قلوب معلقة بالأمل في الشفاء وأخري حائرة تنتظر مخرجا لفك الكرب وثالثة تتألم في صمت لانها لا تجد من يسمعها وغيرها ترتجف خوفا من مجهول قد يفوق احتمالها و مثلها تائهة لا تجد يدا تلتقطها من كارثة. حكايات عجيبة تدمي القلوب وتدمع لها العيون و يتألم لها الوجدان و لكنها في النهاية ليست بعيدة, فهي جزء منا يعيش فينا لأنها ببساطة نماذج من الحياة. الفقر والمرض يغتالان براءة رحاب (نفسي اخف) هكذا بدات حديثها وبتلك الكلمات التي قالتها باستعطاف تمنت الشفاء فقد اشارت رحاب الي آلام في جانبيها واخذت تقص لي ما تشعر به عندما ياتي المساء من اوجاع تجعلها تبكي وتبكي امها معها الغريب ان آلام جانبيها حديثة اما هي فتعاني ورما خبيثا في المخ اجرت علي اثره اربعة عمليات منها استئصال ومنها تركيب جهاز للتخلص من المياة الموجودة علي المخ عن طريق البول وهي لازالت تحت العلاج الكيميائي. اما حالة رحاب الان والتي لم تتجاوز التاسعة من عمرها هي عودة المرض من جديد وتحتاج لاستئصال الورم من المخ ولكنه الان ضاغط علي العصب البصري مما يجعل العملية اكثر خطورة لانها قد تفقدها البصر ولكن لا مفر. الاكثر من ذلك ان والد رحاب لا ينفق عليها فهو متزوج من اخري غير والدتها ويقيم معها وهومجرد بائع طماطم سريح لا يستطيع الانفاق علي علاجها. الغريب ان الطفلة استمرت تتجاذب معي اطراف الحديث لمدة نصف ساعة تارة تحكي واخري تبكي وثالثة تتالم لكن المشهد الذي لا يتوقف هو ملامسة يدها الصغيرة لجنبها والذي ضاقت به الام وهي لا تجد علاجا اضافة الي ما تحتاجه من مصاريف علاج وفحوصات تجعل امالها في الشفاء مستحيلة في ظل ما تعيشه من فقر. في النهاية تركتني رحاب ولكن بعد ان قذفتني بسؤالين لم استطيع الرد عليهما... هل ستساعديني لتنتهي آلام جنبي؟ وكان الصمت جوابي لتنظر لي محدقة قائلة اذن ستساعديني لعمل عملية تستطيع في الوقت نفسه أن تحميني من العمي ؟... ولم أجب ايضا لانها بتلك الكلمات حملتني وحملت من يقراها واجبا تجاهها بضرورة مساعدتها في انهاء الآلام.. ويبقي في النهاية سؤالي الوحيد.. هل من مجيب لأسئلة رحاب؟ القصور الذهني والحركي يلتهم الآخوين بشر وتفاؤل يعليان وجههما وكأن الإعاقة لم تؤثر فيهما علي الإطلاق وتراهما يتكلمان ويحكيان دون الشعور بانهم اقل منك كمستمع بل انهما افضل واجدر لانهما ببساطة راضيين بارادة الله. انهما فتحي ورحاب اخوان ولدا باعاقة حركية لكليهما اضافة الي اعاقة ذهنية تعاني منها رحاب ولكن الله استعاض لاخيها المعاق بذكاء تلحظه بمجرد الحديث اليه مما مكنه ان يدخل المدرسة ويصبح في الصف الاول الاعدادي ولكنه لا يسير علي قدميه الا خطوات معدودة وبعدها يسقط علي الارض ناهيك عما يعانيه من تشوهات في العمود الفقري اما رحاب فعمرها17 عاما ولكن ما تعانيه يجعلك تراها طفلة لا تتجاوز العاشرة فجسدها النحيل وقدرتها المعدومة تقريبا عن النطق بالكلمات تجعل حديثها مثل حديث طفل في عامه الثالث ولكنها في النهاية لا تكف عن هذا الحديث الممزق للقلوب عن حكايتها ان والدتها تبكي ولا تتوقف عن البكاء. اما الاب هذا الرجل البسيط الذي يعمل مساعد سباك فلا يستطيع الوفاء بكافة احتياجات الصغار واخوتهم لانهما يحتاجان علاجا طبيعيا باستمرار اضافة الي التأهيل وهو مجرد مساعد باليومية التي تكفي الطعام وايجار السكن بالكاد اما مصاريف العلاج والمتابعة فان لم يوفرها له اهل الخير ينتظر حتي تتوفر لانه لا يملك الا الدعاء. اما الام فقد اصبحت لا تقوي علي دفع صغارها علي هذا الكرسي المتحرك المتهالك ولا تدري ماذا تفعل واذا كان هناك قلب رحيم يوفر لها غيره افضل حالا من الاخر المتهالك مع مصاريف العلاج التي تحسن الوضع الصحي للاخوين. اخيرا تركتهم ويد الابوين للسماء راجين ان يستجيب الله لهما. عطاء بلا حدود .. حملة الفشل الكلوي جاءني الكثير من مرضي الفشل الكلوي وربما تخطي عددهم المئات ساعدت منهم من ساعدت بقدر استطاعتي وبرعاية اهالي الخير فقد وفرنا بضائع لبعضهم لتكون كمصدر رزق يكفيهم ذل الحاجة والسؤال ومن لم يستطع العمل قدمنا له المساعدات المالية من خلال اهل الخير ولكن ما زالت قوائم الانتظار طويلة وتحتاج منا إلي كثير من مساهمات اهل الخير كما انهم يحتاجون لحقن غالية الثمن يستخدموها باستمرار في عملية الغسيل الكلوي فمعا لنساعدهم. وقد استطعنا هذا الاسبوع تقديم الفي جنيه تبرعا لعم احمد المريض بفشل كبدي وشراء بضاعة بمبلغ الفي جنيه لعم كمال المريض بالفشل الكلوي وقدمنا عشرة الاف جنيه اخري من احد المتبرعين لاسرة السرطان بخلاف10 آلاف جنيه الاسبوع الماضي وايضا4 الاف جنيه من متبرعين اخرين كنت قد استلمتهم ليصبح المبلغ كاملا24 الف جنيه كما ساعدنا اربعة من مرضي الفشل الكلوي بتقديم الف جنيه لكل منهم ايضا من اهالي الخير وقمنا باجراء عملية للشاب محمد جمال الدين لانه يعاني قرح فراش تسببت في تاكل مقعدته تكلفت6 الاف جنيه وهو لازال يحتاج للعلاج.