حذر علماء الدين من محاولة البعض استغلال أيام عيد الأضحي المبارك في الخلافات السياسية, وطالبوا بضرورة أن يلتزم الجميع بأدب الاحتفال بالأعياد في الإسلام, والبعد عن العنف والصراع وكل ما من شأنه أن يفسد علي الناس فرحتهم بهذه المناسبة الكريمة. وشدد العلماء علي أن استغلال تجمعات المواطنين في العيد, للحديث حول القضايا السياسية محرم شرعا, ويتنافي مع تعاليم الإسلام, لأن هذه المظاهرات تفسد علي الناس فرحتهم بالعيد وتؤدي للزحام والفوضي وقطع الطرق وترويع المواطنين. وأوضح علماء الدين أن تحقيق الأمن للأوطان يتحقق في الأعياد من خلال التكبير في المساجد الذي يشعر الناس بالأمن والأمان, وحذروا من أي تصرفات تروع المواطنين في هذه الأيام الكريمة. وقال الدكتور الأحمدي أبو النور, وزير الأوقاف الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر, إن العيد مجال للبهجة المشروعة التي لا يتطرق إليها ما يتنافي مع جلال هذه المناسبة الكريمة, وإن المؤمن لابد أن يستشعر رقابة الله عز وجل في كل عمل يقوم به, حتي ولو كان سرورا أو نشاطا من الأنشطة التي يلجأ إليها الشباب في الأعياد, وأن يبتعد الشباب عن الأفعال التي تتنافي مع تعاليم الإسلام مثل التحرش والسرقة والبلطجة وغيرها من الظواهر السلبية, وأضاف: إذا كانت الأعياد مواسم للسعادة والسرور والمودة وصلة الأرحام, فلابد أن نبتعد عن كل ما يفرق الكلمة أو يثير الخلاف بين الأهل والأصدقاء أو أبناء الوطن الواحد, ويجب ألا يكون هناك نقاش أو حوار حول الأمور السياسية التي يختلف عليها الناس. وطالب الجميع بعدم الخوض في مثل هذه الأمور التي تعكر صفو الحياة وتكون سببا في الصراع أوسفك الدماء, لأننا جميعا نعيش في وطن واحد, وينبغي أن يكون التسابق في كل ما يكون سبيلا للأمن والسلام والمودة, فإذا كان المسلم في مثل هذه الأيام الكريمة عليه أن يصفح ويمد يده لأخيه المسلم, فإن مصلحة الوطن تكون في البعد عن تناول الأمورالسياسية التي تحدث احتقانا بين الناس في مثل هذه الأيام المباركة, وربما يكون التعامل بالحسني والتواصل في العيد سببين في تحقيق الأمن والاستقرار بعد ذلك, بما يعود بالنفع علي أبناء الوطن. من جانبه, قال الداعية الشيخ أحمد ترك, مدير مساجد القاهرة الكبري بوزارة الأوقاف, إن الأعياد فرصة لتقوية العلاقات بين الأهل والجيران والأصدقاء, وهذا يتحقق بالتسامح والتكاتف والوحدة والتواصل بين الناس في هذه المناسبات الكريمة التي تجمع شمل الأسرة علي مائدة واحدة, لأن الأسرة هي نواة المجتمع, وأمن المجتمع يتحقق من خلال القيم والمبادئ التي تعيش عليها الأسرة الصغيرة. وأكد أن التصرفات التي تؤدي لترويع المواطنين في الأعياد, محرمة شرعا وتتنافي مع تعاليم الشريعة الإسلامية, لأنها تفسد علي الناس فرحتهم بالعيد, وإذا كانت الألعاب التي يقوم بها الشباب وتؤثرعلي عامة الناس محرمة, فإن المظاهرات التي ترفع شعارات وتطوف الشوارع مرفوضة أيضا, لأنها تفسد علي الناس فرحتهم بالعيد, وتؤدي للزحام والفوضي وقطع الطرق وتنشر الرعب لدي الأطفال الصغار, وتتنافي مع التقاليد والعرف الذي عاش عليه المجتمع, وهذا مرفوض سواء في الأعياد أو غيرها من الأيام.