أكدت مناقشات المؤتمر السنوي لجمعية الإسكندرية للحساسية والمناعة ضرورة تغيير مفهوم المجتمع لمرض السدة الرئوية باعتباره مرض يؤثر علي جميع أجهزة الجسم كله بطريقة تتطلب تكاتف كل التخصصات الطبية بهدف التكامل في تقديم الرعاية الصحية للمرضي. كما أكد الأطباء أن المرض قابل للسيطرة إذا تم اكتشافه مبكرا, و متابعة لأمراض الأخري المصاحبة له كأمراض القلب, كما حذرت الأبحاث من مخاطر اضطرابات التنفس أثناء النوم,والتي تصيب5% من المصريين, وتعد السمنة من أسباب حدة وتكرار هذه النوبات. وناقش المؤتمرأيضا الجديد في تشخيص الربو الشعبي وكما يشير الدكتور سمير خضر أستاذ الحساسية بطب الإسكندرية ورئيس الجمعية إلي أن ذلك يتم من خلال قياس عدد الخلايا الحمضية في البصاق والدم وقياس أكسيد النيتريك, وقياس السوائل والأجسام الصلبة والمواد العضوية المتطايرة في هواء الزفير باستخدام جهاز' الانف الالكتروني', التي يمكنها التفرقة بين حساسية الصدر ومرض الانسداد الشعبي, واستعرض لعلاج الحساسية الصدرية والتي لا تستجيب للكورتيزون سواء بالاستنشاق او بالفم مع إضافة موسعات الشعب طويلة المفعول ومضادات الالتهابات, واللجوء لاستخدام مضادات' امينو جلوبلين ه' مع العلاج الحراري بالمناظير لعضلات الشعب الهوائية. ويوضح الدكتور محمد الشرقاوي استشاري حساسية الصدر والمناعة وأمين عام الجمعية العلاقة المشتركة بين حساسية الصدر والأمراض الأخري كالقلب والكلي حيث تبين أن بعض علاجات القلب وضغط الدم قد تؤدي إلي صعوبات بالتنفس نتيجة تأثيرها علي عضلات الشعب الهوائية, ويتم تشخيص المرض بالخطأ علي أنه مرض للحساسية في مراحل متوسطة, ويدعو ذلك للتنسيق بين الأطباء في التخصصات المختلفة, وذلك لإعطاء علاجات لا تعمل علي انقباض الشعب الهوائية, أما مرضي الغسيل الكلوي فتبين أن زيادة البولينا بالدم تؤدي لاحتجاز مياه بالجسم واحتقان بالرئة, ويكون العلاج بسحب المياه الزائدة واستعادة الرئة لعملها الطبيعي, وفي40% من مرضي الروماتويد والذئبة الحمراء تضطرب الشعب الهوائية وتحتاج لعلاجات مصاحبة تعتمد علي الكورتيزون بالفم والحقن وموسعات الشعب لتجنب تأثير الأمراض المناعية. ويؤكد الدكتور محمود الزلباني أستاذ طب الأطفال بطب الإسكندرية, دور التغذية في الحفاظ علي جهاز المناعة في مريض حساسية الصدر, حيث تبين أن التغذية الطبيعية الخالية من المواد الحافظة والألوان الصناعية لها دور مهم في عدم تعرض الجهاز المناعي لمثيرات الحساسية الصدرية, وأهمية اللجوء للحياة الطبيعية التي تساعد علي تنمية البكتيريا الطبيعية المفيدة للجهاز الهضمي والتنفسي, مشيرا لخطورة الإكثار من استخدام المطهرات والمضادات الحيوية لأنها تقلل من المجتمع الميكروبي المفيد, والمساعد علي تكوين مناعة طبيعية سطحية للأغشية المخاطية المبطنة للجهاز التنفسي, ويساعد ذلك في التقليل من إعطاء العلاجات للمرضي وتقليل دخول مواد كيماوية للجسم. و عن اضطرابات التنفس أثناء النوم, يقول الدكتور مصطفي الشاذلي أستاذ الصدر بطب قصر العيني إنه مرض يطلق عليه القاتل الصامت حيث تصيب5% من السكان في مصر ويصعب اكتشافه, ويؤدي المرض لمضاعفات صحية قد تصل إلي انقطاع بالتنفس, ويشخص علي أنه حساسية صدرية مصاحبة بحساسية أنفية, ويتم التشخيص السليم بإجراء اختبارات وظائف التنفس أثناء النوم, وأصبح متاحا إجراءه بالمنزل لعدم تغيير البيئة المحيطة بالمريض, والعلاج يتم بإنقاص الوزن للمرضي الذين يعانون السمنة حيث يؤثر ذلك علي حدة وعدد تكرار النوبات, واستخدام بعض الأجهزة الحديثة المانعة لغلق القصبة الهوائية أثناء النوم وما يصاحبها من اضطرابات في جميع وظائف الجسم.