في الوقت الذي يترقب فيه الشارع المصري تحرك الأجهزة الحكومية والأمنية لتنفيذ قرار فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية بمدينة نصر, ونهضة مصر بالجيزة, تحدي أنصار جماعة الإخوان التحذيرات الحكومية المتكررة, ونظموا العديد من المسيرات عقب صلاة الجمعة, بالقاهرة والمحافظات, تسببت في قطع الطرق, وتعطيل حركة المرور, وإرباك احتفالات المصريين بعيد الفطر في ثاني أيامه. وتضمنت تلك المسيرات تهديدات لمعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي, واشتباكات بين مؤيدي الإخوان ومعارضيهم, ووقوع إصابات ببعض المحافظات. ففي القاهرة والجيزة انطلقت مسيرات إلي ميداني رابعة والنهضة من28 مسجدا شهيرا, استجابة لدعوة تحالف دعم الرئيس السابق إلي التظاهر, وتسببت تلك المسيرات في اختناقات مرورية بشارع رمسيس وطريق صلاح سالم وغيرهما. وتزامن مع ذلك خروج مسيرات مماثلة بعدة محافظات, حيث رفع المتظاهرون صورا لمرسي, ولافتات مكتوبا عليها بعض الشعارات المؤيدة للإخوان والمناهضة لثورة30 يونيو, وذلك باللغات المختلفة. وقد تأثرت خطبة الجمعة بالمشهد السياسي, ففي ميدان رابعة العدوية وصف الشيخ أحمد يوسف خطيب الجمعة, ما قام به داعمو الإخوان والرئيس السابق بأنه أسطورة, وطالبهم بالثبات, مؤكدا أنهم يسطرون ملحمة علي حد تعبيره . وأكد الدكتور صلاح نصار, خطيب الجامع الأزهر, ضرورة تقديم مصلحة الوطن علي أي مصالح أخري, والتمسك بإصلاح ذات البين, وعدم الانحياز لفصيل دون آخر, والاعتصام بحبل الله المتين الذي يدعو إلي الوحدة ويرفض التفرق. وفي الوقت نفسه, واصل سكان منطقة رابعة الشكوي من تزايد معاناتهم بسبب ما وصفوه بالحصار الجبري الذي فرضه عليهم المعتصمون الذين أجبروهم علي المكوث في بيوتهم قرابة شهر ونصف الشهر. وأكدوا أنهم قضوا أيام عيد الفطر وسط المتاريس والحواجز الخرسانية وتلال الرمال ولجان التفتيش التي أعاقت خروجهم, أو دخول أهاليهم لزيارتهم. وفي الإسكندرية قطع مؤيدو الإخوان طريق الكورنيش, بعد أن توجهوا في مسيرة من أمام مسجد القائد إبراهيم إلي محطة الرمل وشرق الإسكندرية, وتسببت المسيرة في اختناقات مرورية بالمدينة. وفي الفيوم, انطلقت مسيرة إخوانية من أمام مسجد المعلمين, وحاولت قوات الأمن تفريقها بإطلاق بعض القنابل المسيلة للدموع, فسقط عدد منها فوق منازل مجاورة للمسجد, الأمر الذي أشعل فيها النيران, فأسرعت سيارات المطافئ, ونجحت في إطفائها. وقد أصيب خلال تلك المسيرة28 باختناقات من الغاز, بالإضافة إلي أحد رجال الشرطة. وشهدت الشرقية اشتباكات بين أنصار الإخوان ومعارضيهم خلال مسيرات نظمها مؤيدو مرسي طالبوا خلالها بعودته. ومن ناحية أخري, كشف شريف طه عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفي, عن أن حزبه انضم لخريطة الطريق, بعد أن أدركوا أن الرئيس السابق لم يعد قادرا علي الحكم. ونفي أن يكون حزبه قد خذل الإخوان, وأوضح أن الذين خذلوهم هم من غيبوا عنهم حقيقة المشهد, وحقيقة الغضب والاحتقان في الشارع.