قلوب معلقة بالأمل في الشفاء وأخري حائرة تنتظر مخرجا لفك الكرب وثالثة تتألم في صمت لانها لا تجد من يسمعها وغيرها ترتجف خوفا من مجهول قد يفوق احتمالها و مثلها تائهة لا تجد يدا تلتقطها من كارثة... حكايات عجيبة تدمي القلوب وتدمع لها العيون و يتألم لها الوجدان و لكنها في النهاية ليست بعيدة, فهي جزء منا يعيش فينا لأنها ببساطة نماذج من الحياة جاءتني تستند إلي أحد الشباب الذي يحاول ان يرحم شيخوختها والذي اعتاد مساعدتها واخذت بكلمات متلعثمة تجمع شتاتها من هنا وهناك وبعد الكثير من الكلمات التي لم تخل احداها من دمعة وتصاحبها ابتسامة اكتشفت حجم معاناة هذه المراة والتي يقابلها الكثير من الرضا بقضاء الله وقدره فقد رزقها الله باثنين من الابناء الرجال ولكنهما معاقين فالأول يعاني اعاقة ذهنية والثاني يعاني شلل الاطفال بأحد قدميه وكانت تذهب في كل مكان بحثا عن الرزق فإما العمل باليومية في حقول القري او بيع اقل القليل من الخضروات والذي يضمن لها وجبة يوم واحد فقد اراد الله ان يكون زوجها وعائل هذة الأسرة مريضا أيضا وطريح الفراش منذ عدة سنوات فبعد أن كان يساعدها اصبح عبئا جديدا عليها. ومن بين دموعها أكدت ام جمعة انها بعد تجاوزها السبعين من العمر لم تعد تستطع العمل بشكل يومي فربما ثلاثة ايام فقط في الأسبوع وهذا لا يكفي حاجة ابنائها. اما عن احلام ام جمعة فهي تروسيكل ينقل ابناءها الي السوق مع ما ستشتريه من بضائع من خضر وفاكهة تساعدها في ان تتخلي عن ذل الحاجة وتساعد اسرتها وترحم شيخوختها. وهذا التروسيكل ثمنه عشرة الاف جنيه تقريبا ويقوده لها ابنها المعاق بأحد قدميه وسيحمل معها البضائع ابنها المعاق ذهنيا. هكذا قسمت لي أم جمعة العمل الذي تحلم به فهل نجد قلبا رحيما يرحم شيخوختها وعجز ابنائها. 5 آلاف جنيه تخفف متاعب خالد خرج متفائلا في صباح إجازته مصطحبا أسرته الي الشلالات في الفيوم حيث يسكن ولكنه كان علي موعد مع القدر فقد سقط خالد من أعلي ليحدث له كسر وتخلخل بعدة فقرات في الظهر نتج عنها شلل رباعي وعدم تحكم بالمخارج. فلم يكن يعلم أن تلك النزهة لن تكون يوما ويمر ولكنها ستكون ازمة تغير مجري حياته وحياة اسرته الي الابد فقد كان خالد سائقا علي احدي سيارات الاجرة المملوكة لغيره. وكان راضيا بما يرزقه الله من جنيهات قليلة تكفي متطلبات اسرته المكونة من خمسة افراد لتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ويرقد حبيسا لكرسي متحرك مصابا بشلل رباعي ويتجرع مرارة الالم البدني من جراء المرض والألم النفسي من جراء ذل الحاجة. حاول خالد جاهدا توفير اي دخل لأسرته ولكنه لم يحصل سوي علي300 جنيه كمعاش للعجز وهي لن تكفي اسرته في ظل ما نعيشه من غلاء للمعيشة اضافة الي مصاريف العلاج وغيرها. الغريب ان احلام خالد كلها عمل مشروع بسيط يوفر له نفقات اسرته ويكفيه ذل الحاجة فهو يحلم بشراء بعض الملابس التي يقوم بالاتجار فيها بمنزله وستساعده في ذلك زوجته التي تؤكد ان خالد عندما كان يعمل لم يتوان لحظة لاسعادهم وادخال السرور علي كل افراد اسرته ولكن المرض اجبره علي الحاجة واملهم مازال كبيرا في الله ان يجدوا قلبا رحيما يساعدهم في التخلص من ذل الحاجة وبداية هذا المشروع الذي لا تزيد احتياجاته علي خمسة الاف جنيه كبداية وبعدها تدور العجلة ويصبح في غني عن اي مساعدة. [email protected]