يقول المثل العامي إنك لن تعرف الشخص حتي تعاشره, ونقول نحن إنك لن تعرف رئيس بلادك إلا إذا عرفت أصناف وتكاليف ونوعية طعامه لتكتشف كيف يتعامل الرجل مع المنصب وهل يراه تكليفا ام مكافأة علي معاناته السابقة؟! مؤخرا نشرت بعض المواقع الاليكترونية ان الرئيس المؤقت عدلي منصور طلب من موظفي قصر الاتحادية عدم تقديم وجبات طعام في القصر مفضلا ان يتناول طعامه في بيته مع اسرته. علي العكس منه الرئيس المعزول محمد مرسي الذي ضمن دخول التاريخ باعتباره الرئيس الأكثر نهما للطعام الفاخر حيث اعتاد أن يطلب هو وأهله وعشيرته من الإخوان وقدامي الارهابيين في وجباتهم اليومية افخر أنواع الطعام من بط وكباب وحمام علي حساب دافعي الضرائب الذين لا يري اغلبهم اللحوم بأنواعها إلا في المواسم, والطريف أن مرسي وفقا لما نشر كان يمر علي قصر الاتحادية لتناول الغداء حتي لو لم يتطلب جدول أعماله التواجد في القصر. شهية مرسي المفتوحة تبقي استثناء بين رؤساء مصر المتتابعين بداية من جمال عبد الناصر الذي لم يكن يتناول في غدائه سوي الأرز والخضار مع لحم أو دجاج كما يذكر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في كتابه لمصر لا لعبد الناصر وأنه عندما قيل له لماذا لا تطلب أنواعا مختلفة من الطعام مثل باقي رؤساء الدول فرد قائلا يعني هي الناس بتاكل إيه غير الأرز والخضار!. أما السادات الذي عرف عنه ولعه بالفخامة فقد كان يتناول طعاما بسيطا من فواكه وسلاطات وقطعة لحم أو دجاج لكنه يوضع في أطباق من الكريستال المحلي بماء الذهب. أما الرئيس الأسبق مبارك فكان يتناول الطعام البحري في غدائه ويكتفي بالفول والبيض في الإفطار والعشاء. ومن الغريب أنه في الوقت الذي تتحمل فيه الشعوب الفقيرة تكاليف المآدب الفخمة لرؤسائها فان زعماء الدول الثرية يدفعون بموجب دساتير بلادهم تكاليف وجباتهم حيث يتحمل الرئيس الأمريكي مثلا كما ذكرت مجلة مينتال تكاليف- ليس فقط فواتير الطعام وانما كل الخدمات مثل معجون الأسنان وكي الملابس, ويذكر أن نانسي زوجة الرئيس الأسبق رونالد ريجان صعقت عندما احضر لها مساعدوها فواتير الطعام وقالت في صوت يشبه الصراخ إنها تزيد علي ما يمكن ان يدفعوه في فندق8 نجوم؟!. كذلك في فرنسا يدفع الرئيس تكاليفه الشخصية بينما تتحمل الميزانية الحكومية نفقات المآدب الرسمية فقط, وكان الرئيس السابق نيكولا ساركوزي قد تعرض لانتقادات عنيفة بعد اكتشاف ان الدولة دفعت بالخطأ نفقات شراء مواد غذائية خاصة به واضطر علي اثر ذلك إلي تسديد14 ألف يورو للخزانة العامة لتسوية الفضيحة. أما في بريطانيا التي تعد رفاهية عائلتها المالكة محل حسد رؤساء وملوك العالم فإن ما لا يعرفه كثيرون إن الميزانية الضخمة المخصصة لنفقات الملكة وأولادها والتي بلغت العام الماضي43 مليون يورو تقتطع من الأرباح التي تحققها العقارات المملوكة للعائلة الملكية والتي بلغت العام الماضي أيضا240 مليون جنيه إسترليني. وفي النهاية فان شهية مرسي المفتوحة كانت أقل خطرا بالتأكيد من شهية رئيس أفريقيا الوسطي الأسبق بوكاسا الذي كان من آكلي لحوم البشر حين التهم طباخه العراقي من فرط إعجابه بالأطباق التي يطهيها له.