بعيدا عن ساحات المعارك هناك رجال أدوا أدوارا عظيمة خصوصا في ساحة الإعلام سواء لتعبئة وحشد الرأي العام وإخراجه من أجواء اليأس بعد نكسة1967 أو لتمرير خطة الخداع الاستراتيجي والتكتيكي. وأخص بالذكر الكاتب القدير الأستاذ محمد حسنين هيكل والسياسي المخضرم الدكتور محمد عبدالقادر حاتم... وربما يكون الفارق الوحيد بين الرجلين في أدائهما أن هيكل كان محاورا من داخل النظام فقد اختلف مع الرئيس السادات عام1971 فيما كان يقوله عن عام الحسم وكتب ونشر آرائه التي تعرض بسببها لحملة شرسة ثم اختلف عام1972 في الطريقة التي استخدمت عند الإعلان عن إنهاء مهمة الخبراء السوفيت في مصر وفي خضم المعالجة الإعلامية السياسية لما سمي آنذاك بمشكلة الفتنة الطائفية.. وفي عام1973 اختلف هيكل مع السادات بشأن غلاظة التعامل الأمني والسياسي مع شباب الجامعات والمثقفين والصحفيين الرافضين لطول فترة اللا حرب واللا سلم.... ورغم كل ذلك فإن السادات كلف هيكل في مطلع أكتوبر عام1973 لكتابة التوجيه الاستراتيجي الصادر منه إلي الفريق أول أحمد إسماعيل بشأن استراتيجية حرب6 أكتوبر المرتقبة وأهدافها... وما بين6 أكتوبر1973 وأول فبراير عام1974 اشتدت خلافات السادات مع هيكل الذي تصاعد بانتقاداته في مسألة الثغرة واتفاق الكيلو101 وهو ما أدي الي إقدام السادات علي إبعاد هيكل من الأهرام وتعيين حاتم بدلا منه في أول فبراير1974 باعتباره جنديا يكتفي بطرح رؤيته ثم يتقبل ما يصدر إليه من تكليفات, وعموما سوف يظل دوره في إعداد الدولة للحرب عام1973 وإشرافه علي الملف الإعلامي لها أنصع صفحات تاريخه السياسي الممتد لأكثر من60 عاما... أطال الله في عمر الرجلين اللذين لعب السادات بذكاء علي وتر حساس في حرصهما علي الجمع بين السياسة والإعلام والسعي للانفراد بثقة الرئيس.! خير الكلام: الحقيقة كالنور يصعب حجب أشعتها! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله