بتكلفة 13.2 مليار جنيه.. الصحة: إصدار 1.89 مليون قرار علاج على نفقة الدولة خلال النصف الأول من 2025    جلسة ختام أنشطة وحدات وزارة التضامن تستعرض مهارت يحتاجها سوق العمل    محافظ أسيوط يستقبل وزير الري ويتفقدان مشروع قناطر ديروط الجديدة بنسبة تنفيذ 87% ويطلقان إشارة مرور المياه من قنطرة حجز الإبراهيمية    التنمية المحلية: وحدات السكان تنفذ 1352 نشاطاً سكانياً فى 24 محافظة    استشهاد 18 فلسطينيا من منتظري المساعدات برصاص الاحتلال الإسرائيلي وسط غزة    98 شهيدا و1079 مصابا فى قصف إسرائيلى على غزة خلال 24 ساعة    الأورمان تستعد للمشاركة فى إطلاق قافلة المساعدات الغذائية إلى غزة    "الخارجية الفلسطينية" تدين الدعوات التحريضية لاقتحام المسجد الأقصى غدًا    بديل ايزاك في حال فشل ضمه.. خطة ليفربول واضحة    موعد مباراة روما ضد لانس الودية والقنوات الناقلة    فوز لاعبة معلمين بنى سويف والمنتخب ببرونزية دورة الألعاب الأفريقية لسلاح المبارزة بالجزائر    رئيس الوزراء يرحب برئيس الفيفا خلال تواجده فى مصر لقضاء عطلته    إصابة 8 أشخاص فى حادث تصادم سيارتين بطريق القاهرة الفيوم الصحراوى    الداخلية تضبط المتهمون بالتشاجر بأسلحة بيضاء فى الإسكندرية.. صور    رحمة حسن تتصدر التريند بعد حديثها حول إصابتها بالصلع من الجذور    نادية مصطفى تنعى عم أنغام بعد اكتشاف جثمانه داخل شقته عقب أيام من وفاته    بعد شائعة إبراهيم شيكا.. حقيقة مغادرة وفاء عامر البلاد    عبد الستار بركات: مشاركة ملحوظة للجالية بأثينا فى ثاني أيام انتخابات الشيوخ    وسط إقبال جماهيري.. انطلاق مهرجان «صيف بلدنا» برأس البر في دمياط    فرص جديدة واستقرار عاطفي.. اعرف حظ برج الثور في أغسطس 2025    متحدث «الصحة»: فحص 18.4 مليون مواطن ضمن المبادرة الرئاسية للكشف عن الأمراض المزمنة منذ سبتمبر 2021    منها مستشفيات المطرية وشبين الكوم.. حصول 3 وحدات سكتة دماغية على جوائز التميز    حكم بعدم دستورية قرار وزاري بإنهاء عقود الوكالة التجارية لمجاوزته حدود القانون    حكومة غزة: 73 شاحنة مساعدات دخلت القطاع يوم الجمعة ونهبت أغلبها    نقابة الموسيقيين تعلن دعمها الكامل للقيادة السياسية وتدين حملات التشويه ضد مصر    مهدد بالحبس.. القصة الكاملة لاتهام أشرف حكيمي بالاغتصاب خلال889 يوما    وزير الشباب والرياضة يفتتح ملعبًا بمركز شباب المعمورة - صور    تجهيز 476 لجنة انتخابية ل«الشيوخ».. 12 مرشحا يتنافسون على 5 مقاعد فردي بالمنيا    برلماني: المشاركة في انتخابات الشيوخ واجب وطني ورسالة لوحدة الصف    إيرادات الجمعة.. "روكي الغلابة" يتفوق على "الشاطر" ويفوز بالمركز الأول    رئيس جامعة بنها يصدر قرارات وتكليفات جديدة في وحدات ومراكز الجامعة    أفضل أدعية جلب الرزق وقضاء الديون وفقًا للكتاب والسنة    ما حكم الدعاء داخل الصلاة بقضاء حاجة دنيوية وهل تبطل الصلاة بذلك؟.. الإفتاء تجيب    صلاة الأوابين.. الأزهر للفتوى يوضح أهم أحكام صلاة الضحى    تراجع منخفض الهند «عملاق الصيف».. بيان مهم بشأن حالة الطقس الأسبوع الجاري    إصابة 9 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص بالشرقية    الصحة تُطلق منصة تفاعلية رقمية بمستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة    ولادة طفل من جنين مجمد منذ 30 عاما|القصة الكاملة    استجابة ل1190 استغاثة... رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر يوليو 2025    النقل: استمرار تلقي طلبات تأهيل سائقي الأتوبيسات والنقل الثقيل    الاستعلامات: 86 مؤسسة إعلامية عالمية تشارك في تغطية انتخابات الشيوخ 2025    المصريون في الرياض يشاركون في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    طعنة غادرة أنهت حياته.. مقتل نجار دفاعًا عن ابنتيه في كفر الشيخ    تعاون بين «الجمارك وتجارية القاهرة».. لتيسير الإجراءات الجمركية    المصريون بالسعودية يواصلون التصويت في انتخابات «الشيوخ»    انطلاق قمة «ستارت» لختام أنشطة وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات    «بيت الزكاة والصدقات»: غدًا صرف إعانة شهر أغسطس للمستحقين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ عالم أزهري يجيب    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب قبالة سواحل مدينة "كوشيرو" اليابانية    أيمن يونس: شيكابالا سيتجه للإعلام.. وعبد الشافي سيكون بعيدا عن مجال كرة القدم    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    ترامب يخطو الخطوة الأولى في «سلم التصعيد النووي»    تعرف على أسعار اللحوم اليوم السبت 2 أغسطس 2025    90 دقيقة تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 2 أغسطس 2025    رسميًا.. وزارة التعليم العالي تعلن عن القائمة الكاملة ل الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمعاهد المعتمدة في مصر    سعر الذهب اليوم السبت 2 أغسطس 2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوع    الصفاقسي التونسي يكشف تفاصيل التعاقد مع علي معلول    مشاجرة بين عمال محال تجارية بشرق سوهاج.. والمحافظ يتخذ إجراءات رادعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
ليلي تكلا
نشر في الأخبار يوم 11 - 05 - 2010

رغم رقتها البادية وحضورها الهاديء. إلا انها ناصعة المواقف،
صارمة المباديء حقا.. انها سيدة من مصر
اتاحت لي الظروف الاقتراب من الدكتورة ليلي تكلا خلال الشهور الاخيرة. خاصة من خلال عضويتي في لجنة ثقافة المواطنة التي عقدت اولي اجتماعاتها في الشهر الماضي بالمجلس الأعلي للثقافة، كنت اعرفها من خلال متابعة اخبارها، عبر عضويتها في البرلمان منذ سنوات طويلة ومواقفها الشجاعة، وخاصة فيما يتصل بالوحدة الوطنية، العلاقة بين المسلمين والاقباط، هي السيدة سليلة عائلة قبطية عريقة وقد ارتبطت برجل مسلم. لا افضل ضرب الامثلة من خلال الحياة الخاصة، فلكل انسان ظروفه وخياراته، لكن احيانا يكون لبعض الوقائع من الدلالات ما يتجاوز الصلة الخاصة، عندما تطرق ليلي تكلا اي موضوع يخص الوحدة الوطنية فانها تعالجه بشجاعة، وتمكن وبدون مواربة، هذا ما يبدو واضحا في مقالاتها بجريدة الاهرام وفي مواقفها العامة من قضايا تمس المجتمع والأمة منها قضية الجنسية لابناء الأم المصرية، وضرورة انشاء محاكم للاسرة، والدعوة لانشاء مجلس وطني لحقوق الانسان، والاهتمام بالعمالة المصرية خاصة في الخارج والمهاجرين، وقضايا البيئة والتغير المناخي. وترشيد المياه والطاقة واصلاح التعليم وتنقية المناهج خاصة من المواد التي تكرس الطائفية وتعمق الشقاق بين الاقباط والمسلمين ، تبدو هذه القضية محورية في حياتها وقد بلورت نظرية التراث المسيحي الإسلامي وخرجت بها إلي المجتمع الدولي في مواجهة نظرية صراع الثقافات التي بدأت في التسعينيات، تقول بوضوح ان جوهر الاديان واحد يذكرني قولها هذا بما قاله الشيخ محيي الدين بن عربي ان الطرق إلي الله بعدد الانفاس، تتعدد وتختلف لكنها تؤدي جميعا إلي هدف واحد. انحيازها إلي قضايا المرأة ليس باعتبارها امرأة، ولكن من اجل المجتمع وتقدم الوطن، تقول باختصار دال ان المرأة الضعيفة لا توجد إلا في مجتمع ضعيف، في الاقصر خلال اجتماع المجلس القومي للمرأة مؤخرا تأملتها طويلا وهي تسعي بهدوئها وثقتها لكنها اذ تتحدث تبدو قوية، راسخة، قوية الحجة، كلماتها قليلة لكنها نفاذة قاطعة، هكذا رأيتها في اجتماع اللجنة الخاصة بثقافة المواطنة وتولت رئاستها وتفعيل نشاطها، تتنوع اهتماماتها من القضايا النظرية إلي امور عملية دقيقة، تدعو ليلي تكلا إلي صدور القانون الموحد لبناء دور العبادة وقدمت تشريعا متكاملا لم يتبق إلا الموافقة عليه ضرورة انشاء مجلس للامن الاقتصادي تفاديا لوقوع الازمات، حماية الاراضي الزراعية، اعلان نهر النيل محمية طبيعية، تصحيح صورة الاسلام في الغرب ثم نجدها تمسك بالتفاصيل تدعو إلي فرز القمامة من المنبع، اعلان سيوة محمية طبيعية، خفض سن الترشيح إلي خمسة وعشرين سنة حتي يتاح للشباب المشاركة، من الصعب التوقف امام اوجه نشاطها الدولي وعلاقاتها بالشخصيات البارزة في العالم، والانشطة التي شاركت فيها يكفي ان اذكر انها كانت واحدة من اثنتي عشرة شخصية عالمية اختيرت لعضوية المفوضية العالمية للثقافة والتنمية. كما انها اول سيدة في العالم تنتخبها الوفود لرئاسة اجتماع اتحاد برلمانات العالم. وتكرر انتخابها لمدة عشر سنوات في الامم المتحدة رئيسا لمجلس امناء برامج حقوق الانسان للتعاون التقني وهو منصب مساعد للسكرتير العام للامم المتحدة. صعب احصاء مواقفها الايجابية من اجل الوطن خاصة والانسانية عامة، ربما يجب هنا مراجعة الكتاب القيم الذي صدر عنها مؤخرا من المجلس الأعلي للثقافة، والذي قدمه الدكتور جابر عصفور، ليلي تكلا، حضورها الرقيق القوي يجسد هذا الشعار الذي خرج من رحم مصر وقلبها. الدين لله والوطن للجميع، انها حروفه وكلماته. ولكن نحتاج إليها ونحتاج هذا الشعار مرة اخري.
زيارة مفاجئة
الخميس
يبدأ بعض الوزراء الجدد عهودهم بالزيارات المفاجئة، واحدثها تلك التي يقوم بها الدكتور احمد زكي بدر وزير التعليم مستهدفا بعض المدارس القريبة من القاهرة، وينتج عن هذه الزيارات معاقبة بعض المدرسين بنقلهم أو خصم ايام من عاملة نظافة، أو فراش، وتلك اجراءات يمكن ان يقوم بها مسئولون اصغر بكثير من الوزير، فليس من المألوف ان يعاقب الوزير مباشرة عاملة نظافة بخصم بضعة أيام لأن المدرسة في حالة قذرة، علما ان الريف المصري به مدارس لا توجد بها دورات مياه، ولم نسمع حتي الآن عن قيام الوزير بزيارة مفاجئة لمدرسة في قنا، أو الوادي الجديد، اقصي ما وصل اليه اطفيح في محافظة حلوان، والطريف ان التليفزيون كان مصاحبا فأي مفاجأة هذه؟!
في رأيي ان الموضوع يتعلق بفرحة الوزير الجديد بالمنصب، اذ يفاجأ البعض خاصة ممن لا يمتلكون تكوينا سياسيا أو رؤية ثقافية وعلمية بحجم السلطة التي اصبحت فجأة بين ايديهم. فيبدأون بتجربة وقع هذه السلطة علي الغلابة ممن لا حول لهم ولا قوة، فلنتخيل وزيرا في حكومة مصرية يدخل من الباب الخلفي لمدرسة. وفي نفس اللحظة يكون عامل نظافة جالسا، أو عاملة نظافة تأكل سندويتشا أو مدرسا منهكا متعبا، فجأة يجد نفسه في مواجهة الوزير، الوزير في مواجهة الغفير، قمة السلطة في مواجهة قاعها، موقف درامي بامتياز يذكرنا برائد الزيارات المفاجئة في تراثنا العربي، هارون الرشيد في الف ليلة عندما يتنكر في ملابس تاجر أو درويش ويصحب معه الوزير جعفر البرمكي الذي لا يناله من الخليفة إلا التهزيء والاوامر مستحيلة التنفيذ. وعليه التلبية فورا وإلا فمسرور السياف جاهز لقطع الرقاب، الفرق بين زيارات الوزراء الجدد والخليفة ان الخيال الشعبي كان يضع الخليفة في مأزق يمر بها وهو متنكر قد تؤدي به إلي البهدلة لولا تدخل جعفر البرمكي في اللحظة المناسبة، لكن الوزير يصحب معه التليفزيون والحرس الاشداء وفجأة.. بخ.. انا الوزير، في مواجهة من؟ عامل نظافة أو فراش أو مدرس لا يكفي دخله لستره، الزيارات المفاجئة خفت في الاسابيع الاخيرة بعد ان تأكد الوزير انه وزير، ومارس اللعبة المرضية للذات، التمتع بالسلطة الجديدة، الزيارات لن تصلح حال التعليم ولا العلاج، ولا أي شيء، بالنسبة للتعليم انصح السيد الوزير باستعادة طه حسين، ان يستخرج كتابين ما يحتويانه يمثل برنامجا مازال صالحا حتي الآن، الاول »مستقبل الثقافة المصرية« الصادر عام ثمانية وثلاثين والثاني مجلد ضخما صدر عن دار الكتب المصرية ويضم مقالات الدكتور طه حسين الخاصة بالتعليم فليقرأهما السيد الوزير جيدا وليبدأ منهما وضع رؤية متكاملة لإصلاح التعليم الذي بدونه لن تتم اي خطوة إلي الامام اما سياسة »بخ.. انا الوزير« فلن تجدي نفعا.
الحضرة
الجمعة
اسفت لقرار وزير الاوقاف الدكتور حمدي زقزوق الغاء الحضرات الصوفية في المساجد، وأسفي نابع من معرفتي الوثيقة بثقافة الوزير وعلمه وسعة افقه وبعده عن التأثر بالافكار والمذاهب المتشددة التي ألحقت ابلغ الأذي بالمسلمين والاسلام، فماذا جري؟ لماذا يقدم علي تصرف من هذا النوع مضاد لطبيعة المصريين وثقافتهم العميقة، بداية، ما هي الحضرة؟ انها لحظة نادرة ومكثفة، يتم خلالها انشاد الاذكار والاشعار الصوفية وفقا لايقاع بديع يختلف من حضرة إلي اخري، يتم من خلال ذلك استحضار معنوي وروحي لشخص الولي الراحل أو القطب البعيد، لكل منهم حضرة في مصر.
حضرة مولانا وسيدنا الحسين يوم الجمعة صباحا قبل صلاة الجمعة.
ولمولانا وسيدنا علي زين العابدين حضرة مساء السبت.
وللسيدة نفيسة حضرة مساء الاحد وحضرة اخري مساء الخميس.
للسيدة فاطمة النبوية حضرة مساء الاثنين.
للسيدة زينب بنت علي بن ابي طالب حضرة مساء الثلاثاء
للسيدة سكينة حضرة مساء الاربعاء.
الحضرة تقام في المساجد وخلالها يلتقي الجميع، لا فرق بين ثري وفقير، بين مقيم وعابر، مساواة رائعة، يتعرف الكل إلي الكل، وخلال ذلك تمتد اواصر الوحدة والروابط، وربما تقضي خلال ذلك حاجات وتحل مشكلات، وتوزع صدقات، ليست الحضرة ذكرا يتمايل خلاله القوم، انما مناسبة اجتماعية تحل خلالها امور معقدة ويجري التكافل وقرأت في بعض الصحف لمسئولين في الاوقاف يعيبون علي الحضرات توزيع الطعام خلالها، ما رأي هؤلاء السادة ان بعض القوم من الفقراء لا يذوقون اللحم إلا خلال هذه الحضرات، وربما يعيشون علي الوجبات التي توزع اذن، الحضرة نشاط روحي ومادي، يقول البعض في حججهم ان المنشدين يحدثون ضجيجا والرد علي ذلك قائم ، فالحضرة تقام في غير اوقات الصلاة، اما الضجة المزعومة فصادرة عن الاذكار اي ذكر الله نثرا وشعرا، هل ثمة ما هو ارقي من ذلك؟ ان ينشد القوم اشعارا لسيدنا علي بن ابي طالب وابن الفارض، والكبار كافة، هل رأي الدكتور الوزير حضرة الشيخ الطيب في البر الغربي حيث الرقي بالمشاعر والوجدان يحلو إلي الذري، فماذا جري لعقلاء القوم؟
ولدي الاستاذ جمال الغيطاني
سلام الله تعالي عليكم ورحمته وبركاته.. وبعد
فإني اليوم وجدت الفرصة التي طالما تمنيت ان اجدها للكتابة إليك لاني ذو صفة خاصة بالنسبة لسيادتكم فانا من مواليد 7191 »فانت من اولادي فعلا« وقضيت طفولتي بجوار مولانا سيدنا الحسين عليه السلام وفي الخامسة من عمري انتقلنا إلي منزل بنيناه بشارع القفاصين يفصل بينه وبين قسم الجمالية قضاء ملحق بالقسم كان يستعمل في الماضي حديقة للقسم وكنا نحن فقط الذين يستمتعون بها لان جميع الشبابيك تفتح عليها.
ثلاثون عاما قضيتها في هذا المنزل وخمسون عاما بعضها مترددا عليه لزيارة مولانا سيدنا الحسين أو من استمر بالحي من العائلة اي ثمانون عاما لم انقطع فيها عن هذا الحي ولدي من الذكريات الكثير والكثير جدا فهذا الحي وضع فينا بل زرع فينا حبه والتعلق به والانتماء إليه.
وبالنسبة لما جاء في يومياتكم بجريدة الاخبار عن ميدان بيت القاضي الذي اعاد إليَّ جميل الذكريات عن ميدان بيت القاضي فاسمح لي ان اذكر لكم ما قبل رؤيتكم له.
فهذا الميدان لم يتغير فيه شيء من ثمانين عاما ما عدا بيت الحسيني القديم الذي اقيم مكانه عمارة حوالي سبعة ادوار في الجهة البحرية من الميدان اي في مواجهة مبني بيت القاضي اما مباني الناحية الغربية وهي المواجهة لقسم الجمالية والمطافيء فهي كما هي لم تتغير والناحية القبلية اثر بيت القاضي والشرقي المطافيء وقسم الشرطة وجميعها اثرية وبينهم بوابة بيت القاضي الشهيرة.
وبالنسبة للميدان ذاته فكان يتوسطه دورة مياه عمومية »مراحيض« وامامها حوض طوله خمسة امتار بعرض متر واحد تقريبا يملأ بمياه الشرب »حنفية كبيرة داخل صندوق حديدي« معدة للحمير والبغال.. والاحصنة التي تستعمل في عربيات الكارو التي كان موقفها امام مبني بيت القاضي وعربيات الحنطور التي كان موقفها بشارع بيت القاضي المقابل لمسجد قلاوون.
وامام قسم الشرطة كان هناك كشك خشبي اسفل المنازل المقابلة للقسم لكاتب عمومي »يعرف يكتب« اسمه عم بلية كان يكتب الطلبات والشكاوي للناس لتقديمها للجهات المسئولة خصوصا للقسم وكان اجر كتابة الطلب »ويسميه العامة العريضة« قرش صاغ وكان بجواره قهوة يملكها أو يديرها شيخ القسم الذي يقوم ككبير مشايخ الحارات في هذا الوقت الذين كانت مهمتهم توصيل تعليمات أو طلبات أو تنبيهات قسم الشرطة للاهالي نظير بضعة قروش يدفعها الاهالي حسب اهمية الطلب أو قيمة المستلم خصوصا تجار الحي.
وفي الناحية المقابلة للمطافي كان موقف سيارات الركاب »الاوتوبيس« وكانت كل سيارة يملكها شخص واحد أو اكثر ولكل سيارة سائق وكومسري »محصل« وكان هناك خطان احدهما إلي العباسية والثاني إلي المحطة اي ميدان رمسيس الآن والاجرة خمسة مليمات وكان ممنوع عليها وجود اكثر من اربعة ركاب وقوفا. وإلا المخالفة 51 قرشا »خمسة عشر صاغا« وكان الكونستبلات »امناء الشرطة الآن« يترصدونهم ولا يمكن التفاهم معهم فالمخالفة هي المخالفة ولا تفاهم ولا معلهش ولا علشان خاطري يا باشا ولا.. ولا.. ولا..
وكان للكمساري »المحصل« مهمة اخري فهو يظل ينادي بأعلي صوته.. العباسية.. العباسية.. والاخر يصيح المحطة المحطة وتمشي السيارة بعد اكتمال عدد الجالسين بها.
اما موقف العربات الكارو فكان ينتهي بشجرة ضخمة جدا تمد ظلها لمساحة واسعة كانت شائعة بشجرة »دقن الباشا« ويقال انها شجرة كافور وكانت تنتج كمية يومية من زهرة جميلة جدا وذات شكل جذاب ورائحة ذكية جدا جدا ولكن عمرها بالدقائق وتذبل، وكانت الشجرة بظلها ملعب للاطفال امثالنا ويقف تحتها صيفا »عم احمد« بعربة صغيرة بها اناء اسطواني نحاس ابيض نظيف »نوعا ما« يضع فيه »الجرانيتة« أو الآيس كريم وكنا نساعده في عملها في عصر الليمون أو تذيب »اذابة« السكر أو تحريك الاناء النحاسي بحركة دائرية في الثلج حتي يتم ظهور الجرانيتة ويعطي كل واحد منا بضع ملاعق منها مجانا وكان ثمن الجرانية عند عم احمد وامثاله مليما واحدا ان كانت بين رقيقتين من البسكويت ومليمين لو في كوب الشاي.
وكنا ننتظر في طفولتنا »عم حسن علي ما اذكر« وبمليم واحد يفتح علبة كرتون ملصقة ومغلقة بالورق بها »البخت« وقد نجد قلم رصاص أو صباع طباشير أو ديك أو خاتم صفيح ؟أو ما اشبه ثم يسترد العلبة ثانية وكان يحمل بضاعة »علب البخت« علي حمار هزيل يطلق عليه اسم زكي وينادي علي بضاعته ببعض كلمات مازالت اذكر بعضها »الصبر طيب يازكي - والبخت بمليم يا زكي.
وهناك ذكريات وذكريات عن هذا الحي الجميل الاصيل حيث ارتفاع نسبة التدين والرجولة والشهامة والطيبة والاصل الطيب والغني والفقير والوسط والعامل وصاحب العمل وهناك السيدة المحتشمة جدا والمتوسطة الاحتشام وقليل جدا جدا المتبرجة وهناك الفتيات علي اشكالهن كالتي لا تخرج من البيت إلا مع امها أو مع اخيها أو التي تخرج بمفردها والتلميذة ما عدا طالبات الجامعة فلم يكن قد وصلن إليها في هذا الزمن.
وإلي اللقاء يا ولدي ان اردت هذا اللقاء 81 نوفمبر 9002
خليل محمد دسوقي
92032862
اعتذار
الاثنين
نشرت منذ اسبوعين في اليوميات رسالة من مصري مقيم في ألمانيا اسمه فاروق الطيباوي يبدي فيها رغبته بالتبرع بمكتبته التي تحوي نفائس لشعوره بدنو الأجل ولأنه لم ير غيري يستحقها، وأجبته موجها التبرع الي كلية الألسن أو مكتبة الاسكندرية. مساء نشر اليوميات اتصل بي الاستاذ نبيل سعيد الاعلامي المعروف والذي شغل منصب المستشار الاعلامي في عدد من بلدان العالم ومنها سويسرا، قال لي انه يعرف الشخص، جاء اليه وابدي رغبة مماثلة غير انه اكتشف حقيقته، إذ يقوم بمبادرات مماثلة مع السفارات المصرية والشخصيات العامة ثم يختفي ، لاينفذ مما قاله أو وعد به شيئا، هكذا اجاب نبيل سعد عن حيرتي ازاء اختفاء الرجل الذي لا اعرفه ولم التق به، وبالتالي ادركت سبب انقطاعه، لا اعرف لماذا يقوم بذلك، ربما سعيا إلي الشهرة أو تلبية لرغبة غامضة تستعصي علي التحليل، علي اي حال اجد نفسي ملزما بالاعتذار عن اهدار المساحة التي نشرت فيها الخطاب وعذري انني كنت حسن النية، وللاسف صدقت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.