولكنه طالب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بالتريث قبل التصويت علي عقوبات جديدة ضد طهران.إلا أن أوباما أكد أن واشنطن لن تتخذ أي خطوة لتخفيف العقوبات القاسية. وأضاف الرئيس الأمريكي أن الاتفاق مع إيران الآن من شأنه شراء بعض الوقت لمعرفة ما إذا كان العالم سيكون قادرا علي أن يقول بوضوح أن إيران لا تصنع سلاحا نوويا. وقال أوباما إن جوهر الاتفاق هو أنهم سيوقفون التقدم في برنامجهم النووي. وسيخفضون بعض العناصر التي تجعلهم أقرب إلي ما نسميه قدرة الاختراق حيث يمكنهم الإسراع بإنتاج سلاح قبل أن تكون لدي المجتمع الدولي فرصة للرد. وفي المقابل ما نستطيع فعله هو فتح الباب قليلا أمام تخفيف متواضع جدا سيكون في الحقيقة عرضة بالكامل إلي أن يعود مرة أخري إذا ما انتهكت أي جزء من هذا الاتفاق المبكر. وسيشتري الاتفاق بعض الوقت.