زار الرئيس النيجيري جودلك جوناثان إسرائيل الأسبوع الماضي والتي تعد الأولي من نوعها. الغرض الأساسي المعلن للزيارة تمثل في قيام الرئيس النيجيري بزيارة الاماكن المقدسة في فلسطين. أما الغرض الأهم لدي النيجيريين والإسرائيليين فكان مناقشة مطلب الرئيس النيجيري من الحكومة الإسرائيلية بمساعدة بلاده علي محاربة الإرهاب الذي تشكله جماعة بوكو حرام المناهضة لسياسته علي حد قوله وهو ما يعد بإختصار البوابة الذهبية لفتح صفحة جديدة من التدخل الأمني والسياسي والاقتصادي الإسرائيلي الرسميفي غرب أفريقيا بوجه عام وفي نيجيريا علي وجه الخصوص. وأكد بيان صادر عن جوناثان أهمية التعاون مع إسرائيل في المجالات الأمنية والاقتصادية والحصول علي خبرتها في مجالات الرعاية الصحية والزراعة والطاقة وإدارة مصادر المياه, وتم التوقيع علي إتفاقية خدمات جوية لتسهيل نقل الحجاج المسيحيين إلي إسرائيل مباشرة. في عام1967 كان هناك تحرك إسرائيلي في نيجيريا بهدف تدمير البلاد بواسطة حرب أهلية وتقسيمها وإقامة دولة جديدة في المنطقة تدين بالولاء لكل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وبعد أن نجحت قوي الإستعمار في إشعال حرب أهلية في نيجيريا1967 علي أساس طائفي ديني( مسيحيين ومسلمين) وقدمت إسرائيل وبعض الدول الأخري كل أشكال الدعم لقوي الإنفصال لفصل إقليم بيافرا الغني بالبترول عن نيجيريا. وسرعان ما ظهر طيارون مصريون في سماء لاجوس بطائراتهم ليحموا وحدة نيجيريا وشعبها وحكومتها الشرعية وهو ما تحقق عام.1970 وكان من المنطق أن تكون نيجيريا في طليعة الدول الأفريقية التي قطعت علاقاتها بإسرائيل عام.1973 وكان ذلك في الماضي.أما اليوم فقد طرق أعداء الأمس أبواب نيجيريا ولم يتخلوا عن طموحاتهم فيها. فقد شهد عام1992 عودة العلاقات بين الدولتين. وكما جرت العادة وظفت إسرائيل قدراتها العلمية والاقتصادية والسياسية, في علاقتها مع نيجيريا فأرسلت إسرائيل خبراء للمساعدة في تحديث الزراعة, والخدمات الصحية, والتعليم, واستضافت عددا من الطلاب للدراسة في مختلف المجالات المتقدمة في إسرائيل. وسرعان ما تحولت نيجيريا إلي سوق مهمة للصادرات الإسرائيلية مثل معدات المراقبة, والتدريب عليها وبعض المعدات العسكرية وتدريب المسلحين السابقين علي أعمال الزراعة والتربية السمكية. وهكذا إنضمت نيجيريا لقائمة أكبر20 مستورد للبضائع الإسرائيلية(301 مليون دولار سنويا). وعبر بوابة الدين إستهل رئيس الوزراء نيتانياهو كلمة الترحيب بعبارة يسرني استضافة جودلاك جوناثان في إسرائيل, الأرض المقدسة, وتحديدا في أورشليم القدس. في محاولة للتغطية علي أن القدسالشرقية مدينة محتلة في الأساس. وقد روجت إسرائيل لزيارات الحجاج المسيحيين النيجيريين للمزارات المسيحية المقدسة في القدسالشرقيةالمحتلة وما حولها. وفي عام2010 تدفق ما يقرب من32 ألف سائح نيجيري علي إسرائيل وفي نهاية عام2011 إرتفع التدفق السياحي إلي51 ألف سائح. وخلال العام الحالي تم الزج بنيجيريا عنوة فيما وصف بمواجهة إيرانية إسرائيلية في غرب أفريقيا! ففي نهاية شهر مايو الماضي اعتقلت السلطات النيجيرية ثلاثة لبنانيين في مدينة كانو بشمال نيجيريا للاشتباه في تورطهم بمخطط للقيام بأعمال تخريبية ضد مصالح إسرائيلية وغربية في نيجيريا لصالح حزب الله اللبناني. وجاء الحدث السابق مكملا لواقعة القبض علي ثلاثة أشخاص أكد جهاز أمن الدولة النيجيري حصولهم علي تدريبات في إيران للقيام بأعمال تخريبية ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية. وبالطبع تقربت إسرائيل من نيجيريا لممارسة دور الراعي الصالح لمكافحة الإرهاب في العالم وزاد التعاون مع النيجيريين بحجة التعاون لمواجهة عدو مشترك(القاعدة وحزب الله اللبناني وبوكو حرام) وهو شعار مماثل لذلك الذي رفعته إسرئيل في كينيا وإثيوبيا ودول أفريقية أخري!. ويأتي التقارب بين نيجيريا وإسرائيل في وقت تستعد فيه أبوجا لتمثيل القارة الأفريقية بمقعد غير دائم بمجلس الأمن لمدة عامين وسط طموحات بالحصول علي مقعد دائم في حال تطبيق عمليات إصلاح بالمجلس. كما جاء في وقت يعاني فيه الرئيس جوناثان من عدة أزمات محلية تتعلق بالفساد والهجمات الإرهابية والحركات الإنفصالية المسلحة في دلتا نهر النيجر.