بقلم د. عادل عامر ان هوية الفرد في هذه المجتمعات لازالت غير محددة، أو أنها تنطوي على تكوين غير منسجم بسبب التربية الممزقة والمتعارضة. حتى التربية المدرسية تنطوي على توجيهات متناقضة وتركز وسائل الإعلام على الانتماء الوطني بوصفه مكوناً وحيداً للهوية متعارض أحيانا مع الانتماء الإثني أو المذهبي مصدر هذه المشكلة في ظني هو افتقار تراثنا الثقافي إلى صياغة صحيحة لمفهوم «الوطن». نعرف بطبيعة الحال أن الوطن كفكرة عامة موجود في تراثنا القديم، لكنه مختلف عن المفهوم المعاصر الذي نتداوله والذي يطابق ما يعرف بالدولة القومية. الوطن في مفهومه المعاصر هو الرابطة التي موضوعها الموارد المادية المشتركة بين جميع سكانه، أي الملك المشترك بينهم بغض النظر عن انتماءاتهم. ونعرف أن الملك هو أقوى مصادر الحق. ضمن هذا المفهوم فإن كل فرد مالك وذو حق في وطنه، حق لا يمكن سلبه ولا عزله ولا إنكار ما يترتب عليه، سواء كان المالك متفقاً أو مختلفاً مع البقية، وسواء كان طيِّباً أو فاسداً، حسناً أو قبيحاً. لقد دخل هذا المفهوم إلى ثقافتنا بعد اتصالها بالثقافة الأوروبية ولم يجرِ تنسيجه حتى اليوم ضمن الثقافة الإسلامية والشعبية السائدة. بسبب ضبابية هذا المفهوم وعدم اندراجه في الثقافة العامة، فإن التوجيه الديني والأخلاقي ما زال منفصلاً، وأحياناً متبايناً، عن التربية الوطنية. بعبارة أخرى فإن الدعاة الدينيين ومعلمي المدارس والآباء يوجهون الأفراد إلى علاقة قائمة على التماثل القيمي والأخلاقي. فالصديق الجيد هو الصديق الذي يتحلى بصفات مماثلة للداعي والمربي، ومن عداه فهو غريب. أن الفرد هو مواطن وشريك لبقية المواطنين، وأن التباين في القيم والأخلاقيات والمتبنيات العقيدية وغيرها هي مجرد إضافة وليست قيمة أصلية تتقرر على ضوئها العلاقة بين المواطنين. الوطن ليس مجرد تصوير جمالي أو أمنية، بل هو أولاً وقبل كل شيء شراكة قائمة ومفتوحة يتساوى فيها الجميع، في مغانمها وفي مغارمها. يقودنا هذا إلى مسألة لا تقل أهمية، ألا وهي تمحور جانب كبير من خطابنا الديني حول ما يمكن وصفه بتراث الفرقة لهذا السبب فإنه لا يمكن الاقتصار على الجانب الثقافي في معالجة التازم الطائفي. مادامت مصادر التازم السياسية والاقتصادية قائمة، فإن محاولات العلاج الثقافي سوف تلقى على الأرجح آذاناً صماء. في ظني أن العلاج الثقافي سيكون فعًالاً إذا اكتشف الجميع مصلحة مادية ملموسة وقريبة المنال في الشراكة الوطنية. إن تاريخ الحريات الدينية والتمتع بها في مصر منذ أول سبعينيات القرن الماضي، هو تاريخ من التوتر والعنف والانتهاكات والمخاطر الجسيمة على نحو نستطيع وصفه بالخطورة الشديدة في مجتمع يتسم بالتعددية الدينية والمذهبية وتراكم وتزايد نمط من الانتهاكات ينطوي على العفوية والنزعة العمدية، والاستقواء العددي أو الأكثرى حيناً، بل وتم بعض من الاستقواء الإيديولوجي الديني من بعض الجماعات الصغيرة إزاء بعض المواطنين من ذات الديانة أو المذهب أو من المغايرين ديانة ومذهباً. والظاهرة لا تقتصر على الانتهاكات المحمولة على العنف المادي ذي الوجوه والأسانيد الدينية والتأويلية، بل والعنف الرمزي أو التأويلي سواء على المستوى الإسلامي، أو المسيحي. ولا يقتصر هذا العنف والانتهاك الرمزي لحرية التدين أو الاعتقاد على المتدينين وإنما تشمل بعض ممن لا يدينون بدين وهم قلة، وحقهم مكفول وفق الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وإنما بعض ممن لا يعتقدون في مقولات علاقة الدين بالدولة الوثقى وفق مفهوم الدولة الإسلامية، أو الدولة ذات المرجعية الدينية، أو الإسلامية وسواهما من مفاهيم ومصطلحات. أو الهجوم الممنهج على العلمانيين المؤمنين. أدت الانتفاضة الثورية الديمقراطية المصرية إلى بدء عملية تحول سياسي واجتماعي، ولكنها لا تزال تواجه مجموعة من التضاغطات السياسية والاجتماعية والمناطقية التي تحاول إعاقة عمليات التطور السياسي الديمقراطي السلمي الذي يسمح بانتقال أمن للسلطة إلى سلطات منتخبة ديمقراطياً. الإعلام المستنير أهمية دور وسائل الإعلام من صحافة وفضائيات ووسائل اتصال اجتماعي في مواجهة المشكلات الاجتماعية والحد منها. ان الإعلام المستنير الهادف يؤدي إلى معالجة المشكلات الاجتماعية في حين يؤدي إعلام الإثارة والتأجيج إلى تفاقم المشكلات الاجتماعية واستفحالها. ان التاريخ مليء بالشواهد على تأثير الإعلام ودوره الفاعل "فقد أدى تحقيق صحفي إلى الإطاحة بالرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون" انه من "الملاحظ ان ثمة أيدي تحرك هذه الوسائل كيفما تشاء ومتى أرادت لتسلط الضوء على مشكلة لبعض الوقت وتتجاهل مشكلة أخرى ربما كل الوقت".ان الولاياتالمتحدة استطاعت من خلال السينما وعبر استغلال النجوم والمشاهير ان ترسم صورة مثالية للمجرم ورجل الأمن والجندي والصحفي والقائد انه من المغالطات حول المشكلات الاجتماعية الاعتقاد بان مجرد الحديث عن المشكلات الاجتماعية يزيد من خطورتها بل الصواب ان كشفها وتسليط الضوء عليها يحقق الوعي بمخاطرها والتعرف على سبل الوقاية منها وعلاجها. ان القنوات الفضائية العربية المنوعة بلغت حتى عام 2010 ما يزيد عن 696 قناة في حين يبلغ عدد القنوات الحكومية ما يزيد عن 97 قناة كما يبلغ عدد القنوات الخاصة نحو 599 قناة فضلا عن آلاف الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية المتخصصة والشاملة ومواقع الانترنت الإخبارية والإعلامية وغيرها. حرب القنوات الدينية قد تحولت الفضائيات الدينية إلى ساحة حرب بين الشيعة والسنة وبين الصوفية والسلفية فقنوات الكوثر وأهل البيت والأنوار الشيعية.تهاجم أهل السنة والتشكيك فى الثوابت الدينية ..وانتقاد الصحابة وعائشة أم المؤمنين ويتزعم هذه الحرب الشيخ على الكورانى فى برنامجه (المهدي منا ) والشيخ كمال الحيدرى فى (برنامج مطارحات فى العقيدة) أما قنوات الصفا وقناة وصال السنية فتهاجم الشيعة بضراوة بقيادة الشيخ عدنان عرعور فى برنامج (كلمة سواء ) (وأحاديث تفند ادعاءات الشيعة) وكذلك يستمر الهجوم على الشيعة فى برنامج (برمجة التشيع ) (وبرنامج شمائل المصطفى) الذي يقدمه حسن الحسيني ونفس الحرب الطاحنة بين الفضائيات الوهابية والصوفية..لدرجة ان احد شيوخ السعودية وهو الشيخ وليد الرشودى حرم مشاهدة الفضائيات الدينية الأخرى.واتهمها بالترويج للبدع مثل قناة اقرأ والرسالة بينما اتجهت فضائيا أخرى لإطلاق شعارا دينية لأجل تحقيق الإرباح وجني الأموال حتى ولو على حساب القيمة مثل شعار قناة الناس (قناة تأخذك إلى الجنة) وشعار (ليطمئن قلبي ) لقناة دليل وشعار (ان تطيعو تهتدوا) لقناة الحكمة وشعار (معين لا ينضب) لقناة الكوثر وشعار (نور وبصيرة )القناة خليجية.والتي بدأت بثها كقناة غنائية وتحولت إلى دينية خاصة ان اغلب هذة القنوات يحقق ارباحا خيالية من الإعلانات وطلب المساهمات والعائد من رسائل sms....والتى تحتل كل الشاشات... وتتفنن هذة القنوات فى وجود اكثر من شريط على الشاشة او من خلال التليفون المحمول ....عن طريق تقديم خدمات الرنات الاسلامية.والهاتف الاسلامى. والشعارات ..والخطب على التليفون المحمول.... وكل هذة القنوات سواء سنية او شيعية أصبحت تتسول المزيد من الاموال.. بان وضعت ارقام تليفونات للتبرع وارقام حساب فى البنوك للمساهمات بل الادهى من ذلك ان احدى هذة الفضائيات مثل قناة الامة تضع رقم تليفون لتحويل الرصيد على الهواء مباشرة ...هكذا تحولت عشرات الفضائيا ت الدينية الى حروب.وشعارات ...وغنائم ....وجنى اموال على حساب البسطاء الطيبين صارت الفضائيات العربية حقلاً من حقول الدراسة والبحث الأكاديمي بسبب اتساعها وتنوعها ومنعكساتها على المجتمع العربي وتأثيرها على البنى الفكرية والاجتماعية والسلوكية العامة. وهي كانت على الدوام حقلاً من حقول الاهتمام السياسي الذي جر إليه حكومات وأحزاباً وأدى إلى قيام خصومات واحترابات واستفز قرارات حتى مستوى الكونجرس الأميركي فقد أصدرت قرارا من قبل ضد بعض القنوات العربية بدعوى التحريض على الإرهاب. إن أي خطاب إعلامي منهجي موضوعي يُبنى على قاعدة احترام الآخر كإنسان له كافة الحقوق المدنية والشرعية و يهدف لبناء ركائز أساسية يعتمد فيها على توجه المتلقي في توجيه الخطاب فإن كان متديناً خوطب بالدين و إن كان متأثراً بفلسفة ما خوطب بها . و في ذات السياق تبين طنانة أن أهم ما علينا أن نعمل عليه هو وضع قانون عالمي يعاقب كلّ من يكفّر الآخر ويدعو إلى قتله أو هدر دمه أو يسيء إلى اعتقاده وكرامته، أن الصّهيونيّة نجحت في وضع قانون عالمي يعاقب من يعادي السّاميّة ويتحدّث عن جرائمها وفظائعها في العالم ولو بالإشارة، فيما أطلق القانون ذاته يدها في القتل والإجرام. نحن أحقّ وأجدر بوضع قانون يمنع الإساءة إلى المقدسات والمعتقدات ويمنع التكفير والتسفيه للأفكار... وهذا الأمر ليس صعباُ ولا مستحيلاً، ويستفيد منه كلّ البشر إلى أي دين أو مذهب أو معتقد انتموا.. ويحقن الدّماء.. ويعزّز التّواصل والتّعاون على خدمة البشريّة. في ظل التمايز المشار إليه، فإن النقاش بين المنتمين للجماعات/ المذاهب المختلفة لا يعود مثمراً أو مفيداً ولا يؤدي إلى زيادة العلم أو التقارب، لأن الذين يدخلون السجال لا يستهدفون اكتشاف الحقيقة أو التعارف أو التفاهم، بل يستهدفون فقط وفقط إفحام المنافسين أو على أقل التقدير الدفاع عن الذات. يتجلى هذا الموقف بصورة أكبر حين يبدأ كل طرف في الإعلان عن حدوده باعتبارها أيضاً حدود الحقيقة وحدود الحق الذي يعني بالضرورة تصنيف خارج الجماعة باعتباره موطناً للزيف أو الباطل، كما هو الحال في التوجهات التكفيرية القديمة والمعاصرة التي تتسلح بمفاهيم مشتركة مثل فكرة الدارين (دار الإسلام ودار الحرب) لكنها تدفعها باتجاه تصنيف حاد، يحصر الحق والحقيقة في إطار الجماعة ويتهم من هم خارجها بالمروق أو الكفر (والتولي والتبري). قنوات البث الديني وقنوات البث الديني في عينة مختارة من تلك القنوات منها: "المجد"، و"اقرأ"، و"الناس"، و"الرسالة"، و"المنار"، و"الأقصى"، و"الفرات"، و"الرافدين". إضافة إلى ذلك كانت هناك بحوث في البرامج الدينية التي تبثها الفضائيات الرئيسة مثل "الجزيرة" و "MBC" و"دبي". ومن القنوات المسيحية "الحياة" و"سي تي في". وهناك أيضا قناة "حيدربوت" الإسرائيلية اليهودية إضافة إلى برنامج ديني على القناة الأولى ، ومنه نَفُوذ في شرايين الحياة يرمي إلى إبادة وتصفية دموية وفكرية وسياسية واجتماعية تهدد الوجود مثلما تهدد الهوية العربية والإسلامية، دور الإعلام الديني من حق البشرية علينا،أن نقدم لهم خير ما لدينا؛ وهو ديننا القويم، وقرأننا الكريم، ورسولنا العظيم، وعلينا أن نُسمعهم صوت الإسلام الجميل، وبكل السبل، وبأحدث الطرق، وبكل اللغات. وبكل وسائل التقنية والاتصال الحديثة(فضائيات_إنترنت_موبايل..). وعلى جميع المؤسسات والأفراد العاملين في حقل الدعوة الإسلامية أن يدعموا القنوات الموجودة، لتقدم أفضل وأقوى البرامج وبجودة عالية، وأن يؤسسوا قنوات جديدة، وأن يستأجروا فترات على القنوات الفضائية العربية والغربية لبث هذه البرامج. وعلى المسئولين عن الفضائيات الدينية القائمة، أن تكون رسالتهم ربانية خالصة؛ نابعة من "القرآن الكريم"، وصحيح السنة النبوية، وأن يلتزموا بمنهج الإسلام بشموليته ووسطيته؛ بلا إفراط ولا تفريط، وأن يطوروا أداءهم شكلاً وموضوعًا علميًّا وفنيًّا. ****ان القنوات الدينية أخذت تعمل في معظمها بأساليب قلما تتوافر فيها المهنية الإعلامية الاحترافية والموضوعية في الطرح ، ناهيك عن الأجندة الضيقة التي تنطلق منها إدارة تلك الفضائيات ومع غياب الشعور بالمسؤولية الاجتماعية ولحساسية الموضوع الديني تكررت الأزمات و تنوعت الفتن المثارة فكل ينتصر لتوجهه الخاص بغض النظر عن المصلحة العليا للأمة ووحدتها أن الإعلام مهمته أن يتعامل مع القضايا من خلال الحوار والمناقشة، وحتى مع وجود المؤسسات الدينية الرسمية ربما ستقع في الخطأ نفسه، وهي أنها تريد أن تحدد للآخر ماذا عليه أن يفعل وتحدد له ما يريد، وتقترح عليه الطريق الذي يسلكه. أن الإعلام الديني بحاجة إلى إعلاميين من ذوي الكفاءات والقدرات والخبرات لإدارة هذه القنوات، وليس بحاجة إلى علماء ومشايخ ورجال دين يديرون هذه القنوات؛ لأن من صفات الإعلام الناجح هو المحايدة والموضوعية والدقة في نقل المعلومة. أن غياب تلك المؤسسات لا تشكل أي تأثير في بروز هذه القنوات من عدمه، أن ثمة أسباب تكمن وراء سيطرة هذا النوع من وسائل الإعلام في العالم اليوم، أهمها إدراك البعض لوجود التباينات الاقتصادية والثقافية والتعددية والقومية والإقليمية واستقلالها سياسيا وتحويلها إلى عناصر مولدة للنزاعات بين أصحاب الطوائف والمذاهب والملل والقوميات. والتمايز المذهبي الذي خلفته بعض الأنظمة السياسية منذ مراحل نشأتها الأولى ولا يزال موجودا حتى اليوم فاعلا ومؤثرا فيما بين القوميات والمذاهب من خلال ما يعرف بالدستور السياسي للدولة . أن المؤسسات الدينية الرسمية الرشيدة ( كالأزهر- وهيئة كبار العلماء – والمؤتمر الإسلامي- واتحاد علماء المسلمين وغيرها) قد تكون غائبة عن الفضاء لكنها فاعلة في الوسط الإسلامي وبقوة، إلا أننا نأخذ عليها عدم سعيها لتأسيس قنوات إسلامية خاصة بها تسهم في بث التقارب بين المسلمين وإشاعة الفكر الإسلامي الوسطي والمعتدل الذي يقبل الآخر ولا يكفره، وعدم سعيها لتثقيف عامة الشعوب العربية . أن غياب المؤسسة الدينية كمرجعية يستند إليها الناس له دور ما في توسيع رقعة الخلاف بين أطراف النزاع .. و مع مكانتها العليا إلا أن الأثر الأكبر لقنوات التجييش الطائفي؛ لأنها مدعومة مادياً وتنفذ للناس عبر النقاط الأكثر تأثيراً وحساسية. ليس غياب هذه المؤسّسات فعليّاً لأنّها موجودة، إنّما انغماسها في دراسة الفقه بعيداً عن بناء المجتمع والحضارة الإسلاميّة بناءها المحمدي الأصيل، وكأنها تحوّلت إلى تفرّغ للعبادة والصلاة متجاهلة دورها الأهم في بناء الفرد والمجتمع، أن من واجب المؤسسة الدينية الرسمية أن تقدم ماعندها من بدائل للفرد المتعطش إلى سلّم يرتقي به نحو معرفة الخالق، فإن لم يجده لدى المؤسّسة الدّينيّة الكبرى فسوف ينصاع لأوّل نداء يسمعه من منطلق الفراغ الذي يعانيه.و أن يكون طرح القضايا الخلافية بين المذاهب الإسلامية بدعوة طرفين مختلفين في المذهب وإتاحة الفرصة لهم بشكل عادل في الحوار والنقاش وإبداء وجهات النظر المختلفة من دون تشنج أو تحيّز أو تغليب رأي على آخر، وهذا ما يقصد به بمفردة المحايدة التي ينبغي على كل من يعمل في الإعلام أن يتسم به مهما كانت النتيجة. مع أهمية إفهام العامة لمواطن الاختلاف فيما بين هذه المذاهب وفق وسائل جديدة للإقناع والتأثير وتغييب التمايز المذهبي، وأن يدار هذا الاختلاف بحوار بناء من خلال قنوات اتصال مفتوحة، تؤصل لثقافة الاختلاف، وتربية أجيال إسلامية جديدة تؤمن وتتبنى هذا النوع من الثقافات، من خلال المدارس، والمساجد، ودور السينما، ودور رعاية الشباب، وكذلك داخل نطاق الأسر، وعبر الإذاعة والتلفزيون . أن محاولة محو أو إزالة الحرمان النسبي من الحقوق لدى المجموعات المكونة لأي مجتمع إسلامي هو أمر مهم في علاج الاختلاف، وذلك لخلق ما يعرف بحالة الاندماج الاجتماعي واقعا، وحسم العلاقة بين الدين والدولة، ووضع برامج سياسية واقتصادية واجتماعية لا تقوم على التعددية الطائفية و الإثنية أو المذهبية . أن قيادة الحوار من قبل أطراف معتدلة تكون من ضمن المنظومة المختلفة من كلا الأطراف.. ويسير الحوار ضمن أيدلوجية تضمن مسيرته في خط الحوار .. مع تحديد الأهداف وشروط الحوار مسبقاً. أنه ينبغي إدارة الخلاف بمنطق الاختلاف، ومنطق الاختلاف في الإسلام يقوم على الاعتراف بالآخر و الإيمان بحقّه في الوجود وإعطائه حرّيّته في الاعتقاد، فإن بدأ النّقاش على هذه القاعدة: أنت مختلف عنّي وهذا حقّك.. ولكن مار أيك لو أخبرك عنّي وتخبرني عنك؟ على هذا الأساس يمكن للنّاس أن يتقاربوا ويتفاهموا ويتعاونوا على خدمة البشر جميعاً.. ان التراجع الإعلامي للأصوات المعتدلة في العالم الإسلامي، أن هذه الأصوات لا تُدعى للحوار ولا تستضاف في الإعلام الديني، بل أنها تبحث عن الأطراف التي تؤيد آراءها وتوجهاتها وميولها، ومن الطبيعي أن تنمو الأصوات التي تحمل النفس الطائفي لدى جميع الأطراف. أن أساس تراجع الأصوات المعتدلة يعود إلى محاولة النظم السياسية فرض رؤية سياسية معينة على هذه الشعوب بالقوة ، وعدم سعيها الجاد في إحداث الإصلاحات المختلفة في هذه البلدان ولا سيما تلك المتعلقة بجوانب الاختلاف الديني. أن الكثير من الأنظمة كلّما خفت صوت الطّائفيّة كلّما تهدّدت مصالحها ووجودها، وكلّما تهدّدت مصالحها ووجودها، شكّل هذا خطراً على وجود الصّهيونيّة وهيمنتها على العالم، لذا فإنّ للصّوت الطّائفي من يغذّيه ويمدّه بمقوّمات الوجود، ويعمل على تحويل كلّ آخر إلى عدوّ، مع التّضييق على الفكر المعتدل ودعاته بكلّ مالديه من إمكانات. القرار.. تعارض بين أمرين! وظيفة الإعلام الإسلامي هي مواصلة مهمة الرسل التي كانت تتركز في البلاغ، وتعتبر الفضائيات الآن ركيزة أساسية من ركائز الدعوة الإسلامية، انطلاقًا مما ورد في القرآن الكريم والسنة المُطهَّرِ حول فريضة الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبلاغ والتواصي بالحق والتواصي بالصبر. فهي تبلغ الدعوة، وتنشر الرسالة، وتسمو بالناس إلى المثل العليا، وتبين الحق، وتنشر الأخلاق والآداب السامية، وتحصن أبناء المسلمين من الأفكار المسمومة، وتصد الغزو الفكري، وتدفع الباطل القادم من الخارج والبازغ في الداخل. وفي عصر السماوات المفتوحة تعتبر الفضائيات فرصة متميزة للدعوة إلى الإسلام، ونشره والذود عن حياضه، وإهمال تلك الفرصة خطأ فادح. أن تأثير هذه القنوات الدينية يكون وقعه قويا على المشاهد ذي المستوى الفكري المحدود والذي يسهل أن يصدق كل ما يقوله الدعاة حتى إن كان خاطئا، لأنه لا يملك آليات التمييز بين الخطأ والصواب. انحراف القنوات الفضائية الدينية أن هناك عددا من القنوات التي تخدم توجها إيديولوجيا معينا، وتبتعد عن دورها التأطيري، لتتبنى توجهات سياسية بعينها، وتحاول أن تدافع عنها وتبحث لها عن مصوغات شرعية، وبذلك تصبح هذه القنوات أبواقا للدعاية السياسية، ما يتنافى مع دورها التربوي".وحتى تؤدي القنوات الدينية دورها، إنه ينبغي عليها أن تظل في إطار الوعظ والإرشاد دون التأثر أو الخلط بين ما هو ديني أو سياسي.بين هذين الحدين ثمة طيف عريض من المادة الدينية والترفيهية التي تنقلها هذه الفضائيات تتنوع في طبيعتها والمواضيع ذات الأولوية التي تمنح لها. يشعر كثيرون بنوع من النقمة المعيارية على هذا الوضع، بعضهم ضد القنوات الدينية وبعضهم ضد القنوات الترفيهية. لكن الحقيقة الموضوعية هي أن انتشار نوعي الفضائيات هذين يلبي طلباً في "السوق"، ولولا وجود مشاهدين لمعظم تلك القنوات لما استمرت. كما كلفة التسيير المالي أصبحت منخفضة ويمكن تغطيتها عن طريق المردود المالي الذي تحققه معظم هذه القنوات بما يجعل منها مشروعاً تجارياً مربحاً. بشكل من الأشكال يمكن رؤية تنوع القنوات العربية وتنوع اهتماماتها على أنه أمر إيجابي يعكس التعددية الفكرية والسلوكية الاجتماعية. لكن من زاوية أخرى يمكن رؤية ذلك التنوع قائماً على أرضية استعدائية وإقصائية تنفي إيجابيات التعددية، وتكرس من الاستقطاب المسلكي واستقطاب "الأجيال العمرية" في المجتمع العربي. ولنا أن نتذكر هنا الفتوى سيئة الصيت التي أصدرها منذ أكثر من سنة والتي طالب صاحبها بقتل مالكي القنوات الترفيهية. الفضائيات الدينية لم تخرج عن هذا السياق بل إن أكثرها تأثيراً تساوق مع "الوضع السياسي القائم" ولم يتبن أي موقف تغييري، وقبلت قنوات دينية عديدة بشكل مباشر أو غير مباشر أن تكون في خدمة النظام السياسي القائم، والمصادقة على شرعيته مقابل الاستمرار في البث. بذلك لم تُساهم هذه القنوات في تعزيز ما يُعرف ب "الحيز العام" (public sphere)، وهو الحيز الذي تتوسع فيه المشاركة العامة للناس ويضع حدوداً لتغول الدولة على الحيز الخاص للأفراد وحرياتهم العامة. وعوض أن يُساهم البث الديني في تحديد حيز السلطة السياسية ووقفها رغبتها الدائمة بتوسعة نطاق سيطرتها، فإن الذي حدث هو تفادي تلك المهمة تماماً، والقيام عوضاً عنها بإنشاء "سلطة دينية" موازية تضغط على المجتمع هي الأخرى. ذلك أن تلك القنوات وجهت "طاقتها التغييرية" باتجاه المجتمع الذي أرادت أسلمته وزيادة منسوب التديّن فيه، وليس باتجاه السلطة السياسية. ولأن هذه القنوات الدينية حصرا، وكذلك البرامج الدينية على الفضائيات الرئيسة، مزدحمة برجال الدين والدعاة الذين يتبنون أسلوباً وعظياً وفوقياً في إرشاد مشاهديهم، فقد آلت الأمور إلى قيام وتعزيز "أبوية دينية" أو "أبويات دينية" تتنافس في إعلانها احتكار الحقيقة، وليس في إعلانها عن نفسها كجزء من كل متنوع. مسألة أخرى ترافقت مع البروز الشديد للقنوات الدينية هي انتقال التنافس والصراع السني الشيعي إلى الأثير، حيث تمترست كثير من تلك القنوات في خنادقها الطائفية. فإلى جانب عشرات القنوات السنية هناك ما لا يقل عن 15 قناة شيعية. كثير من هذه القنوات تبث مواد دينية "مسالمة" تُعنى بالوعظ الديني والأخلاق وسوى ذلك وتبتعد عن الشحن الطائفي. لكن الأقلية منها والتي تتوتر طائفياً أدت إلى نقل الخلافات المذهبية والطائفية إلى "الحيز العام". فبعد أن كانت تلك الخلافات وعلى مدار قرون محصورة في دوائر ضيقة من العلماء ولا تتعدى بطون الكتب إلا قليلاً، أصبحت الآن "قضية عامة" يخوض فيها الجميع حتى الجهلاء ويتم من خلالها رسم الحدود المذهبية والطائفية الفاصلة الواضحة. ثمة أفكار وأسئلة أخرى كثيرة في هذا السياق، ولعل بقية تكون للحديث. وبنظرة سريعة؛ يمكن تصنيف القنوات التي تدخل البيوت في بلادنا العربية إلى الآتي:: تصنيف القنوات الفضائية الدينية قنوات الانحراف: وهي القنوات التي تبث الإباحية والفجور والشذوذ الجنسي، وهي بالمئات وتهدد مستقبل شبابنا وفتياتنا، وهي تفسد قولاً وفعلاً، وبسببها ضاع وانحرف الآلاف من أبنائنا، وبسببها تهدمت آلاف الأسر بسبب ما تشيعه هذه القنوات من أكاذيب عن الثقافة الجنسية، وللأسف أصبح العديد من هذه القنوات ناطقة بلغة القرآن. قنوات التغريب والتغييب:هي للأسف قنوات عربية تحمل أسماء عربية وتملؤها الوجوه العربية، ولكنها تفسد وتسطح عقول أبناء أمتنا، وتحارب_ بوعي أو بجهل_ قيمنا وعاداتنا وتضعفها وتشوش عليها، وتجرنا للهرولة مع طوفان التغريب والعولمة. وتدمر هوية الأجيال القادمة وتحرقهم في أفران الشهوات ودهاليز الشبهات بما تقدمه من برامج فنية ومنوعات وأفلام ومسلسلات وأغاني وكليبات ومسرحيات، ومعظم مضمونها يدعو بطرق غير مباشرة للجريمة والفسوق والعنف والخنوع والرعونة واللهو والضياع، وتقدم الآلاف من مشاهد التغريب والتبعية والإثارة، تثير القلق وتؤجج الغرائز وتروج للجرائم الفردية والجماعية وتبث العدوانية وتدفع للانحراف والأنانية والتمرد، وتغرس حب السلطة والمال والشهوات. قنوات تدعو للتغريب وتسمم الآبار الفكرية التي يستقي منها الشباب، وتضعف مناعتهم، وتسوق لهم القيم والسلوكيات الغربية وتذيب انتماءهم الإسلامي والعربي، وتجمل الوجه القبيح للحضارة الغربية. وربما تحتوي بعض هذه القنوات على برنامج دينية زرًّا للرماد في العيون، فتخصص سويعات من بثها لبرامج دينية وفتاوى وأفلام وثائقية دينية، وتنقل الصلوات، وتهتم بالمناسبات الدينية. قنوات التنصير: توجد مئات المحطات الإذاعية ومئات القنوات الفضائية المتخصصة في الجوانب التنصيرية يوجهها الغرب إلى القارة الإفريقية فقط. ومنها قنوات متخصصة في محاربة الإسلام والتشكيك في "القرآن الكريم". وتكثر القنوات المسيحية الناطقة بالعربية على: جميع الأقمار الفضائية، وهذه القنوات موجهة للنصارى فى الشرق الأوسط والمسلمين، وهي تهاجم الإسلام علانية، وتطعن فى القرآن والسنة بكل ما أوتيت من قوة. وبجانب حرص المنصرين على إنشاء قنوات فضائية تنصيرية متخصصة، فإنهم يعتمدون على شراء وقت لبث برامج نصرانية داخل قنوات عامة، سواء كانت إخبارية أو اجتماعية. وتكمن خطورة هذه القنوات التنصيرية العربية في دعوة المسلمين للدخول في النصرانية، وتشكيكهم في دينهم، وزعزعة عقائدهم، وجعل كل مسلم هدفًا تنصيريًّا لها. وتحقيق نظرية صراع الحضارات، وخلق العداوة بينهم وبين النصارى الذين يعيشون في بلادهم، وخلق صراع بينهم، ومن ثم تدويل فكرة الصراع والتدخل لصالح النصارى بحجة أنهم الأضعف في بلاد المسلمين. ويُنفقُ على هذه القنوات بسخاء، ويُرْصَدُ لها ميزانيات ضخمة بملايين الدولارات، ولاتعتمد على الإعلانات، وتمولها الكنائس بأطيافها المختلفة، ويدعمها رجال الأعمال المسيحين في الداخل والخارج، كما يمولها مجلس الكنائس العالمى تحت بند التبشير بكلمة المسيح، ويمولها كهنة الكنيسة القبطية المتواجدين فى المهجر أو في الداخل. وقد تجاوزت بعض هذه القنوات كل الخطوط الحمراء في الهجوم والتبجح على الإسلام والطعن فيه، والتشكيك في القرآن والسنة. ومن أمثال هذه القنوات: "الحياة" و"الروح" ( سات 7 ) سات 7 كيدز للأطفال "الشفاء": "الكرمة" "المحبة"" نور سات" و"معجزة" و"ملكوت" و"سبريت" وهناك مخططات متواصلة لإقامة أكبر قنوات فضائية تنصيرية تنقل تعاليم المسيح إلى شتى بقاع الأرض ولا سيما "إفريقيا" و"آسيا"، حيث الكثافة الإسلامية العالية. قنوات الصوفية:وهي قنوات قليلة العدد، ولكنها قد تكون أول السيل، فعما قريب قد نجد لكل طريقة صوفية قناة فضائية أو أكثر، ومعروف ما يمكن أن تحدثه من أثر. قنوات الشيعة:عشرات من القنوات المذهبية التي تروج تروج لمذاهب الشيعة، وقد تصطدم مع قنوات أهل السنة والجماعة ومنهجهم. القنوات الدينية: في البدء هناك مشكلة في تحديد المقصود بالقنوات الدينية، هل هي القنوات التي يقول أصحابها أنها دينية؟ أم إنها التي تكون جميع برامجها دينية؟ أم هي التي معظم برامجها دينية؟ أم هي التي تظهر فيها المحجبات؟ أم التي تخلو من المرأة؟ أم إنها القنوات التي لا تستخدم الموسيقى؟ أم إنها القنوات التي توجد على رسيفر الفلك أو الأسرة أو المدار؟ أم إنها التي تنتهج نهج السنة والجماعة؟ أم ماذا؟ وهذا الأمر سيطول فيه الجدل ويحتاج دراسة قائمة بذاتها. وعلى كل حال توجد على الساحة الآن مجموعة من القنوات الدينية، تقدم عشرات من البرامج الهادفة، التي تزاحم القنوات والبرامج الهابطة، وهذه القنوات أعادت رجال الدين والعلم والفقه للساحة الإعلامية وأبرزت آراءهم في كثير من القضايا المعاصرة. وقد غاصت في قلوب الناس وعقولهم، فلا نكاد نجد بيتًا لا يشاهدها. ومنها قنوات دينية عامة، ومنها قنوات متخصصة في القرآن أو الحديث أو للأطفال أو في الأناشيد أو في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها قنوات تهتم بالعلاج بالقرآن الكريم، والرقية من السحر والعين والمس، والطب النبوي، والأعشاب. وبعض هذه القنوات على أهميتها القصوى- ودون أن نقلل من دورها - لا نستطيع أن نعد عملها هذا (إعلامًا) بالمفهوم العلمي وأنها تحتوى على الإعلام الصانع للرأي العام. وبعض القنوات تتوقف عند الخيارات السهلة والمباشرة والبرامج الحوارية السطحية، أو التسجيلية أو المحاضرات التي يعتبرها البعض مملة، وحتى المحاضرات التي تحاول جذب الناس بحركات وتصرفات وكلمات وأقوال متخمة بالتصنع الظاهر. وقد تم عمل حصر بالقنوات الناطقة باللغة العربية، والتي تمثل البرامج الدينية القاسم الأعظم من مضمون تلك القنوات، فكانت كالآتي: ابن عثيمين الأثر أخبار اليوم أزهري الأسرة الإسلام اليوم اقرأ أوتار أوطان أول الطريق الإيمان بداية بداية النسائية البدر بيوت مطمئنة التواصل الحافظ الحقيقة الحكمة حياتنا الخليجية دليل ديوان العرب الراية الرحمة الرسالة روائع السنة النبوية (السعودية) السيوف (قرآن كريم) شاعر الرسول ريحانة زايد للقرآن الكريم شدا شفاء الصحة والجمال صفا صوفية الصوفية الطب النبوي طيبة العفاسي العفاسي2 الفجر فور شباب الفيحاء كيف القدس القرآن الكريم (للأطفال) القرآن الكريم (الجزائر) القرآن الكريم (السعودية) القوس المجد للأطفال المجد للحديث الشريف المجد الطبيعية المجد العامة المجد العلمية المجد للقرآن الكريم المجد الوثائقية المعالي مكة المنبر مسك الناس نسائم الرحمة نور الخليجية نور دبي الهداية وصال ياسين- آيات ... إلخ. وهذه القائمة تتغير بين عشية وضحاها، حيث تظهر قنوات جديدة وتختفي أخرى، وتتراجع قنوات عن التزامها بالمنهج الديني. أهم القنوات الشيعية: من الممكن حصر أشهر القنوات الشيعية التي تحظى بنسب مشاهدة ليست بقليلة في أوساط الشيعة العرب،في الآتي: قناة (أهل البيت الفضائية) وهي تعد من أكثر القنوات الشيعية انتشاراً،ومكان بثها من كربلاء بالعراق ،وهي مدعومة من (آية الله السيد هادي المدرسي)،وهو من آيات الله المعروفين في العراق،ولدى الشيعة بشكل عام،والقناة تقدم برامجها يثلاث لغات العربية،والإنجليزية،والأوردية.ويليها قناة ( الأنوار،الأولى والثانية)،ومركز بثها من الكويت،على الأقمار الثلاثة الرئيسية،الأولى متخصصة في الحوارات والدراسات المذهبية،والثانية تعمل على نشر الطقوس الشيعية مثل اللطميات والأدعية والبكائيات.وكلاهما مملوك لأحد النواب الكويتيين.وكذلك قناة (المنار) اللبنانية والمملوكة لحزب الله،وإن كانت ذات أبعاد سياسية من حيث الموضوعات والأهداف،ولكن هذا لا يمنع بثها للعديد من البرامج الدينية المذهبية بشكل مباشر.وقناة (المعارف)،وتُبث من البحرين،وتعود ملكيتها للشيخ حبيب الكاظمي،وهو ممن لهم تواجدهم الخاص في العديد من البلدان ذات الكثافة الشيعية مثل العراق وقُم ولبنان.والعديد من القنوات الأخرى مثل ( الزهراء) وهي تبث من لندن وعلى القمر الأوربي(الهوت بيرد) فقط،و(الفرات) وهي تبث من العراق،وتابعة لمجلس الثورة الإسلامية بالعراق.وكذلك قناة (الكوثر) وهي قناة إيرانية ناطقة باللغة العربية،تتبع بشكل مباشر حكومة الجمهورية الإيرانية.والملاحظة الجديرة بالذكر أن معظم تلك القنوات حديثة العهد فلم يتجاوز أقدمها،وهي قناة أهل البيت عام 2005.وأحدثها قناة (فورتين) أو الأربعة عشر،إشارة إلى الأربعة عشر معصوماً،وهم الإثناعشر إماماً والنبي وفاطمة،فهي لم تتجاوز عدة أشهر.هذه القنوات على سبيل المثال ،ومن الملاحظ كذلك التنوع في أماكن البث.فمنها من هو عراقي،وبحيرني،وكويتي،وإيراني،و منها من يبث من أوروبا مباشرة.بل وذات انتشار واضح في عدد الأقمار التي تبث من خلالها.مما يؤكد أن لهذه القنوات دورها في سياق الإعلام الديني والمذهبي،بحيث تشكل شبكة واسعة من المتلقين،هذا بالإضافة إلى مواقعها على شبكة المعلومات التي تبث بثاً حياً بالتوازي مع العرض الفضائي. الذات والأخر في مضمون ما يعرض: لا يغيب عنا أن المستهدف من هذه القنوات ليس الجمهور المعتنق للمذهب الشيعي فقط ، بل كذلك معتنقي المذاهب ،و الديانات الأخرى لهم حضورهم في مضمون ما يُقدّم من موضوعات في سياق الدعوة المذهبية،أو التبشير المذهبي إن جاز التعبير.فمن خلال متابعتي لما تعرضه،وبتحليله من منظور الأنا الشيعي،والأخر أياً كان،توصلت لنتائج من الممكن إجمالها في الآتي: أولاً : تميل بعض تلك القنوات إلى تغليب الذات،أي مناقشة القضايا المذهبية الخاصة فقط،دون المساس المباشر بالمذاهب الأخرى،خاصة المذهب السني، والجدير بالذكر،أنها تعبر مباشرة على مذهب الأغلبية الشيعية وهو الإثنا عشري. أي عرض لمسائل الفتوى في المذهب،دون الدخول في القضايا الخلافية بين المذهبين ، سواء على المستوى التاريخي،أو الفقهي.،مثال قناة الأنوار،والتي رغم تعدد قنواتها وانتشارها،إلا أنها تميل للجانب الشعائري الطقسي،والمسائل الفقهية الشيعية.خاصة قضايا الإمامة والولاية والمهدوية،ومناقشة الأفكار المذهبية.مما يبنقلنا مباشرة للنقطة الثانية من التحليل. ثانياً : الموضعات المقدمة تظهر الشيعة بوصفهم كتلة واحدة ، أي تنحي تماماً أي خلافات داخلية،في حالة من تضخيم للذات المذهبية،أي محاولة صنع حالة من المصالحة التاريخية والمذهبية مع القضايا الإشكالية داخل المذهب الشيعي على مدار تاريخه،مثال على ذلك عرضهم لموقف التشيع من قضية (مسلم من عقيل) ودوره في مقتل الحسين (أحد البرامج التي عرضت على قناة الأنوار وكذلك مناقشة الفكرة في قناة الفرات)،فالتشيع في جانب منه يلوم مسلم بوصفة رسول الحسين إلى أهل الكوفة الذي غدر الناس به وقُتل دون أن يتمكن من تبليغ الحسين انكشاف أمره،فلو كان فعل لما توجه الحسين أو قُتل.وهذه الفكرة واردة في أدبيات التشيع بشكل واضح،حتى أنه قد أتهم بالتخاذل والضعف وما يزيد عن ذلك،ولكن الطرح الجديد لنفس القضية،يحول مسلم إلى حجة على المسلمين،فهو بداية ابتلاء الناس،ومحور اختبارهم في موقفهم من الحسين،فهذا دوره الذي أقره له الله،وهذا متسق في إلحاح التشيع على معرفة الحسين لمقتله،واختياره الشهادة للفداء.فمفهوم الذات في سياق هذا العرض، يُظهر الذات الشيعية بوصفها متصالحة من نفسها للنهاية،وذلك في العديد من القضايا ذات الطبيعة الخلافية من الأساس،مما يثير التساؤل حول طبيعة الطرح الذي تستهدفه تلك القنوات من تجميل لصورة التشيع إلى أبعد مدى ممكن.وإن كان هذا لا ينفي مطلقاً الروايات التاريخية الثابتة والمتعارف عليها في المذهب عن حياة أئمة التشيع،مثل سم الحسن بواسطة معاوية،أو مقتل على الرضا بسمه كذلك على يد المأمون.وكلها تكريسات مذهبية تبدأ بحكايات الأطفال في البرامج المقدمة،وصولاً للبرامج الحوارية والدعوية.وكذلك كثرة بث الشعائر الشيعية الخاصة باللطميات والعزائيات وهي مكثفة بعدد الأئمة الإثنا عشر على مدار العام،مما يعطي إنطباعاً بحالة إيمانية جارفة تستهدف مزيداً من تجميل الوجه الديني للتشيع أمام الأخر المستهدف.مما يحول تلك القنوات في معظم الأحيان إلى حسينيات أو مجالس عزاء. ثالثاً : من الملاحظ كذلك أن مجرد ذكر كلمة الأخر في سياق الخطاب المقدم،يشير مباشرة إلى السنة،أي أن التشيع في سياقه الفضائي هذا يتعامل مع أصحاب الديانات الأخرى خاصة المسيحية بشكل أكثر رفقاً وحميمية من تعاملهم مع السنة والإتجاه الوهابي تحديداً.ومن أهم القنوات التي تعالج الموقف من الأخر السني بمهاجمة مباشرة،قناة (أهل البيت)،فهذه القناة تستهدف في معظم برامجها عقد المقارنات المذهبية،والإلحاح على مناطق الخلاف بين المذهبين بشكل عام، والوهابية المتشددة خاصة،مثل قضايا العقيدة ،والموقف من الصحابة والأئمة على الجانبين،مع نفي فكرة تقديس الصحابة لدى السنة،فكما يرون أن لقب صحابي لابد ألا يطلق على كل من شاهد النبي ،ولكن المناصرين فقط لآل البيت.وفكرة ختم النبوة لدى السنة ،وامتداد العلم النبوي مع الأئمة في التشيع،واعتبار أغلب الروايات السنية مأخوذة عن صحابة غير ثقات ولا يجوز الأخذ منهم مع وجود آل البيت.والهجوم اللاذع على المذهب الحنبلي بوصفة كان بداية التشدد وتغييب العقل أمام النقل من وجهة نظرهم ،وكذلك كان مفتتحاً للوهابية بعد ذلك،أمام الدفاع عن التصوف والحركات الصوفية بمختلف توجهاتها.ومن أهم البرامج التي تعمد إلى تلك الخلافات في قناة أهل البيت (برنامج سبل الإسلام)،كما تعمل القناة للترويج للمذهب بشكل تبشيري،باستضافة من تحول من السنة إلى التشيع أو المستبصرون،وتدخل معهم في سجالات متععدة ضد المذهب السني.كما أن الخطاب الأجنبي المقدم باللغة الإنجليزية،يتعامل مع الاخر والمفترض أنه غير مسلم من الأساس بشكل هادئ للغاية،كما تعمل على ترويج الحكايات الشيعية الخاصة بالأئمة بكثفاة متزايدة،وتبعد تماماً عن أي سجال مذهبي في هذا الخطاب تحديداً، لتعطي انطباع أن للإسلام وجه واحد فقط،ولا يحتمل التعدد. أي أن الخطاب المقدم في هذه القنوات يعتمد على شقين رئيسيين، أولهما التواؤم مع الذات الشيعية لأبعد حد ممكن،وتنحية أي خلاف داخلي قد يظهر في تاريخ التشيع،بشكل يوحي بخطاب موحد رغم مختلف ممولي ،ومناطق بث القنوات،مما يثير تساؤلات حول فكرة القيادة العليا التي تشرف على توحيد الخطابات المتعددة لخدمة هدف واحد،وإن كان هذا له تبريره في سياق المدارس الموحدة التي ينتمي إليها الدعاة الشيعة المشاركين في تلك البرامج،فأغلبهم لا يتجاوز حوزات العراق أو إيران.هذا الشق الأول،والثاني يعتمد على تجاوز الأخر السني وتهميشه كاملة لصالح توحيد الصورة الدينية،أو مهاجمته مباشرة.مع الإلحاح على احتواء الديانات الأخرى تحت عباءة التشيع. انعكاس القضايا السياسية : طبيعة التشيع من الأساس الدمج بين ما هو سياسي وما هو ديني،خاصة مع وجود دولة إيرانية مذهبية مكتملة الأركان،وبالتالي تنعكس الأفكار السياسية على الخطاب الشيعي المقدم في سياق الفضائيات،سواء الداخلية أو الخارجية،مثل مناقشة موضوع ولاية الفقيه وضرورة قيادته للعالم الإسلامي،خاصة وأن قضية الولاية المحدودة والمطلقة من الأفكار التي حققت وما تزال سجالات واسعة في الأوساط الشيعية السياسية والمذهبية،فتتناول العديد من القنوات خاصة المعارف التي تبث من البحريين والكوثر الإيرانية،قصية ولاية الفقيه في العديد من برامجهما.ونقاش فكرة الحكم والعلم والقيادة،فمن يدعون للولاية المطلقة وخاصة القناة الإيرانية،لا يفصلون بين أحقية الولي الفقيه بالحكم والقيادة،أمام من يفصل القيادة عن الحكم،مع اشتراط العدالة في السياقين وارتباطها بالعلم،وكلها انعكاس لطبيعة الحوار السياسي الدائر في تلك القضية منذ فترة ليست ببعيدة. وفي شكل أخر من انعكاس للأزمات السياسية،ما تروج له القنوات الشيعية ذات المنشأ العراقي ،أن المقاومة العراقية للإحتلال الأمريكي تتم على يد الفصائل الشيعية في العراق ليس إلا،وكذلك الترويج للمقاومة اللبنانية،تحت قيادة حزب الله وإيران وذلك بالطبع بواسطة قناة المنار اللبنانية،أي محاولة تهميش كل الأدوار الوطنية المشاركة في أزمات الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي أو دمجها تحت لواء المقاومة الشيعية. وتتضح كذلك الخلافات السياسية،في تناول بعض تلك القنوات مثل (أهل البيت) الحركة الوهابية وفكرها بالقدح والنقد،نتيجة لتبني معظم التكتلات الشيعية في العالم العربي الموقف السياسي السلبي ضد السعودية،والانتماء البيّن للمواقف السياسية الإيرانية في كل مجالتها،بوصف أن إيران تعلن دائماً أنها الراعي الرسمي للشيعة العرب. فتلك القنوات بشكل عام،تؤكد على تسييس الوضع الحالي للمجتمع العربي لصالح المذهب الشيعي،وتبني خطاب سياسي موحد خاصة في الموقف من التكتلات السنية المتمثلة في خطابهم بالوهابية السعودية. مشروع الدولة الدينية في الإعلام الشيعي: لم يطرأ أي تغيير مؤثر على مشروع الدولة الدينية من حيث النظرية في الخطاب الشيعي الحديث إن جاز التعبير،فما تزال دولة المهدي هي العنصر الأصيل في كل ما يقدم من برامج على القنوات الشيعية،مع تصدير فكرة أن تلك القنوات ما هي إلا استكمالاً للمشروع المقدس المؤسس لإنتظار المهدي.ويطهر ذلك بوضوح في القنوات ذات السمة الإيرانية بشكل عام،أو القنوات التي تعبر عن الجانب الحركي في التشيع مثل قناة المنار التي تُعيد صياغة الأفكار النظرية عن الدولة الدينية،إلى تجسيدات حركية في موقف حزب الله من إسرائيل ،والأنظمة المتوائمة معها.فتظهر القناة حزب ال