دعا علماء الأزهر إلي تطبيق المعاني والمقاصد الإسلامية النبيلة التي شرعت من أجلها الأعياد لتعزيز الروابط الاجتماعية والإنسانية بين المسلمين, وتعميق التلاحم والتكافل بين أفراد الأمة الواحدة. وتوثيق عري الأخوة الدينية والإنسانية بين أبناء الوطن الواحد وإظهار قيم ومبادئ الأخوة الإيمانية التي جاء بها الإسلام.. مطالبين بأن تتخذ احتفالات المصريين بعيد الأضحي هذا العام بعدا إنسانيا من خلال الحملات التي أطلقها العديد من الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني بمساندة المؤسسة الدينية الرسمية, لتحقيق المقاصد الاجتماعية والإنسانية للأعياد في الإسلام, ودعم حملات التبرع بلحوم الأضاحي للفقراء والمحتاجين في كل مكان. وأكد الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر أن الأعياد في الإسلام تعمل علي تجديد العلاقات الإنسانية وإشاعة روح المودة والإخاء بين المسلمين, موضحا أن العيد في الإسلام ليس احتفالا فرديا, بل هو فرح للمسلمين جميعا, ولأجل ذلك ألزمت الشريعة الإسلامية الأغنياء والقادرين من المسلمين بسد حاجات الفقراء والمعوزين خلال فترة العيد, تجسيدا لمعاني الفرح والرحمة والمودة والتواصل. كما ألقي الإسلام علي الأعياد معان نبيلة وأظلها بقيم ربانية تجعل منها وسيلة لاستكمال طاعة الله عز وجل بما يجب من سلوكيات وأفعال, فحث علي زيارة الأقارب وصلة الأرحام والعطف علي الفقراء والمحتاجين والإحسان إليهم, ونهي عن اتخاذ العيد وسيلة لمعصية الله عز وجل, وقد ثم شرع الله عز وجل الأضحية حتي تكون عونا للفقير وحتي تذوب الفوارق بين المسلمين فلا يري الفقير بائسا في هذا اليوم, وتتحقق دعوة الإسلام بالمساواة بين المسلمين بعضهم ببعض, وتصير الأمة كالجسد الواحد.وأشار الدكتور أحمد كريمة إلي أن هناك سننا وآدابا وصي بها رسول الله صلي الله عليه وسلم في الاحتفال بالأعياد, منها الترويح عن النفس من هموم الحياة بشرط ألا يتخللها منكر أو بدعة, فالعيد في منهج الإسلام بهجة وفرحة وسرور وشكر لله علي التوفيق لأداء فريضة الحج, ومراعاة الآداب التي وضعتها الشريعة الإسلامية للاحتفال بالعيد ومراعاة حرمات الله تعالي فلا يجوز إلقاء مخلفات لحوم الأضاحي في الشوارع ولا تقطع الأشجار ولا تقطف الزهور ولا أن تتحول الشوارع وأماكن التسوق إلي ساحة لارتكاب المعاصي والتحرش بالفتيات, قال تعالي: ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها, فالأعياد لم تشرع لتكون مناسبات فارغة المحتوي والمضمون من الدلالات الأخلاقية والإنسانية, ويجب علي كل مسلم الالتزام في هذا اليوم المبارك بالسلوكيات الطيبة والأخلاق الحميدة, فيسارع الناس إلي تبادل التهاني بقدوم العيد ويتصالح المتخاصمون وتعقد مجالس الحب والتراحم والمودة ونزول الأحقاد من النفوس فتتجدد العلاقات الإنسانية وتقوي الروابط الاجتماعية وتنمو القيم الأخلاقية وتعلو قيمة التآخي والتعاون والبذل والعطاء والجود والكرم والتراحم والتعاطف, كما أباح الإسلام الغناء في يوم العيد, فعندما دخل سيدنا أبو بكر مع الرسول إلي بيته صلي الله عليه وسلم ووجد جاريتين تغنيان وقال أمزمار الشيطان في بيت رسول الله؟ فقال له الرسول: دعهما يا أبا بكر فاليوم يوم عيد. من جانبه أوضح الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن الأعياد في الإسلام فيها استثمار للمعاني الإنسانية, وأن ما تقوم به كثير من المؤسسات الاجتماعية والخيرية من توظيف للأضحية والحث عليها ودعوة القادرين للتبرع بها للفقراء والمحتاجين أمر ضروري في الإسلام, وفيه إحياء لفريضة التكافل الاجتماعي, لافتا إلي أن الأعياد في الإسلام شرعت لحكم ومقاصد سامية, وهي فرصة للفرح ولتقوية الروابط الاجتماعية ونشر المودة والرحمة بين المسلمين في كل مكان, وفرصة لتقوية روابط الأخوة والوحدة الوطنية بين شركاء الوطن, ولنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم الأسوة الحسنة حين قال: استوصوا بأهل مصر خيرا,فإن لكم فيها نسبا وصهرا.