في حياتنا أيام مجيدة وأحداث عظيمة تحفر لنفسها مكانا ثابتا في عقول الناس وقلوبهم ومن بين هذه الأيام في تاريخ مصر الحديث يجيء يوم الخامس والعشرين من أبريل عام.1982 في مثل هذا اليوم الذي تحل ذكراه الغالية بعد أيام استعاد العقل والضمير المصري عديدا من الذكريات بعضها' مؤلم' وأغلبها' مفرح' فقد عادت الذاكرة إلي الوراء تسترجع ظروف النكبة عام1948 وملابسات الانتصار السياسي عام1956 ثم صدمة النكسة الفظيعة عام1967 وما أعقبها من صحوة في الوعي المصري أسفرت عن إعادة بناء القوات المسلحة وخوض حرب الاستنزاف وكسب معركة تحريك الصواريخ والاستغناء عن الخبراء السوفيت والوصول بالمقاتلين إلي أفضل درجات التدريب وأقصي درجات الشوق للقتال.. وهو ما مكن في النهاية من تحقيق العبور العظيم في أكتوبر عام.1973 في مثل هذا اليوم منذ30 عاما مضت كانت مشاعر الفرحة باستعادة كامل تراب سيناء باستثناء شريط طابا- تتزاوج مع عهد مع النفس بألا تتكرر- مرة أخري- أخطاء عام1967 التي أدت إلي تغييب جزء عزيز من أرض الوطن قرابة15 عاما. في هذا اليوم علينا أن نتذكر جيدا أن سيناء لم تعد إلينا نتيجة صحوة الضمير العالمي أو احتراما لمقررات الشرعية الدولية وإنما عادت بدماء الشهداء الذين بذلوا الدماء الزكية حبا وعطاء من أجل أن ننعم اليوم بوطن كامل السيادة ترفرف علي كل جوانبه أعلام العزة. في هذا اليوم ينبغي أن نوجه كل التحية للعسكرية المصرية التي لم تسمح لعار الهزيمة في يونيو1967 أن يمكث ولو أسابيع وانتفض الرجال من تلقاء أنفسهم علي امتداد قناة السويس في معارك بطولية بالطيران والمدفعية والسلاح الأبيض قبل الدخول في حرب استنزاف شرسة نجحت في تطعيم المقاتلين لأجواء الزلزال الكبير الذي هز الدنيا بأسرها ظهر يوم السبت السادس من أكتوبر.1973 و سلام علي شهداء الوطن الذين لهم كل الفضل في استرداد سيناء! [email protected] خير الكلام: أخطر ما يهدد ذاكرة أي أمة أن تنسي أخطاءها وأن تنكر فضل أبطالها! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله