لقاءات ومباحثات الرئيس الايراني حسن روحاني علي هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة, اعادت إلي الأذهان وحسب تقديرات مراقبين كثيرين, زيارة ريتشارد نيكسون الي الصين ومارجريت تاتشر الي موسكو, في نفس الوقت الذي كشفت فيه نتائج الاجتماع الأخير للسداسية الدولية مع وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف عن' انفراجة', قال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية إنها قد توفر المقدمات المناسبة لاحتمالات رفع الحظر المفروض ضد إيران من جانب البلدان الغربية. وتعليقا علي ما تردد من تصريحات تتسم بقدر كبير من التفاؤل المشوب بالحذر من جانب عدد من السياسيين الايرانيين وبعض المسئولين في الدول الغربية, قال لافروف بضرورة التخفيف من العقوبات المفروضة ضد ايران بسبب برنامجها النووي.وقد ابرزت وسائل الاعلام الروسية ما قاله لافروف في معرض تناولها لحديث الرئيس الايراني روحاني الي ممثلي بلدان عدم الانحياز في نيويورك, ومناشدته البلدان الأعضاء في الأممالمتحدة' احترام مبدأ عدم استخدام القوة أو التهديد بالقوة في العلاقات الدولية'. وحسبما كان مقررا عقد ممثلو السداسية الدولية وإيران-' مجموعة5+1' اجتماعهم الذي تناول المسائل المتعلقة بوضع برنامج زمني لتحقيق التقدم علي طريق تسوية ملف البرنامج النووي الإيراني, فيما اتفق المشاركون في اللقاء حول الاجتماع لاحقا في جنيف في15-16 من الشهر الجاري لمواصلة النقاش والاتفاق حول ترجمة نتائج مباحثاتهم السابقة الي' خطوات عملية' حسب تصريحات كاترين اشتون مفوضة الشئون الخارجية للاتحاد الاوروبي. غير أن أنظار المراقبين كانت تعلقت أكثر باللقاءات والاتصالات الثنائية الامريكيةالإيرانية ومنها لقاء جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف والذي يعد الاول من نوعه منذ ما يزيد عن خمس سنوات. ورغم مشاعر الارتياح التي سادت الاوساط السياسية والاعلامية ومنها الروسية, فان هناك في موسكو من سارع ليؤكد ضرورة عدم الاغراق في التفاؤل معيدا الي الاذهان بعض مشاهد الارث المعقد الذي قالوا انه يفرض تبعاته علي العلاقات الراهنة. واشار هؤلاء الي ما صدر عن طهران من تصريحات كشفت عن تحفظاتها وشكوكها تجاه نيات الاخر, بما في ذلك ما قاله المرشد آية الله علي خامنئي حول ضرورة عدم ابداء التفاؤل بشأن المباحثات وإن قال انه لا يعارضه. وكان الرئيس روحاني كشف عن بعض ملابسات الاستعدادات للقاء الرئيس اوباما بقوله لم نر أية مشكلة في اللقاء مع الرئيس الأمريكي, لكننا, مع جدول الأعمال الحالي, فهمنا أن الوقت غير كاف لتحقيق نتائج جدية. المهم هو نتيجة مثل هذا اللقاء بعد35 عاما من التوتر في العلاقات بين إيرانوالولاياتالمتحدة. ومن جانبه كشف نائب وزير الخارجية الايرانية عن:' أن فكرة اجراء الاتصال الهاتفي بين الرئيسين اوباما وروحاني ظهرت خلال المشاورات بين الممثلين الايرانيين والمسئولين الامميين والامريكيين بعد أن رفض الجانب الايراني الطلب الامريكي حول اللقاء نظرا للتاريخ الطويل من العلاقات المتوترة, فضلا عن أن ايران لم تصدق ابدا الولاياتالمتحدة بشكل تام, ولن تصدقها تماما في المستقبل'. ومن اللافت في هذا الشأن ان موسكو اعربت عن اهتمام ملموس بما قاله روحاني تأييدا لمواقفها من الازمة السورية, حيث اعرب عن استعداد بلاده للمشاركة في مؤتمر' جنيف2', واشار الي احتمالات أن تلعب طهران دور الوسيط بين الحكومة السورية والمعارضة. وابرزت وسائل الاعلام الروسية دعوة الرئيس الايراني إلي حشد الجهود العالمية من اجل القضاء علي خطر الإرهاب الدولي, وتأكيده علي ضرورة طرد كل الجماعات الإرهابية من سوريا.وكان روحاني اشار الي تأييد إيران لتحول الشرق الأوسط إلي منطقة خالية من السلاح النووي, مضيفا أن هناك' كيانا واحدا' في الإقليم يمتلك هذا السلاح, في إشارة واضحة إلي إسرائيل.