من يشاهد التقارير الإعلامية التى تنقل لنا ما يحدث فى اعتصام «رابعة» يرى عجباً!. أحد هذه التقارير عرض تلال الرمل التى ألقت بها عربات النقل الثقيل، وكيف تمت تعبئته فى أكياس تراصت فوق بعضها البعض لتشكل سواتر يتمترس خلفها المعتصمون، تقرير آخر عرض براميل المياه التى ينوى المعتصمون استخدامها فى التعامل مع القنابل المسيلة للدموع حال إلقائها عليهم، وتحدث تقرير ثالث عن الخط الدفاعى الذى يشيده «الرابعويون» الذى يشبه خط بارليف الإسرائيلى، وتناول تقرير رابع سلاحاً عجيباً سبق واستخدمه المسلمون الأوائل، وهو سلاح المنجنيق، وقد استخدمه الحجاج بن يوسف الثقفى ذات يوم لهدم الكعبة فوق رأس الصحابى عبدالله بن الزبير ومناصريه، وهو عبارة عن آلة -تشبه قوس رمى السهام- وتستخدم فى قذف الحجارة الكبيرة لمسافات بعيدة، لتقتل الأفراد وتهز المبانى، لن أحدثك بالطبع عما يشير إليه البعض من وجود أسلحة متنوعة داخل «رابعة»، بعضها من النوع الثقيل، كما أشارت بعض التقارير، لأن هذه المعلومات ليست مؤكدة حتى الآن. هناك سؤال يطرح نفسه بعد استعراض مجموعة التحصينات التى سوف يواجه بها المعتصمون ب«إمارة رابعة» أى هجوم أمنى محتمل لفض اعتصامهم، هو: كيف تمكن الإخوان من إدخال كل هذه الإعدادات إلى منطقة «رابعة».. وأين كان الأمن من كل هذا؟. إن الإنسان ليتعجب من حديث المسئولين المستمر عن فض اعتصام رابعة، وحرصهم على ألا يتسبب ذلك فى سقوط عدد كبير من الضحايا، سواء من المعتصمين أو جنود الشرطة والجيش، فى الوقت الذى يسمحون فيه بدخول هذه التحصينات إلى الميدان، بصورة تجعل مسألة فض الاعتصام دون سقوط قتلى بأعداد كبيرة أمراً مستحيلاً. وإذا أضفت إلى ذلك حالة التباطؤ غير المفهوم فى التعامل مع الموقف فسوف تقع فى بئر عميقة من الحيرة حول الطريقة التى يدير بها كبار المسئولين هذه الأزمة!. فالشراسة التى يتحدث بها بعض المسئولين عن الإخوان المعتصمين فى «رابعة» و«النهضة» لا تتناسب إطلاقاً مع حالة «الطناش» الرسمى التى يتعاملون بها مع بعض الأمور التى تجرى على الأرض، من بينها أمر التحصينات الذى أشرت إليه، وبعض اللقاءات التى يعقدها قادة عسكريون مع قيادات من التيارات الإسلامية، مثل ذلك اللقاء الذى نشرت بعض الصحف أنه تم -قبل أيام- بين اللواء أركان حرب «أسامة عسكر» قائد الجيش الثالث وعدد من القيادات الإخوانية والسلفية. إيه الحكاية بالضبط؟!. كيف يستقيم أن يؤدى المسئولون على هذا النحو فى الوقت الذى يتحدثون فيه بأعلى درجات الصرامة عن فض الاعتصامات التى تنادى بعودة المعزول «مرسى». الموقف فى مصر يكتنفه قدر كبير من الغموض، ويشتمل على العديد من الأمور التى تستعصى على الفهم. عموماً الأيام القادمة «حبلى» بالعديد من الأحداث، قد يرقى بعضها إلى مستوى المفاجآت المروعة!.