تحرير سيناء.. الرسالة والمسئولية! تجئ ذكري تحرير سيناء هذا العام بينما يشهد العالم العربي رياحا عاتية من الغضب والرفض الذي أنجز ثورتي تونس ومصر ومازالت أجنة الثورة تعيش مرحلة المخاض في دول عربية أخري بما يعني أننا علي أعتاب معادلة إقليمية جديدة خصوصا تجاه ما يسمي بعملية السلام التي أصبحت بسبب السياسات الإسرائيلية المتشددة كابوسا مزعجا كان من بين أهم أسباب هذه الانتفاضة العربية الكبري إلي جانب قضايا الحرية والتغيير والعدالة الاجتماعية. ويبدو أن الإسرائيلين لم يستوعبوا حتي اليوم دروس ملحمة تحرير سيناء ولم يحسنوا فهم وتقدير اليد العربية التي امتدت لهم بالسلام علي أرضية نصر أكتوبر المجيد عام1973 والدليل علي ذلك أن معظم ما يصدر عن إسرائيل في خطابها الاعلامي والسياسي خلال الآونة الأخيرة يؤكد تناميا ملحوظا للتيار المتشدد الذي يحلم باسترجاع أصداء الماضي ويراهن علي كسب الوقت لأستكمال مخطط تصفية القضية الفلسطينية متوهما أن انشغال العالم العربي في قضاياه الداخلية يصب في صالح هذا المخطط مع أن العكس هو الصحيح! والحقيقة أن هذا التيار المتشدد ليس وليد اليوم ولكنه موجود وقائم منذ نشوء الدولة العبرية عام1948 ثم اضطرته مفأجاة حرب أكتوبر عام1973 وما تبعها من مبادرة السلام المصرية عام1977 إلي التواري لفترة محدودة لم تزد عن عدة سنوات ثم ما لبثت ريما أن عادت إلي عادتها القديمة لتجدد وبشدة عملية غرس مفاهيم هذا التيار المتشدد في عقول الأجيال الجديدة لضمان بقاء إسرائيل في حالة استنفار دائم يرون أنه الضمان الوحيد لأمنهم. إن هذا التيار المتشدد الآخذ في التنامي داخل إسرائيل يتغذي بأوهام وأساطير تقول بأن بني إسرائيل لم يعرفوا كلمة الحدود علي طول التاريخ ويستشهدون علي ذلك بمقابلة جرت بين الزعيم الفرنسي الراحل شارل ديجول وثعلب إسرائيل العجوز ديفيد بن جوريون قبل حرب يونيو عام1967 بعدة أعوام. كان ديجول قد وجه سؤالا محددا لبن جوريون: ما هي الحدود التي تعتبرها إسرائيل حدودا آمنة لها ؟.. فلم يستطع بن جوريون الرد وراح يتحدث عن تهويمات تاريخية لا علاقة لها بالموضوع وحينئذ أدرك ديجول بحنكته السياسية أن إسرائيل لا تريد أن تلزم نفسها بحدود تغلق أمامها فرص التمدد والتوسع التي تحلم بها. وأظن أن احتفالنا بهذه الذكري المجيدة يجب أن يكون في شكل رسالة لكل من يعنيه الآمر بأن مصر لها رسالة وعليها مسئولية للتأكيد علي أن السلام حق.. والحق لا معني له بغير قوة تحميه! خير الكلام: قطرة الماء تثقب الحجر لا بالعنف ولكن بتواصل السقوط! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله