هذا المسرح يتعرض لإحدي المشكلات التي يواجهها المجتمع الأوروبي, خاصة بين بعض الشباب المدمن.. يقدم العرض الذي يتعرض لهذه المشكلة في بلدة صغيرة علي الحدود بين سويسرا وألمانيا. حيث تستضيف هذه البلدة عددا من المسرحيات الأوروبية التي تقدم في كل من النمسا وألمانيا وسويسرا. هذا الشباب يعد من القلة ولكن برغم ذلك يشكلون ما يعكر صفو المجتمع. الشباب هنا, موضوع هذا العرض, هو ذلك الذي لم يستطع حتي مجرد الذهاب لأي عيادة أو مستشفي للعلاج, علما بأنها هنا كثيرة وأيضا العلاج من خلال التأمين الصحي لا يتكلف فيه المريض أي تكاليف. المسرح معد كما لو كان شارعا أو ميدانا.. المهم مكان., شارع.. المنازل أو في حديقة.. نجد بعضا من هذا الشباب لا يستطيع السير بالأسلوب الطبيعي.. خلافات وخناقات ومشادات لا ندري ما سببها.. فجأة نجد الممثل يضرب زميله.. والممثلة تصرخ بلا سبب.. يتبادل آخر مع زميله مواد تبدو أنها مخدرة. موسيقي هادرة معظم الوقت تظهر لنا ذلك الشاب والشابة التي تعاني من منتهي الاضطراب.. أيضا الملابس غريبة بعضها غير متناسق وبعضها يمكن أن تصفه بالبهدلة.. فجأة يخرج شاب إلي المسرح يصرخ بصورة هيستيرية ثم يخرج من الجهة الأخري لخشبة المسرح.. دوره فقط أن يدخل صارخا من أحد الكواليس ليدخل الكالوس الثاني. الديكور قدم ببساطة شديدة مكان شبه مهجور.. جزء من حديقة قديمة.. جزء من شارع تحتل بعض سلال القمامة جانبه.. لا تشعر مطلقا بأن أمامك مسرحا ولكن هذه هي الأماكن التي تشاهدها من خلال مشهد إلي الآخر. أيضا هناك بعض من لحظات لصفاء النفس المزيف بين فتاة وشاب وفي النهاية نجد أن الضياع هو المشهد الختامي عندما يجتمع عدد منهم في مشهد لا تكاد تتبين من يتجه إلي هذا الركن والثاني يجري بسرعة والثالث يجلس, وتبدو عليه ليس الحسرة ولكن شبه الإغماء. إنها إحدي مشكلات بعض الشباب التي يجسدها المسرح بصورة طبيعية وذات تأثير واضح في المتلقي المتفرج.