أفرجت إسرائيل أمس عن26 أسيرا فلسطينيا في المرحلة الثانية من عفو محدود عن قدامي المعتقلين الفلسطينيين منذ أكثر من عشرين عاما, يهدف إلي مساعدة محادثات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة وتسير بخطي متعثرة بسبب انقسامات في كلا الجانبين. ونقل الأسري المفرج عنهم الذين أدينوا بقتل إسرائيليين قبل أو بعد اتفاقات السلام المؤقتة التي وقعت قبل عقدين في حافلات من السجن عند منتصف الليل إلي أماكن تجمع أقاربهم للترحيب بهم في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة. ودعا عدد من الأسري المفرج عنهم إلي مواصلة العمل من أجل الإفراج عن باقي الأسري, وقد توجه21 أسيرا إلي الضفة الغربية اثر الافراج عنهم من سجن عوفر قرب القدس, ووصل خمسة معتقلين آخرين إلي قطاع غزة عند معبر بيت حانون. وينتمي19 من الأسري المفرج عنهم الي حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس, وأربعة إلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وثلاثة الي حركة حماس الاسلامية, وجميع الأسري باستثناء معتقل واحد اعتقلوا قبل توقيع اتفاقيات أوسلو عام1993 محكوم عليهم بالسجن مدي الحياة لمرة واحدة علي الاقل لادانتهم بقتل اسرائيليين. واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاسري وعائلاتهم في مقر السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية, وتعهد عباس في كلمة له في حفل استقبال الاسري بعدم التوقيع علي اتفاق سلام نهائي مع اسرائيل وهناك أسير واحد خلف القضبان, مضيفا لن تتم الفرحة إلا بإخراج الجميع من السجون. ورفض عباس ما صدر من تصريحات جاء فيها ان صفقة الافراج عن الاسري كانت مقابل استمرار اسرائيل في التوسع الاستيطاني. وأصدرت الحكومة الفلسطينية بيانا قالت فيه ان الافراج عن هؤلاء الاسري هو مقدمة لعفو كامل عن كل السجناء واقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة تكون القدسالشرقية عاصمة لها, وقالت ان الفلسطينيين سيرفضون اي محاولات من جانب اسرائيل للاتجار بالسجناء مقابل الاستمرار في البناء الاستيطاني. وفي سياق متصل, تظاهر العشرات من نشطاء الحركات اليمينية الإسرائيلية قبالة سجن عوفر احتجاجا علي القرار بالإفراج عن السجناء الفلسطينيين, ودعا المتظاهرون إلي الإفراج عن سجناء أمنيين يهود أيضا, فيما أضرم عدد من المتظاهرين النار في كوفيات فلسطينية. وفي غضون ذلك, أعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي أن حكومة بنيامين نيتانياهو قررت بالتزامن تسريع الاستيطان في القدسالشرقية, حيث أعلنت عن خطط لبناء مئات المنازل الاستيطانية الجديدة علي أراض يريدها الفلسطينيون كجزء من دولتهم المستقبلية وذلك بعد ساعات من إطلاق سراح الأسري. وقالت وزارة الداخلية الإسرائيلية إن1500 وحدة سكنية ستقام في رامات شلومو وهي مستوطنة يغلب علي سكانها اليهود المتطرفون أقيمت بالقدسالشرقية عام.1995 ويري الفلسطينيون في المستوطنات عقبة في طريق إقامة دولة تتمتع بمقومات البقاء في الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية, كما تري معظم الدول المستوطنات الإسرائيلية غير مشروعة ويؤكد المفاوضون الفلسطينيون ان مواصلة الاستيطان التي سبق أن تسببت بوقف المفاوضات في2010 تدمر عملية السلام.