بدأت ترسانة الأسلحة في العالم في أزمنة ما قبل التاريخ وكانت بدايتها مع العصي البسيطة, الأدوات الحجرية, الرماح الخشبية, ثم تطورت هذه الأدوات لتضم الأقواس و السهام, وتقنيات الأسلحة البيضاء التي تضم السيوف والرماح و تطورت أكثر فيما بعد لتضم المدافع, البنادق, المسدسات الآلية, الدبابات, السفن الحربية, الطائرات الحربية التي إذا استثنيناها جاز لنا أن نقول إن أسلحة الحروب الحديثة قد نشأت عن أسلحة الحروب القديمة.. التي كانت بداية نشأتها هي( المجانق) وكان أول من استخدمها هم الرومان وهي عبارة عن آلات كبيرة لقذف الصخور علي الأعداء بواسطة نوابض( زنبلكات) ضخمة وكان هناك نوع أخر من الأسلحة القاذفة أيضا تسمي( بليستا) وهي شبيه بالمنجنيق ولكن يقذف السهام بدلا من الحجارة والصخور أما الفرنسيون والألمان المعروفون في ذلك الوقت( بالغاليون) فلم يكن عنهم مجانق ولا بليستا ولكنهم كانوا يستعملون قسيا محددة يرشونها بأيديهم ويحكمون توجيهها إلي أعدائهم بطريقة تشهد لهم بالبراعة التامة. وكانوا يستخدمون أيضا مقاليع من الجلد لقذف الحجارة الصغيرة ويسددونها إلي أعدائهم بإحكام تام وفضلا عن ذلك كانوا يحملون هراوات في أطرافها أشواك من النحاس والحديد أما فرسانهم فكانوا يحملون رماحا طويلة وكذلك بلطات ومطارق. الخلاصة أن أسلحة الحروب القديمة كانت المقلاع والبلطة والهراوة والفأس والحربة والرمح والبليستا والمنجنيق وظلت هي الأسلحة المستخدمة إلي ما بعد الميلاد بنحو أربعة عشر قرنا وقبيل أن يعم استعمال البارود في الحروب أضيف إلي الأسلحة نوع جديد وهو القوس وكان طوله يتراوح بين قدمين ونصف وثلاثة أقدام وطول السهم الذي ترشقه القوس من ثماني عشر إلي عشرين بوصة وأول ما ظهر القوس ظهر في بلاد الشرق ومنه إلي اليونان والرومان.. إلا أن الرومان لم يهتموا باستعماله ولا شاع في أوروبا إلا في ختام القرن العاشر للميلاد ومنذ ذلك الوقت أصبح لها من الأهمية ما للبنادق في بدايات القرن العشرين أما القوس الذي شاع في انجلترا فكانت أطول منها في فرنسا وأسبانيا وكانت السهام تندفع منها بعزم شديد علي أن القوس الفرنسية كان أشد منها فعلا وقد بقي السلاح الأوروبي الأهم مدة خمسة قرون إلي أن حل محله الأسلحة النارية ولما شاع استخدام الفولاذ( الصلب) صار الفرنسيون يصنعون قسيهم منه, علي أنه لم يكن من السهل حني القوس فجددوها باستخدام طريقة ميكانيكية تزيد من قوة دفع السهام و زيادة الفولاذ في الدروع التي كانوا يستعملونها. ولكن ظهرت أفضلية الأقواس الإنجليزية الطويلة في حرب المائة سنة التي وقعت بين فرنسا وإنجلترا فكما ذكر المؤرخون أن سهام الإنجليز في موقعة كريسي كانت تملأ السماء حتي تكاد لا تري الشمس وكانت أول موقعة استخدم فيها الإنجليز البارود وكانت عبارة عن ثلاث مدافع بسيطة لقذف الحجارة بواسطة البارود, ولم تنتشر الأسلحة النارية إلا بعد ذلك بنحو مائة عام.. وكانت المدافع في أول الأمر تطلق بوضع جمرة نار علي ثقب في مؤخرة المدفع متصل بمخزون البارود ثم شاع بعد ذلك استخدام العيارات النارية وكان الزناد في بادئ الأمر يؤدب باحتكاك حجر من الصوان بقطعة من الفولاذ فينتج من احتكاكها شرارة تمس البارود فتطلقه وظلت تتطور العيارات النارية حتي وصلت إلي الأشكال الحالية في وقتنا هذا.