يبدو أن حلم السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مازال بعيد المنال, أو علي الأقل فإنه لن يتحقق في المستقبل المنظور. هذه الحقيقة أو التوقع عززته أمس نتائج استطلاع رأي نشر في إسرائيل وأظهر أن 80% من الإسرائيليين يرون أنه من غير الممكن التوصل إلي اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين, وذلك في مقابل 6.2% فقط يرون أنه من الممكن التوصل إلي اتفاق, بينما لم يبد 14.1% رأيا. وفي سياق الاستطلاع نفسه, أبدي 77.5% معارضتهم للإفراج عن أسري فلسطينيين, مقابل 14.2% أيدوا ذلك. وإذا أضفنا إلي هذه المؤشرات السلبية الواضحة التي تظهر المزاج الإسرائيلي العام, ما أعلنه وزير الإسكان الإسرائيلي أوري إرييل عن خطة لبناء آلاف الوحدات السكنية الإضافية في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية لأدركنا حجم المخاطر المتربصة بالعملية السلمية, وبالمفاوضات التي استؤنفت قبل 48 ساعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أمريكية, في محاولة للتوصل إلي اتفاق أو تسوية. ويبقي السؤال المطرح حول مدي جدية الحكومة الإسرائيلية والشعب اليهودي نفسه في التوصل إلي تسوية في ضوء ما يتم تطبيقه من سياسات علي الأرض, وما تظهره استطلاعات الرأي من توجهات تنسف العملية السياسية الجارية من أساسها, وتجعلها مجرد عملية بروتوكولية لا أكثر, وإهدار المزيد من الوقت مادام لم يتم بالفعل وضع أي ضمانات أو جدول زمني حقيقي للتوصل لاتفاق. لمزيد من مقالات راى الاهرام