يواجه المجتمع الدمياطي حاليا مشكلة اجتماعية خطيرة ارتبطت بزيادة معدل الأمية والفقر وهي( ظاهرة زواج القاصرات) حيث تنتشر بين الأسر الفقيرة والفئات ذات الثقافة المنعدمة وهو الأمر الذي أدي الي تزايد الخلافات الزوجية بصورة كبيرة بفضل هذا الزواج غير المتكافيء وغير القانوني, خاصة أن الجهود الحالية التي تبذلها منظمات المجتمع المدني لم تعد كافية لحل ومحاصرة هذه الظاهرة التي زادت في الآونة الأخيرة بصورة ملحوظة, وهو الأمر الذي يستلزم تضافر كافة الأجهزة المعنية لوضع حلول حاسمة لهذا الزواج الذي يعرض حقوق المرأة للضياع فضلا علي تأثيره النفسي والاجتماعي علي المجتمع ككل. يقول جهاد عيد موجه بالتربية والتعليم ان زواج القاصرات في دمياط ظاهرة تستحق الدراسة حيث انتشر هروب البنات القصر للزواج دون معرفة العواقب الوخيمة التي سوف تعود عليهن وعلي المجتمع ولذلك نطالب المؤسسات والجمعيات التحرك سريعا وعمل برامج توعية وأيضا علي وسائل الاعلام أن تبرز المخاطر الناتجة من تلك الظاهرة الخطيرة التي تهدد مستقبل بناتنا, ويشير محمود النجيري مأذون شرعي إلي أن هذه الظاهرة زادت خلال الفترة بصورة كبيرة حيث تضاعفت بنسبة ستة أضعاف عما كانت عليه من قبل حيث انها تنتشر ضمن فتيات الشرائح الفقيرة التي تضطر للعمل في سن مبكرة مثل العمل في معارض الموبيليا ومعامل الحلويات المنتشرة في المحافظة حيث يأتي الكثير منهن وهن حوامل لتوثيق الزواج, كما تنتشر أيضا لدي الكثير من الوافدات من المحافظات المجاورة للعمل داخل المحافظة, كما أن هناك فئات ذات ثقافة اجتماعية ضعيفة تنتشر فيها تلك الظاهرة مثل تجار المخدرات ومتعاطيها وذلك بسبب ضعف الوعي لدي تلك الشرائح اضافة إلي تفشي ظاهرة التسرب من التعليم. وتؤكد كريمة البدري مقررة المجلس القومي للمرأة بدمياط أن المجلس لم يقف مكتوف الأيدي إزاء انتشار تلك الظاهرة حيث نقوم بتنظيم ندوات توعية للأباء والأمهات للتعريف بأضرار هذا الزواج, كما نقوم بتدريب الرائدات الريفيات واستغلال اختراقهم للبيوت الريفية وثقة الأسر بهم من أجل توعية الأسر بأضرار هذا الزواج الذي نعتبره نوعا من أنواع الاتجار بالبشر, خاصة أن التكوين الصحي للمرأة في هذه السن يكون غير مهييء للزواج والإنجاب, وتحمل أعباء الزواج, وأبلغ مثال علي ذلك أن أكثر من20 حالة من السيدات قمن عن طريق المجلس برفع قضايا طلاق بسبب الضرر الذي وقع عليهن من العنف بسبب هذا الزواج القصري دون أخذ رأيهم خاصة ان الكثير من تلك الزيجات غير متكافئة بسبب فارق السن بينهم وبين أزواجهم.