رغم مرور45 عاما علي حرب5 يونيو1967, فإن تداعياتها مازالت تتوالي إلي اليوم, وكأنها وقعت في الأمس القريب, ومع أن هناك أحداثا جسام وقعت تباعا علي امتداد الأعوام ال45 التي أعقبت كارثة الهزيمة العربية المروعة, بدءا من حرب الاستنزاف الجسورة ووصولا إلي حرب أكتوبر المجيدة, إلا أن دخان ذلك اليوم المشئوم مازال كثيفا وماثلا يؤذي العيون! ولعلي أنبه منذ البداية إلي أنني لست من أولئك الذين تستهويهم فكرة تحويل هذه المناسبة كل عام إلي مأتم للطم الخدود أو اجترار الشماتة وتعليق مسئولية ما جري في رقبة أحد بعينه.. وأيضا فإنني لست مع الذين يدافعون بالحق والباطل عما جري. إن الأمر بات أكبر من أن يظل جدلا عقيما حول مسئولية وقوع الكارثة وتحميلها لطرف دون آخر لأن ما نواجهه اليوم من تحديات مريرة علي طول المنطقة وعرضها يحتم علينا أن نوقف هذا الجدل العقيم وأن نجري تقويما أمينا ومنصفا لظروف وملابسات تلك الحرب المشئومة وأخطار وخطايا هذه المرحلة واضعين في الاعتبار أن الخطأ ليس مرادفا دائما للخيانة أو التخاذل! وفي اعتقادي أن المشير أحمد إسماعيل علي وزير الدفاع الأسبق كان أفضل مسئول يعبر عن مرارة تداعيات الهزيمة في عام1967 بعد أسابيع قليلة من قيادته لجيش العبور في أكتوبر عام1973 عندما قال في مقابلة صحفية مع الأستاذ محمد حسنين هيكل نشرتها الأهرام بتاريخ18 نوفمبر عام.1977 يقول المشير بالحرف الواحد: لقد رأينا كيف كانت أحوال الوطن في فترة أحس فيها بعجزه عن حماية سلامه وأمنه.. إن أثر ذلك لم يقتصر علي المجال السياسي بل إنه امتداد إلي حياة كل إنسان علي هذه الأرض.. كرامته نفسها أصبحت معرضة.. أكاد أصل إلي القول بأننا أحسسنا بنوع من التآكل الأخلاقي نتيجة إحساسنا بقصور قوتنا عن حماية سلامنا وأمننا. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: لا يعرف الناس قيمة الحق إلا إذا ضاع منهم! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله