تحت وطأة أزمة عدم اقرار الكونجرس الأمريكي للميزانية الجديدة, اضطر الرئيس باراك أوباما أمس لالغاء جولته الآسيوية, التي كانت مقررة إلي أندونيسيا وبروناي والتي كان سيشارك علي هامشها في فعاليات منتدي التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهاديء أبيك ببالي وقمة اتحاد دول جنوب شرق آسيا آسيان في بروناي ويلقي هذا القرار الضوء علي مدي خطورة الأزمة, التي تمر بها الولاياتالمتحدة حاليا, والتي اسفرت عن التوف الجزئي لعمل بعض مؤسسات الحكومة الأمريكية, حيث لايزال العديد من الإدارات الفيدرالية مغلقا وتم وضع حوالي009 ألف موظف حكومي أي نحو3401 من العدد الاجمالي للموظفين الفيدراليين, في حالة اجازات غير مدفوعة, في الوقت الذي لم يتم فيه تحقيق أي تقدم علي صعيد المساعي لحل هذا الشلل غير المسبوق في البلاد منذ عام.6991 وقد بدأت هذه الأزمة, تلقي بظلالها الكئيبة علي أسعار العملة الأمريكية, حيث وصل سعر الدولار أمس إلي أدني مستوي له منذ8 شهور, فيما أعربت اليابان علي لسان وزير ماليتها عن تخوفها من التأثير المحتمل لتلك الأزمة علي الاقتصاد العالمي وسوق العملات. ويجميع المراقبون علي أن أزمة الميزانية الأمريكية تعد أكبر تحد يواجه أوباما في فترة ولايته الثانية, حيث انه يرفض المقايضة علي برنامجه للرعاية الصحية, المعروف باسم أوباما كير, مقابل التوصل لتسوية فيما يخص الميزانية بما في ذلك رفع سقف المديونية وهو ما يتعين القيام به قبيل71 أكتوبر الحالي وإلا فان الولاياتالمتحدة ستتخلف عن سداد ديونها في وضع غير مسبوق في التاريخ الأمريكي. ولعل السؤال المطروح الآن هو: هل تتابع المؤسسات المالية عندنا تطورات المشهدين الاقتصادي والمالي الأمريكي؟ وهل أعدت لتلك التطورات عدتها بما في ذلك تداعياتها السلبية الأكيدة علي المنطقة والعالم؟! لمزيد من مقالات راى الاهرام