كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس أن وكالات المخابرات الأمريكية تنفق المليارات لمراقبة حليفتها باكستان تماما كما تنفق لمراقبة أعداء كالقاعدة وإيران, في الوقت الذي طلبت فيه حكومتا البرازيل والمكسيك توضيحات رسمية من الولاياتالمتحدة, بعدما كشفت وسائل الإعلام الغربية عن عمليات تجسس قامت بها واشنطن علي كل من رئيسة البرازيل ديلما روسيف ونظيرها المكسيكي إنريكي بينيا نييتو. وذكرت واشنطن بوست أن الولاياتالمتحدة كثفت مراقبة أسلحة باكستان النووية وهي تركز خصوصا علي مواقع للأسلحة البيولوجية والكيميائية فيها وتحاول تقييم مدي ولاء عناصر مكافحة الررهاب الباكستانيين الذين تجندهم وكالة الاستخبارات المركزية( سي اي ايه). ونقلت الصحيفة تلك المعلومات عن ملخص من178 صفحة للعمليات السرية للاستخبارات الأمريكية باسم الميزانية السوداء حصلت عليها من إدوارد سنودين, المحلل السابق بوكالة الأمن القومي والذي كشف البرامج الأمريكية لمراقبة الاتصالات في العالم. وأكدت الصحيفة أن الوثائق تكشف إلي أي مدي يصل انعدام الثقة في إطار الشراكة الأمنية الهشة بين الجانبين, وأن الجانب الأمريكي يقوم بعمليات جمع معلومات عن باكستان أكثر اتساعا مما تحدث عنه مسئولون أمريكيون سابقا. وأضافت أن الولاياتالمتحدة قدمت مساعدات بقيمة26 مليون دولار إلي باكستان في السنوات ال12 الأخيرة بهدف تحسين استقرار البلاد وضمان تعاونها في جهود مكافحة الإرهاب. في الوقت نفسه, استدعت المكسيك أمس الأول السفير الامريكي لمقر وزارة الخارجية في أعقاب الكشف عن مزاعم تجسس من جانب الولاياتالمتحدة في أمريكا اللاتينية. وطالبت الحكومة المكسيكية بتفسير مفصل بشأن تقرير ذكر أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تجسست علي الرئيس المكسيكي انريكي بينا نيتو العام الماضي حينما كان مرشحا للرئاسة والذي بثه التلفزيون البرازيلي الأحد الماضي. وقالت شبكة جلوبو التلفزيونية إن وكالة الأمن القومي تنصتت علي محادثات بينا نيتو أثناء تشكيل حكومته, واستشهدت بوثائق سرية سربها سنودين إلي الصحفي الأمريكي جلين جرينوالد, الذي يعيش في ريو دي جانيرو ويكتب لصحيفة الجارديان البريطانية. ومن جانبه, استدعي وزير الخارجية البرازيلي لويس البرتو فيجويريدو السفير الأمريكي توماس شانون لإبلاغه أن الحكومة البرازيلية تريد توضيحات رسمية مكتوبة سريعة هذا الأسبوع من الإدارة الأمريكية بشأن أنباء عن اعتراض الولاياتالمتحدة لاتصالات للرئيسة روسيف. واعتبر أن هذا الأمر يشكل انتهاكا مرفوضا للسيادة البرازيلية والذي يأتي قبل أقل من شهرين من زيارة رسمية تقوم بها روسيف إلي واشنطن في23 أكتوبر المقبل.