في مؤشر إيجابي يبشر بانفراجة محتملة في أزمة الملف النووي الإيراني, يعقد وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا اجتماعا غير مسبوق في نيويورك مع نظيرهم الإيراني محمد جواد ظريف حول الأزمة النووية وسط أجواء خيم عليها التفاؤل المشوب بالحذر من جميع الأطراف. ويلتقي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المكلف برئاسة فريق المفاوضات الإيراني, ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري فيما سيكون أرفع اتصال مباشر بين مسئولين من الولاياتالمتحدةوإيران منذ عام9791. وعلي الرغم من تأكيد المراقبين الدوليين أن هذا اللقاء الذي يثير الكثير من الجدل, يبعث آمالا كبري نظرا للهجة التصالحية التي تبناها الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في الأيام الأخيرة.إلا أن كاثرين آشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي- التي تمثل مجموعة5+1 في المفاوضات مع إيران- أوضحت أن الاجتماع سيتضمن' مناقشة قصيرة' وأنها ستلتقي ظريف بعد ذلك في جنيف في أكتوبر المقبل لعقد أول جولة من المفاوضات منذ وصول روحاني الي السلطة في يونيو الماضي. وقال دبلوماسيون غربيون أن هذا اللقاء المنعقد علي هامش الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة سيسمح لوزراء الدول الست الكبري بتذكير الجانب الإيراني بوجود' عرض علي الطاولة' نتج عن الاجتماع الأخير مع إيران في الماتي بكازاخستان في أبريل, ومازال حبرا علي ورق حتي الآن.كما سيؤكدون أن أي عرض إيراني سيتم دراسته' بعناية'. ومن ناحيته, أكد وزير الخارجية الإيراني- قبل ساعات من انعقاد جولة المباحثات في نيويورك-' سنري خلال اللقاء الوزاري مع مجموعة5+1 كيف سيكون النهج ومواقف رئيس الدبلوماسية الأمريكية, سنري إذا كانت لديه ارادة في البحث عن حل للمسألة النووية الإيرانية بما هو في صالح العالم والسلام والأمن الدوليين وكذلك ضمن احترام حقوق الأمة الإيرانية'. وكان ظريف قد علق في وقت سابق في حسابه علي موقع تويتر قائلا'لدينا فرصة تاريخية لتسوية المسألة النووية' لكن' علي الدول الست تعديل موقفها ليتناسب بشكل أفضل مع النهج الإيراني الجديد'. لكنه حذر علي صفحته علي موقع فيسبوك من المراهنة كثيرا علي نتائج هذا اللقاء مؤكدا'لا يمكن أن نتوقع تسوية المشكلات المتراكمة خلال لقاء أو بضع لقاءات'. وأبدي كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما وروحاني- خلال كلمتيهما أمام الجمعية العامة- عزمهما علي إعطاء فرصة للدبلوماسية في الملف النووي الإيراني.وأوضح ظريف أن إيران منفتحة علي لقاءات علي أعلي مستوي مع الولاياتالمتحدة, مؤكدا أن' عقد لقاء ليس هدفا بحد ذاته ولا من المحرمات, كان يمكن أن يكون ذلك بداية جيدة ولم يكن للرئيس روحاني مشكلة حول مبدأ' اللقاء مع الرئيس الأمريكي'. وأوضح أن' الرئيس روحاني لطالما قال إنه مستعد في إطار المصالح الوطنية لفعل ما يجب فعله'. وأكد أن' الحكومة الأمريكية أعربت عشية الجمعية العامة للأمم المتحدة عن رغبتها في عقد مثل هذا اللقاء' لكن' لم يتوافر ما يكفي من الوقت لتنظيمه'.كما وصف تصريحات أوباما الأخيرة بأنها أكثر اعتدالا من ذي قبل, وأنه إذا كانت هذه قاعدة لسياسة جديدة من أجل تسوية سوء التفاهم وتهدئة المخاوف الإيرانية, فسيكون هذا أهم من أي لقاء. وفي حديث فريد من نوعه لصحيفة' واشنطن بوست' الأمريكية', أكد الرئيس الإيراني إنه يرغب في حل النزاع حول برنامج بلاده النووي في غضون فترة تتراوح بين ثلاثة إلي ستة أشهر. وأضاف أن هناك ثمة حاجة إلي تضمين إطار زمني في المفاوضات, وأنه' كلما كان( الإطار الزمني) قصيرا كلما كان ذلك مفيدا للجميع'. وتابع أنه' إذا كان( الإطار الزمني) ثلاثة أشهر,فإن هذا هو اختيار إيران,وإن كان ستة أشهر سيظل الأمر جيدا', مؤكدا' إنها مسألة أشهر لا أعوام'.