لم تعبأ جماعة الإخوان خلال مدة الحكم بالغة القصر, التي تولوا فيها مسئولية البلاد, بمعاناة المصريين وتطلعهم لبناء دولة جديدة يسودها العدل والحرية والكرامة الإنسانية, وبعد ثورة عظيمة قاموا بها لتحقيق هذه المطالب وخلال سنة كاملة من حكم الجماعة لم يجد المصريون أية بادرة أمل لتحقيق مطالب الثورة, حيث تفرغت الجماعة للتمكين وشق الصف واقصاء المعارضة, وإصدار قرارات خاطئة غير مدروسة, والتشدق بإقامة الحوار مع مختلف الفرقاء دون نتيجة, وكانت كل قراراتهم مجرد وعود كاذبة بدءا من المشروع الإسلامي الي مشروع النهضة الهلامي!! وباختصار لم يكن همهم بالدرجة الأولي مصلحة الوطن, بقدر اهتمامهم بالتغلغل في جميع مفاصل الدولة المصرية لتكون احدي الولايات في الدولة الإسلامية, ذلك الحلم الذي لايزال يراودهم وهو ما لن يتحقق مهما طالت القرون, وقد مثلت هذه الغاية حلم الدولة الإسلامية حجر الزاوية في العداء المتبادل بين الحركة الوطنية من جهة, والجماعة من جهة أخري, حيث كان مطلب اقامة الحكومة الإسلامية يأتي في المرتبة الأولي علي سلم أولوياتها, بينما كان مطلب تحرير مصر من الاستعمار يلي في الأهمية اقامة الدولة الإسلامية!!إن الاحداث التي شهدتها مصر بعد عزل الرئيس محمد مرسي وفقدان الجماعة وقياداتها صوابهم, لم يكن حبا في مصر أو خوفا علي أمنها واستقرارها, ولكن جاءت بعد ضياع حلمهم المزعوم في أن تكون مصر إحدي ولايات الدولة الإسلامية, ولقد نجح شعب مصر في إسقاط مخططهم اللاوطني وأسقط هكذا جماعة منهاج عملها السياسي يسوغ لها معاداة أقسام كبيرة من الحركة الوطنية باسم الدين, كما يبرر لها العمل المشترك مع القوي المرتبطة بالاستعمار قديمه وحديثه من أجل تحقيق أهدافها, وعلي أساس أن تغيير النظام الداخلي له الأولوية علي مسألة التحرير الوطني, وهو ما استتبع قيام الجماعة بتكتيكات انتهازية تآمرية نفعية بهدف الحفاظ علي أهدافها مهما كانت الوسائل غير نبيلة, لقد سقطت الجماعة بسرعة رهيبة وتكشفت أهدافها تجاه الوطن والمواطنة, فكيف يثق فيها الشعب المصري من جديد, لقد طوي التاريخ أسطورة الجماعة من وعي ووجدان المصريين الي الأبد. إبراهيم عبدالموجود الدقي جيزة