يقع علي عاتق المرأة في شهر الصوم الكثير من المهام الدينية والمنزلية والعملية, ربما أضعاف مايقع عليها في الزيام الزخري وبالأخص المرأة العاملة خارج البيت لضيق الوق, وهنا نتساءل: كيف تحسن المرأة المسلمة عبادة ربها في رمضان ؟ وكيف تقضي لحظات هذا الشهر الفضيل وتستمتع بنفحاته؟ وهل هي مطالبة بالإعتكاف علي سجادة الصلاة في البيت أو في المسجد ؟.. تساؤلات تهم كل القوارير. فضيلة د. أحمد كريمة استاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر يجيب علي ما سبق بقوله: تحتل العبادات مقدار الخمس في الشريعة الإسلامية السمحة, وتأخذ حيزا وسطيا يحقق التوازن بين العبادات والمعاملات وبين الدين والدنيا, فعلبي سبيل المثال مجموع الصلوات المفروضة تأخذ في المتوسط ساعة من الزمن من الأربع والعشرين ساعة في اليوم كله, والزكاة في معظمها لاتجاوز ربع العشر أو مايعادل2.5% من قيمة المال, وصيام رمضان أيضا نجده لحكمته الإلهية هو شهر واحد في السنة كلها, مع مراعاة أن فترة الصيام ليست طوال اليوم كله, وفريضة الحج تجب في العمر كله مرة واحدة فقط. وهكذا.. فالمساحة الزمنية والآداء البدني للشعائر العبادية في ارسلام لاتجور علي ماسواها من الأمور الحياتية والمعيشية. والمرأة المسلمة في رمضان عليها أن تؤدي صلواتها كالمعتاد, أما في النهار فإن حسن قيامها بأعباء رعاية وإطعام أسرتها يعدل كثيرا من صلوات النفل والأذكار والأدعية, مثلها في ذلك مثل الرجل الذي يعمل ويكدح ويكد قي نهار رمضان, فقدره وأجره وثوابه أفضل ممن ينام كسلانا. أما بالنسبة لليل فلها أن تصلي التراويح قدر طاعتها, ولها الزذكار أيضا والأدعية والترويح عن النفس. وفي رأينا أن الأولي للمرأة أن تصلي النوافل في بيتها, فقد روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم قالت:( لو يعلم رسول الله صلي الله عليه وسلم) ماتفعله نساء الآن لمنعهن المساجد). فليس من المقبول أو المعقول أن تترك المسلمة عمارة بيتها ومراعاة أولادها وتنطلق الي المساجد, وربما لاتجد الأمن في الطريق أو المكان اللائق في المسجد, فما الداعي أن تصلي في ساحات مفتوحة وفي الهواء الطلق, أو أن تزاحم الرجال بالمناكب.. وهذا أيضا ينطبق علي الإعتكاف في المساجد, فهو سنة وليس من فروض الشريعة, ومثلها في ذلك مثل ذهابها للصلوات لآدائها في جماعة, ويخبرني ألاحظ أن معظم من ذيهبن لصلاة النوافل أو الإعتكاف في المساجد غالبا مايكون ذلك هروبا من المسئولية وربما يقضين معظم الوقت في الثرثرة التي لالزوم لها, وأكرر أن بيت المرأة أولي بوقتها وصلواتها