لوح الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني بغصن الزيتون في أول مؤتمر صحفي له بعد حلف اليمين, وأكد جديته في السعي لحل النزاع مع الغرب بشأن البرنامج النووي لبلاده ومستعد لبدء مفاوضات جادة وحقيقية لتحقيق هدفه.إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن إيران لن تتخلي عن برنامجها النووي الذي تتمسك به استنادا إلي القانون الدولي, كما أنها لن تتخلي عن تخصيب اليورانيوم. وأضاف قائلا: لن نتخلي عن حق هذا البلد. وأكد روحاني خلال المؤتمر الصحفي أن بلاده تؤيد التفاوض والتفاعل. وقال: نحن مستعدون بجدية ودون إضاعة وقت للدخول في مفاوضات جادة وحقيقية مع الجانب الآخر. وأوضح أنه اذا كان الطرف الآخر مستعدا أيضا, فإن مخاوف الجانبين ستتبدد من خلال المفاوضات في غضون فترة لن تكون طويلة. وأكد أن تنمية العلاقات مع دول الجوار من ضمن أولويات الحكومة المقبلة. وأضاف أنه من بين أولويات الحكومة السعي لإقرار الأمن والاستقرار وإزالة بؤر التوتر مع دول الجوار والعالم. و أشار إلي أن إيران تعتزم إقامة مفاعلات نووية جديدة بعد اكتمال مفاعل بوشهر. وألمح إلي أن روسيا أبدت استعدادها للتعاون, وأعرب عن أمله في أن يتم بناء المفاعلات النووية الجديدة بجهود خبراء بلاده المحليين. وتفادي روحاني وهو مفاوض نووي سابق سؤالا بشأن ما إذا كان يود مقابلة الرئيس الأمريكي باراك اوباما خلال زيارته للأمم المتحدة في نيويورك. وقال روحاني بابتسامة ساخرة إذا رأينا أنه لا توجد أجندة سرية وأن النوايا حسنة فإن مسألة من يجتمع ومن يتفاوض تصبح قضايا هامشية. وأشار الي إنه سيعين فريق مفاوضين جديد. وحذر روحاني مما وصفه بأسلوب العصا والجزرة الذي تنتهجه الولاياتالمتحدة بعرض إجراء محادثات وفي نفس الوقت تشديد العقوبات, وأكد أن الايرانيين أثبتوا أنهم يقاومون هذه العقوبات. وقال روحاني إنه يجب علي واشنطن أن تدرك أن الحل لا يمكن أن يأتي إلا من خلال المحادثات وأن التهديدات لن تحل أي مشكلة. وأضاف أن البيان الاخير للبيت الابيض يظهر أن بعض المسئولين الامريكيين لم يدركوا بعد أبعاد الملحمة السياسية التي سطرها الشعب الايراني. وأضاف إذا كان هناك من يعتقد أنه من خلال التهديدات يمكنهم فرض إرادتهم علي الشعب الايراني فهم يرتكبون خطأ كبيرا. هذا النهج المزدوج لن يؤدي إلي أي نتائج. هذا يلقي بشكوك حول إخلاص المسئولين الامريكيين.وألقي روحاني باللوم علي من وصفهم بمجموعة مولعة بالحرب في مجلس النواب الامريكي, بشأن التصويت الذي جري الأسبوع الماضي لتشديد العقوبات علي ايران. وقال في اشارة إلي إسرائيل إن هذه المجموعة تسعي لمصلحة دولة اجنبية وتتلقي معظم أوامرها من نفس البلد, حتي مصالح الولاياتالمتحدة لا توضع في الاعتبار.واستطرد ان الملحمة التي سطرها الشعب الايراني في الانتخابات الرئاسية هي الرد علي الحظر الامريكي. وقال إننا اذا لاحظنا اتخاذ خطوات عملية, فان الادارة الامريكية ستشهد آنذاك ردا مناسبا من الحكومة الايرانية المقبلة. وعلي صعيد متصل, دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو الي زيادة الضغوط علي ايران معتبرا انها الوسيلة الوحيدة لمنعها من امتلاك السلاح النووي. وقال امام وفد من36 عضوا بالكونجرس الامريكي, إن الرئيس الايراني اكد ان الضغوط لن تؤثر. واضاف هذا خطأ. الشئ الوحيد الذي أثر خلال العقدين الماضيين هو الضغوط. والشيء الوحيد الذي يمكن ان يؤثر من الآن وصاعدا هو زيادة هذه الضغوط, حسبما اعلن مكتبه. واضاف نيتانياهو امام الوفد لقد قلت من قبل واكرر القول لان ذلك يجب ان يكون مفهوما: اذا تخليتم عن الضغط فسوف يذهبون الي النهاية. يجب ان تحافظوا علي الضغط. وعلقت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية علي تصريحات روحاني قائلة إن تنصيب روحاني يمثل فرصة لإيران للتحرك سريعا لتبديد مخاوف المجتمع الدولي العميقة بشأن برنامجها النووي. و أوضحت أن هناك خطوات علي ايران اتخاذها للوفاء بالتزاماتها الدولية وإيجاد حل سلمي لهذه المشكلة. وأكدت أن الكرة في ملعب ايران. من جهة أخري, أكدت روسيا ان إجراء محادثات جديدة بين إيران والقوي العالمية يجب ألا يتأخر ويجب ان يتم بحلول منتصف سبتمبر المقبل. وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تصريحات علي هامش زيارته لايطاليا ان روسيا تتفق تماما مع روحاني في دعوته للحوار, واقترح لافروف أن يكون من خلال صيغة3+3( فرنسا و ألمانيا وبريطانيا وأمريكا والصين وروسيا), وانتقد لافروف تحركات لتشديد العقوبات علي ايران قائلا: إن هذا هو وقت الحوار لا الانذارات.