تمكنت قناة الجزيرة مع مرور الوقت من السيطرة علي عقول المشاهدين لتشويقهم لمتابعة برامجها التليفزيونية المثيرة في كثير من القضايا, واستثمار الأوضاع المأساوية في المجتمع العربي بما يتناغم مع الأهداف المرسومة في السياسات التابعة لها, ومعها أيضا بعض القنوات العربية في هذا الخندق. وهذه القنوات قامت بدور فعال في عملية التضليل وتشويه الحقائق وتأجيج الصراعات المذهبية والطائفية في مختلف المناطق العربية, وبث أفكار ومفردات مسمومة مغلفة بغلاف الحرية المغلوبة علي أمرها, بما أدي إلي صنع أوجاع الأمة العربية وأحزانها, والوقائع شاهدة علي ذلك, مع بداية عام2011 كانت هذه القنوات( الجزيرة وأخواتها) سياستها الإعلامية كما وصفها الآخرون تتصف بالرأي الأحادي للمساهمة في صنع لعبة الربيع العربي بحسب المواصفات والمقاسات الخاصة لديهم, مهما كانت تضحياتهم بالتخلي عن المبادئ والقيم الصحفية, وساهمت في عملية تشويه وتشكيك بالشخصية الوطنية, وتشوهات خلقية في أخلاقيات بعض أفراد المجتمع, والتعصب الأعمي باللأفكار الذاتية, وفقدان الولاء الوطني, والنزاعات الطائفية بين أواسط المجتمع, وفقدان الثقة, وإحباط معنويات الفرد في عملية التنمية. إننا في أمس الحاجة إلي الوقاية من هذه المؤثرات الخارجية السامة علي عقولنا وأفكارنا, والوقاية خير من العلاج, وهذا يوجب علي الإعلام الوطني بجميع وسائله الإعلامية القيام بدور إيجابي وفعال في التوعية الوطنية لجميع شرائح المجتمع من الأخطار التي تهدد الأمن القومي, وحماية عقولها وأفكارها واستثمارها الاستثمار الأمثل لخدمة التنمية الاقتصادية لتحقيق الرفاهية الاجتماعية والنمو الاقتصادي للمجتمعات العربية. علي هبه الحرازي