تكليف الأبناء في أجازاتهم المدرسية بالمذاكرة وإعطائهم دروسا خصوصية استعدادا للعام الدراسي القادم وغيرها من التكليفات, من الظواهر التي تنتشر داخل العديد من الأسر المصرية التي لا ينجو منها حتي الأطفال الصغار. اعتقادا منالآباء أن هذا في صالح مستقبل أبنائهم التعليمي, ويلجأون إليه بدافع الحرص علي هذا المستقبل دون أن يدركوا أن له العديد من الأخطار علي الأبناء نفسيا وتربويا واجتماعيا وجسديا, لأنه كما يري د.محمد سكران أستاذ أصول التربية بكلية التربية بجامعة الفيوم ورئيس رابطة التربية الحديثة, يحرم التلميذ من الاستمتاع بوقت فراغه ويؤثر علي تربيته, بل ويمكن أن يدفعه إلي كراهية المدرسة والدراسة. ويفسر أسباب هذه الظاهرة بأنها ترجع وبالدرجة الأولي إلي غياب ثقافة كيفيةاستثمار وقت الفراغ لدي معظم الأسر المصرية, والمقصود بها التخطيط والتنظيم وتوفير الوسائل لشغل وقت الفراغ بما يتيح للإنسان فرص الإشباع لمختلف حاجاته الإنسانية, فقضاء وقت الفراغ بأسلوب صحيح يقضي علي الملل ويدفع للإنجاز ويؤثر تأثيرا إيجابيا في مختلف النواحي الجسدية واللياقة البدنية, كما يعمل علي تنمية القدرات العقلية والتوازن النفسي ويدفع إلي اكتساب خبرات وتجارب جديدة وإلي تنمية الأخلاق, وأيضا يساعد الفرد علي النجاح والتعاون واكتساب القدرات. ولا يقتصر وقت الفراغ علي الأجازات الطويلة فقط بل يطلق علي أي وقت بعيد عن المذاكرة أو العمل الرسمي, أي انه الوقت الحر الخالي من الواجبات والالتزامات, ويجب أن يرتبط هذا الوقت بالترويح والاستمتاع والبعد عن مصادر القلق والتوتر, وهناك العديد من الوسائل لشغل وقت الفراغ كالرحلات والاشتراك في الأعمال الرياضية والقراءة الحرة بل وممارسة الفنون والقيام بالحرف البسيطة. ويؤكد أستاذ التربية أن الاستثمار الأمثل لشغل وقت الفراغ هو مسئولية المدرسة والأسرة علي وجه الخصوص, وذلك بإثارة الوعي بأهمية ذلك, كما أنه هناك وسائل غير مكلفة يمكن للأسر اللجوء إليها.